13 فبراير 2022
ترامب.. الرئيس الهائج
لا تخلو رئاسة دونالد ترامب الولايات المتحدة من مطبّاتٍ عديدةٍ التي لا يكاد الرجل يخرج من أحدها كي يقع في غيره. وهي، بكل المعايير، رئاسةٌ غير تقليدية، ولم تشهدها أميركا من قبل. لذا، تبدو المؤسسات الأميركية في حالة ارتباك وتوتر، بسبب سلوك ترامب غير المعتاد، وتعاطيه مع مختلف الملفات الداخلية والخارجية، فالرجل لا يتّبع سياسة متسقة أو متماسكة، وإنما يحرّكه مزاجٌ متقلبٌ لا يستوعب حتى الآن أنه يقف على رأس الهرم السياسي في واحدةٍ من أقوى دول العالم.
لذا لا يكاد يمرّ أسبوع إلا وهناك أزمة يواجهها ترامب والبيت الأبيض، وذلك إلى أن وصل الأمر أخيرا إلى الحديث عن وجود "حركة مقاومة" داخل البيت الأبيض نفسه، هدفها وقف اندفاع ترامب وتهوّره. فقبل يومين، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً لمن تصفه واحدا من كبار الموظفين في إدارة ترامب، يكتب فيه عن وجود تيار أو حركة مقاومة داخل الإدارة، هدفها الرئيسي وقف اندفاع الرئيس، وحماية الأمن القومي للبلاد من تهوّره. ولو صحّ الأمر، فستكون المرة الأولى التي نشهد فيها هذا الشرخ الكبير داخل أهم مؤسّسات الحكم في أميركا، وهي البيت الأبيض. ويبدو الأمر كما لو أننا إزاء فيلم سينمائي تم إنتاجه في هوليوود وليس واقعاً. لذا لم يكن غريباً أن يصف ترامب هذا الشخص بأنه "خائن"، وأن القصة كلها مفبركة من "نيويورك تايمز".
يتزامن مقال "المقاومة الهادئة" مع الكتاب الجديد للصحافي الأميركي المخضرم بوب وودورد، والمتوقع صدوره بعد أيام، وتم تسريب بعض أجزائه إلى الصحافة الأميركية، ويتحدث عن كواليس الفوضى التي تضرب البيت الأبيض. وقد نقل وودورد عن مسؤولين كبار في إدارة ترامب عدم ثقتهم في القدرات القيادية والسيكولوجية للرئيس، إلى الدرجة التي ينقل فيها وودورد عن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، وصفه تصرّفات ترامب بأنها أقرب إلى تصرفات "طفلٍ لم يتجاوز الصف الخامس أو السادس الدراسي. ليس الكتاب، وعنوانه "خوف"، الأول الذي يصف الفوضى التي تضرب البيت الأبيض، وربما لن يكون الأخير، ولكن صدوره عن أحد صحافييْن أطاحا الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نيكسون، يجعل الأمر مختلفاً هذه المرة. فكما أشير أعلاه، نحن إزاء إدارة غير تقليدية، ولا يمكن قياسها على ما سبقها من إدارات، سواء من حيث السياق الذي جاءت به، وتعمل فيه، أو من خلال شخصية ترامب غير الاعتيادية.
السؤال المهم: هل سيظل ترامب في الرئاسة بعد كل هذه الفوضى؟ الإجابة غير معروفة، ولكن أغلب الظن أنه سوف يستمر في منصبه، على الرغم من كل الفضائح والمشكلات التي يتعرّض لها. ولعل المشكلة لم تعد في ترامب فقط، وإنما في تيار مجتمعي عريض، مؤمن به، ويراه الشخص الأحق بالرئاسة. لذا لم يكن غريباً أن يطلق ترامب تصريحاً مرعباً قبل أسبوعين، وعلى خلفية اتهام محاميه السابق، مايكل كوهين، له بارتكاب مخالفة قانونية خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، بقوله "لو تم عزلي فستحدث ثورة في أميركا". وهو أمر يتخوّف منه مراقبون كثيرون في الولايات المتحدة، فما فعله ترامب أنه أحدث حالة من الانقسام المجتمعي غير مسبوقة، تتجاوز السياسة إلى المجتمع. كما أن هناك كتلة يمينية متطرّفة ترى في ترامب الحصن الأخير لها، وهي على قناعةٍ بأن ترامب فرصتها الوحيدة لتنفيذ أجندتها المتطرّفة. ولذلك تدافع عنه بكل قوة، ولا ترى فيه أية مشكلات، وتتهم الدولة العميقة بمحاربته ومحاولة إفشاله.
