ترامب واستراتيجيته في أفغانستان: الأمر للجنرالات

واشنطن

أحمد الأمين

avata
أحمد الأمين
22 اغسطس 2017
E35DBBB3-E422-4EF9-9190-62B93DF9B54D
+ الخط -



لم يفوّت الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرصة خطابه المنتظر عن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان، وانتهز مناسبة الإعلان عن إرسال قوات أميركية جديدة إلى كابول، لمواصلة الحرب على "داعش" الإرهابي، و"القاعدة" و"طالبان"، ومساعدة الحكومة هناك لاستعادة السيطرة على البلاد؛ لتوجيه دعوة للأميركيين إلى الوحدة والابتعاد عن الانقسامات العنصرية والسياسية، في إشارة واضحة إلى أن الرئيس يعتزم طي صفحة مواجهات تشارلوتسفيل وتداعياتها، التي أطاحت بالمستشار الاستراتيجي في البيت الأبيض، ستيفن بانون، أحد أبرز المعارضين لإرسال جنود أميركيين إلى أفغانستان.

وأقرّ ترامب، في كلمته مساء الإثنين، بأن الواقع الميداني في أفغانستان، ونصائح المستشارين من الجنرالات، فرض عليه التراجع عن وجهة نظره التي رددها مراراً خلال حملته الانتخابية حول ضرورة الانسحاب من أفغانستان.

وقال إن قرار إرسال قوات أميركية إضافية لا يعني إعطاء "شك على بياض" للحكومة الأفغانية، التي دعاها إلى القيام بواجباتها ومضاعفة جهودها لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها حركة "طالبان"، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال إجراء حوار بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" من أجل إيجاد تسوية سياسية دائمة للأزمة هناك.

ورفض الرئيس الأميركي إعطاء الكثير من التفاصيل حول الخطط العسكرية للاستراتيجية الجديدة، أو عدد الجنود الإضافيين الذين تنوي الإدارة الأميركية إرسالهم إلى أفغانستان، تاركاً أمر تحديد العدد لوزير الدفاع جيمس ماتيس ولقيادة القوات العسكرية الأميركية في أفغانستان. بينما أعلنت مصادر رسمية في البنتاغون، أنه تقرر تعزيز القوات الأميركية بأفغانستان بنحو أربعة آلاف جندي إضافي.

ولعل الجديد في الاستراتيجية الأميركية، هو تسليطها الضوء على الدور الباكستاني في تأمين ملاذات آمنة لحركة "طالبان" والتنظيمات الإرهابية الأخرى في المناطق الحدودية.

ولفت الرئيس الأميركي إلى مخاطر احتمال انتقال السلاح النووي الذي تملكه إلى مجموعات إرهابية، مبيناً أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان تسعى لتعزيز دور الهند، والتعاون معها عسكرياً واستخباراتياً في محاربة المجموعات الإرهابية، والرهان على قيامها بدور اقتصادي في أفغانستان.

الملفت أيضاً هو تجنب الرئيس الأميركي، الحديث عن الدورين الروسي والإيراني في أفغانستان، على الرغم من التقارير الاستخباراتية الأميركية عن عمليات التسليح الروسي، لحركة "طالبان" وعن دور الحرس الثوري في تدريب وتسليح مليشيات أفغانية، تابعة لطهران.

ورغم تأكيد الرئيس الأميركي أن الاستراتيجية الجديدة تختلف عن الاستراتيجيات التي اعتمدتها الإدارات الأميركية السابقة خلال الستة عشر عاماً الماضية إلا أن المحللين العسكريين في واشنطن لم يجدوا أي اختلاف جوهري في ما أعلنه ترامب، عن استراتيجية الرئيس السابق باراك أوباما، الذي كان أيضاً قد تعهد في بداية ولايته الرئاسية، بسحب آخر جندي أميركي من أفغانستان في العام 2014، لكن الواقع الميداني على الأرض جعله ينصاع لوجهة نظر الجنرالات، ويقرر إرسال قوات أميركية إضافية إلى أفغانستان، والتورط أكثر في حرب خاسرة كلفت الخزينة الأميركية أكثر من تريليون دولار والجيش الأميركي أكثر من 2500 قتيل وعشرين ألف جريح.

وفي سياق متصل، بين وزير الدفاع جيمس ماتيس أن هناك خططاً لإرسال نحو أربعة آلاف جندي آخرين إلى جانب 8400 جندي موجودين حالياً في أفغانستان.


وأضاف ماتيس، اليوم، أنه أمر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة بتنفيذ إستراتيجية الرئيس ترامب بشأن جنوب آسيا، بعد مراجعة دقيقة بين الوكالات سيناقشها مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي.

وقال ماتيس في بيان "أمرت رئيس هيئة الأركان المشتركة بالقيام بالاستعدادات اللازمة لتنفيذ إستراتيجية الرئيس. سأجري مشاورات مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي وحلفائنا والذين تعهد العديد منهم أيضاً بزيادة عدد جنودهم".

بدوره، قال قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان، الجنرال جون نيكلسون، إن وجود الولايات المتحدة في أفغانستان في المستقبل سيعتمد على "الأوضاع وليس على جداول زمنية افتراضية".

وأضاف نيكلسون في بيان إن "هذه الاستراتيجية الجديدة تعني أن طالبان لا يمكن أن تنتصر عسكرياً. الآن حان وقت نبذ العنف والتصالح".








ذات صلة

الصورة
الملياردير الأميركي إيلون ماسك/بولندا/25أكتوبر2024(Getty)

اقتصاد

حقق إيلون ماسك استثمارًا غير مسبوق في التاريخ، حيث تمكن من حصد أكثر من 13 مليار دولار بعد فوز ترامب، وكان قد تبرع له بنحو 120 مليون دولار.
الصورة
ترامب يلتقي زيلينسكي في نيويورك / 27 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

تبدو أوروبا اليوم متعايشة مع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها تنظر للأمر من باب أنه "سيتعين" على القارة العجوز "أن تكون حقاً بمفردها".
الصورة
مسيرة في شوارع واشنطن بالأكفان من أجل النساء في غزة - 17 - 10 - 2024

مجتمع

شهدت واشنطن موكباً جنائزياً ومسيرة تضامنية مع النساء في غزة، جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية
الصورة
مؤتمر أسر المحتجزين الإسرائيليين الأميركيين في واشنطن، 18 سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات أميركيين بين المحتجزين الإسرائيليين في غزة يحملون جنسية مزدوجة، يوم الأربعاء، بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.