تحرير "درّة" السينما الأميركية من أسر الورثة

خبر سار واستثنائي زفّته "نيويورك تايمز" أمس لعشّاق الفنّ السابع، إذ أعلنت أنّ النسخة غير المكتملة لفيلم "الجانب الآخر من الرياح"، للمخرج الأميركي الراحل أورسون ويلس، ستكون جاهزة للعرض في مايو/ أيّار القادم، ما يعتبر تتويجاً لانتظار تخطّى 40 عاماً، لأحد أهمّ الأفلام غير المنتهية في تاريخ السينما.

أورسون ويلس (1915 – 1985) يعدّ من عباقرة السينما الأميركية والعالمية، وفيلمه "المواطن كين" (1941) في صدارة لائحة أروع الأفلام السينمائية على مرّ العصور، إلى جانب الدور النهضوي الذي لعبه هذا المخرج والممثل والمنتج في المسرح والإذاعة أو الدراما الإذاعية تحديداً.

صوّر ويلس الفيلم بين 1970 و1976، ومات بعد أقلّ من عقد دون إنهائه، ما اعتبره أهل الفنّ السابع خسارة حقيقية.
الفيلم من بطولة جون هيوستن، وبوب راندوم، وبيتر بوغدانوفيتش... وتتمحور قصّته حول مخرج هوليودي يموت إثر حفل عيد مولده السبعين، الذي أحياه في حضور مدعوّين من زملائه السينمائيين، تحديداً المخرجين - وقد شارك عدد كبير من مخرجي السينما الأميركية كمّمثلين في الفيلم، بينهم بول مازورسكي، ونورمان فوستر، وغاري غرافر - وعبر هذا المدخل يتطرّق ويلس إلى خفايا الوسط السينمائي في هوليوود، مقدّماً بورتريه تهكّمياً قاتماً للمخرجين في تلك الفترة من الزمن، ساخراً حتى من نجاحات بعض المخرجين الأوروبيين حينها مثل أنتونيني. وكان ويلس قد أنهى توليف 40 دقيقة من الفيلم الذي يتوقّع أن يصدر في أكثر من 100 دقيقة.

وقد أعلنت شركة "رويال رود إنترتايمنت" في لوس أنجلوس أمس، أنّها أخذت حقوق إنهاء وعرض الفيلم من ورثة ويلس، وهو سيُعرض في السادس من مايو/ أيار القادم، بمناسبة مئويّة ولادة ويلس، وسيكون في دور العرض التجارية في يونيو/ حزيران 2015.

خاضت الشركة مفاوضات صعبة طيلة الأعوام الخمسة الماضية، محاولة تسوية الأمور بين الورثة المتنازعين، وهم شريكة المخرج الممثّلة الكرواتية الأصل، أوجا كودار (73 عاماً)، وابنته بياتريس، وشركة الإنتاج الإيرانية الفرنسية "أبوستروف"، التي شاركت في تمويل الفيلم. وكان ويلس يعمل على فيلمه هذا طيلة الأعوام الـ 15 الأخيرة من حياته، ولكنّه مات قبل إنهاء تنفيذه، تاركاً ما يفوق ألف شريط نيجاتيف للمشاهد التي صوّرها، بقيت ابنته متحفّظة عليها في مخزن في أحد ضواحي باريس.