بعد الفضائح المدويّة التي ضربت حملته تباعاً، رفع المرشّح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، دونالد ترامب سقف الخطاب إلى مستوى أعلى، وبدأ يضرب على وتر "نظرية المؤامرة". المرشح الجمهوري اتّهم غريمته المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، بقيادة "منظومة قوى عالميّة" تتلاعب بالاقتصاد ضد مصالح الطبقة العاملة. وهي لغة رأت فيها صحيفة "واشنطن بوست" انعكاساً لأفكار "لاسامية".
اتّهامات ترامب تلك صدرت في معرض ردّه على اتّهامات جنسيّة أخرى طاولته أخيراً، وهو ما دفع الملياردير الأميركي، على ما يبدو، لاجتراح نبرة خطاب جديدة، واللعب على مشاعر الطبقة العاملة، من خلال الحديث عن "مؤامرة" تقودها نخبة عالمية هدفها تجريد الولايات المتّحدة من ثرواتها، بهدف ملء جيوب الشركات، وصون مصالح الساسة، معتبراً أن "آلة كلينتون تقع في صلب هذه المنظومة".
وتابع ترامب حديثه بالقول: "رأيت ذلك بنفسي في وثائق ويكيليكس؛ هيلاري كلينتون التقت بشكل سرّي مع ممثلين عن بنوك عالمية، لتتواطأ في تدمير سيادة الولايات المتحدة من أجل إثراء هذه القوى المالية العالمية، التي تمتلك فيها مموّلين وأصدقاء مقرّبين".
أقوال ترامب رآها البعض، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، انعكاساً للخطاب المسيء المستخدم من قبل معادي السامية. في هذا السياق، تنقل الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لـ"رابطة مكافحة الإساءة" (وهي رابطة تحارب التمييز)، حوناثان غرينبلات، إن "ترامب يستحضر المظاهر الكلاسيكية التي ظلّت توظّف تاريخيّاً ضدّ اليهود، ولا تزال".
ويبرّر الشخص ذاته حديثه بالقول: "ترامب يركز على القضايا ذاتها التي تستحوذ على العقلية التآمرية لمعادي الساميّة؛ فهم يؤمنون أن ثمة مجموعة نخبوية من اليهود يسيطرون على الإعلام، والحكومة، والبنوك، ويحاولون تدمير الأميركيين البيض.. ترامب يؤمن أنّ معظم مموّلي كلينتون هم من اليهود".