لذا لا يكاد يمرّ أسبوع إلا وهناك أزمة يواجهها ترامب والبيت الأبيض، وذلك إلى أن وصل الأمر أخيرا إلى الحديث عن وجود "حركة مقاومة" داخل البيت الأبيض نفسه، هدفها وقف اندفاع ترامب وتهوّره. فقبل يومين، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً لمن تصفه واحدا من كبار الموظفين في إدارة ترامب، يكتب فيه عن وجود تيار أو حركة مقاومة داخل الإدارة، هدفها الرئيسي وقف اندفاع الرئيس، وحماية الأمن القومي للبلاد من تهوّره. ولو صحّ الأمر، فستكون المرة الأولى التي نشهد فيها هذا الشرخ الكبير داخل أهم مؤسّسات الحكم في أميركا، وهي البيت الأبيض. ويبدو الأمر كما لو أننا إزاء فيلم سينمائي تم إنتاجه في هوليوود وليس واقعاً. لذا لم يكن غريباً أن يصف ترامب هذا الشخص بأنه "خائن"، وأن القصة كلها مفبركة من "نيويورك تايمز".
يتزامن مقال "المقاومة الهادئة" مع الكتاب الجديد للصحافي الأميركي المخضرم بوب وودورد، والمتوقع صدوره بعد أيام، وتم تسريب بعض أجزائه إلى الصحافة الأميركية، ويتحدث عن كواليس الفوضى التي تضرب البيت الأبيض. وقد نقل وودورد عن مسؤولين كبار في إدارة ترامب عدم ثقتهم في القدرات القيادية والسيكولوجية للرئيس، إلى الدرجة التي ينقل فيها وودورد عن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، وصفه تصرّفات ترامب بأنها أقرب إلى تصرفات "طفلٍ لم يتجاوز الصف الخامس أو السادس الدراسي. ليس الكتاب، وعنوانه "خوف"، الأول الذي يصف الفوضى التي تضرب البيت الأبيض، وربما لن يكون الأخير، ولكن صدوره عن أحد صحافييْن أطاحا الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نيكسون، يجعل الأمر مختلفاً هذه المرة. فكما أشير أعلاه، نحن إزاء إدارة غير تقليدية، ولا يمكن قياسها على ما سبقها من إدارات، سواء من حيث السياق الذي جاءت به، وتعمل فيه، أو من خلال شخصية ترامب غير الاعتيادية.
السؤال المهم: هل سيظل ترامب في الرئاسة بعد كل هذه الفوضى؟ الإجابة غير معروفة، ولكن أغلب الظن أنه سوف يستمر في منصبه، على الرغم من كل الفضائح والمشكلات التي يتعرّض لها. ولعل المشكلة لم تعد في ترامب فقط، وإنما في تيار مجتمعي عريض، مؤمن به، ويراه الشخص الأحق بالرئاسة. لذا لم يكن غريباً أن يطلق ترامب تصريحاً مرعباً قبل أسبوعين، وعلى خلفية اتهام محاميه السابق، مايكل كوهين، له بارتكاب مخالفة قانونية خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، بقوله "لو تم عزلي فستحدث ثورة في أميركا". وهو أمر يتخوّف منه مراقبون كثيرون في الولايات المتحدة، فما فعله ترامب أنه أحدث حالة من الانقسام المجتمعي غير مسبوقة، تتجاوز السياسة إلى المجتمع. كما أن هناك كتلة يمينية متطرّفة ترى في ترامب الحصن الأخير لها، وهي على قناعةٍ بأن ترامب فرصتها الوحيدة لتنفيذ أجندتها المتطرّفة. ولذلك تدافع عنه بكل قوة، ولا ترى فيه أية مشكلات، وتتهم الدولة العميقة بمحاربته ومحاولة إفشاله.