غريبة هي أحوال الإنسان، غريبة أهدافه تصوّراته طموحاته، غريبة عثراته سقطاتُه مع توالي الأزمان، غريبة غرابة تحوله من السمين إلى الغث، ومن الجيد إلى الرديء؛ بمعنى أن المعايير المؤسسة على ثوابت إنسانية وأخلاقية..
الحياة عبارة عن مسار ينتهي بنقطة، والنقطة بداية الكتابة، كتابتي، يا قارئي، سفر وترحال إلى آفاق جديدة بعيدة عن اليأس الذي أصبح يباع بأفواه تبيع كل شيء إلا أن تبيعك أملا، أفواه ألفت اليأس واستأنست به وأضحى تجارتها الرابحة.
العملة التي غدت توحّد العالم هي: اقتصاد السوق، الوفرة، التكنولوجيا، تحصيل الثروة، والاستهلاك، والانشغال بفردانية الذات، لدرجة غدت فيها مسألة أن تكون إنسانا يحس محيطه الإنساني برحمة وإحسان مضيعة للوقت، إذا لم يكن من ورائها ربح مادي..
أصبحت مسألة البحث عن يوم بدون أسئلة تفوح سذاجة تخصّ متاهات المستقبل وترتبط به ارتباطاً وثيقاً في الأوساط الشعبية العربية أمراً مستبعداً؛ خصوصاً اتجاه من تجشموا عناء خوض مسارات طوال في ميدان البحث العلمي بالبلدان العربية..
لا شيء يسير كما هو مخطط له، كل شيء يسير عكس التيار، تيار أن نتأهل كمجتمع إلى مصاف الدول التي تحترم ذاتها، لكن كيف يتأتى هذا المطمح ونحن نتعامل في ما يتعلق ببعض المراسيم التي من شأنها أن تُذلل بعض.
هذا الحوار التلفوني، يعد صيغة من بين الصيغ الرائجة والمتداولة بين عموم المغاربة في حواراتهم التلفونية، إذ تجدهم يتساءلون بنوع من الاستغراب " باقي ناعس؟"