ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ماي قولها: "اتفقنا اليوم على أنه في الوقت الذي تغادر فيه المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي سنواصل السعي إلى اتفاق طموح للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد وجه قبيل ساعات من اجتماعه مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، انتقاداً حاداً لها بشأن مقترحها لمستقبل العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي في ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وهي الخطة التي قدمتها يوم الخميس، في ما يطلق عليه" المسودة البيضاء" التي ستطرحها على الاتحاد الأوروبي خلال الأيام المقبلة. وتضع الخطة تصوراً لـ"علاقة مرنة مع الاتحاد الأوروبي" بعد الخروج نهائياً من عضويته في نهاية مارس/ آذار المقبل.
غير أن ترامب نفى في مؤتمره الصحافي المشترك مع ماي أن يكون انتقدها بخصوص خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي. فيما أكدت رئيسة الوزراء البريطانية أن بلادها ستغادر الاتحاد الأوروبي رسميا يوم 29 مارس/آذار 2019.
وأشار ترامب في مقابلة مع صحيفة "ذا صن" البريطانية إلى أنه كان سيتعامل مع بريكست بطريقة مختلفة، موضحاً "كنت سأفعل ذلك بشكل مختلف جداً. في الواقع، لقد أخبرت تيريزا ماي كيفية فعل ذلك، لكنها لم توافق، لم تستمع إليّ. لقد أرادت أن تسلك طريقاً مختلفاً".
وأردف: "في الواقع، ربما ذهبت (ماي) في الاتجاه المعاكس. عليها أن تتفاوض بأفضل طريقة تعرفها. لكنّ ما يحدث سيئ للغاية".
وفي إشارة إلى الخطة التي قدّمتها ماي الخميس، أمام البرلمان بشأن العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد بريكست، قال ترامب إن "هذا الاتفاق مختلف كثيراً عن الاتفاق الذي صوّت عليه الشعب" البريطاني.
وحذر ترامب قائلاً: "إذا أبرموا اتفاقاً كهذا، فسنكون بذلك نتعامل مع الاتحاد الأوروبي بدلاً من التعامل مع بريطانيا، لذا فإن ذلك سيقتل على الأرجح اتفاقية" التجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
وتابع: "إذا فعلوا ذلك، فإن الصفقة التجارية مع الولايات المتحدة لن تحدث على الأرجح"، مبدياً أسفه لأنّ ماي لم تستمع إلى نصيحته بأن تكون أكثر صرامة في المفاوضات مع بروكسل.
وكانت ماي قدّمت الخميس، أمام البرلمان تفاصيل خطتها للعلاقة التجارية والجمركية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد بريكست والتي أثارت انتقادات أوساط المال في لندن وأثارت مخاوف من احتمال حدوث شرخ في غالبيتها الحاكمة.