يستغلّ حزب "العمال الكردستاني" حالة العداء التي يناصبها حزب "العدالة والتنمية"، لحركة "الخدمة" التي يقودها الداعية الاسلامي، فتح الله غولن، في ما يبدو أنه ثأرٌ متأخر من عداء الحركة الإسلامية للحزب وفكره "الماركسي".
وكانت شرارة المواجهة قد بدأت مع إزالة نصب أحد أبرز مؤسسي الحزب، معصوم كوركماز، شرقي البلاد. وشهدت ولاية بينغول التركية، يوم السبت الماضي، اشتباكات شديدة بين قوات مكافحة الشغب والسكان المحليين، إثر محاولة الشرطة منع مجموعة من أنصار حزب "العمال" التظاهر، استخدم فيها المتظاهرون قنابل المولوتوف التي أدت إلى احراق أحد المنازل، لترد الشرطة باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع والمياه لتفريقهم، واستمرت الاشتباكات حتى صباح يوم الأحد.
وفي الوقت ذاته، قامت مجموعة أخرى من أنصار حزب "العمال" بمهاجمة "درس خانة"، وهو معهد تعليمي وسكن طلبة تابع لحركة "الخدمة" في ولاية موش شرقي تركيا، إذ رمت المجموعة قنابل المولوتوف على السكن، واقتحمت المبنى المكون من خمس طبقات، مدمّرة الطابق الأرضي لتُشعل النيران في المبنى قبل مغادرته. وكان في المبنى أثناء الهجوم طالبان وثلاثة معلمين، تم إخراجهم من المبنى من قبل الشرطة بعد انسحاب المهاجمين، ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من مهاجمة المعهد ذاته من قوات الحزب.
و
تأتي أهمية الهجوم الأخير من كونه الصدام الأول بين حزب "العمال" الكردستاني وحركة "الخدمة"، منذ بدء الحرب التي أعلنها الرئيس المنتخب، رجب طيب أردوغان، على ما يطلق عليه اسم "الكيان الموازي"، بقيادة الداعية الإسلامي فتح الله غولن، في بداية العام الحالي. وأشارت العديد من التقارير الصحافية إلى أن اتفاقاً سرياً كان قد تم بين حزب "العدالة والتنمية" وحركة "الخدمة"، قبل الحرب التي اندلعت بين الطرفين، يتسلم بموجبه أعضاء الحركة معظم المناصب الإدارية في شرقي تركيا من القضاء وقيادات الشرطة والمجالس البلدية، مقابل تكثيف الحركة جهودها في المنطقة لجذب السكان المحليين إلى الفكر الإسلامي، وبالتالي إبعادهم عن الفكر الماركسي لـ"العمال الكردستاني" عبر مساعدتهم بالتعليم والعمل، إذ إنها لم تكن تؤمن بجدوى الحوار مع الحزب الكردي، بل تناصبه عداءً بدا واضحاً من خلال القنوات الإعلامية التابعة لها.
وبعد اندلاع الحرب بين "العدالة والتنمية" وحركة "الخدمة"، تم نقل معظم القضاة والمدعين العامين وقيادات الشرطة التابعين للحركة من شرقي البلاد، وكان زعيم حزب الحركة القومية المعارض، دولت بهجلي، أول من أشار إلى أن محاولة القضاء على الحركة لا تصب إلا في مصلحة "العمال الكردستاني"، الذي كان قد بدأ بفقدان جزء مهم من شعبيته لصالح الفكر الصوفي النقشبندي، ذي التوجه العثماني الذي تتبناه حركة "الخدمة"، وأيضاً جزء مهم من خزان موارده البشرية، إذ بدأ الكثير من الشبان بالامتناع عن الالتحاق بمعسكرات جبل قنديل للقتال لصالح الالتحاق بالثانويات والجامعات.
ويرى بعض المراقبين المقربين من حركة "الخدمة" أن ما يحصل هو نتاج التحالف القائم بين الحركة القومية الكردية، ممثلة بحزب "الشعوب الديمقراطية"، الجناح السياسي لـ"العمال الكردستاني" وحزب "العدالة والتنمية" في إطار عملية التسوية التي يدور الحديث عنها، إذ تندرج هذه الهجمات ضمن الجهود التي تبذلها الحكومة للقضاء على نفوذ الحركة.
ويؤكد الكثير من المحللين أن ما يجري ليس سوى استغلال من قبل الحزب الكردي للمعركة التي تشنها الحكومة ضد "الكيان الموازي"، بهدف استرداد النفوذ الذي كان قد خسره في وقت سابق.
يذكر أنه قُتل شخص وجرح اثنان آخران منذ اندلاع الاشتباكات بين المساندين للحزب والشرطة، إثر قيام الأخيرة بإزالة تمثال لمعصوم كوركماز، كان قد نصب في ناحية ليجة في ولاية دياربكر بناء على أمر من المحكمة، إثر الشكوى التي تقدم به الوالي الأسبوع الماضي.
وتم نقل قبر معصوم كوركماز، الذي قتل عام 1986 إثر اشتباكات مع قوات الأمن التركية، إلى مقبرة يولجاتي، إذ يعتبر الأخير أول من رفع السلاح في جنوب شرقي البلاد، خلال أول عملية لـ"العمال الكردستاني" في 15 أغسطس/آب من العام 1984.
وكانت شرارة المواجهة قد بدأت مع إزالة نصب أحد أبرز مؤسسي الحزب، معصوم كوركماز، شرقي البلاد. وشهدت ولاية بينغول التركية، يوم السبت الماضي، اشتباكات شديدة بين قوات مكافحة الشغب والسكان المحليين، إثر محاولة الشرطة منع مجموعة من أنصار حزب "العمال" التظاهر، استخدم فيها المتظاهرون قنابل المولوتوف التي أدت إلى احراق أحد المنازل، لترد الشرطة باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع والمياه لتفريقهم، واستمرت الاشتباكات حتى صباح يوم الأحد.
وفي الوقت ذاته، قامت مجموعة أخرى من أنصار حزب "العمال" بمهاجمة "درس خانة"، وهو معهد تعليمي وسكن طلبة تابع لحركة "الخدمة" في ولاية موش شرقي تركيا، إذ رمت المجموعة قنابل المولوتوف على السكن، واقتحمت المبنى المكون من خمس طبقات، مدمّرة الطابق الأرضي لتُشعل النيران في المبنى قبل مغادرته. وكان في المبنى أثناء الهجوم طالبان وثلاثة معلمين، تم إخراجهم من المبنى من قبل الشرطة بعد انسحاب المهاجمين، ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من مهاجمة المعهد ذاته من قوات الحزب.
و
وبعد اندلاع الحرب بين "العدالة والتنمية" وحركة "الخدمة"، تم نقل معظم القضاة والمدعين العامين وقيادات الشرطة التابعين للحركة من شرقي البلاد، وكان زعيم حزب الحركة القومية المعارض، دولت بهجلي، أول من أشار إلى أن محاولة القضاء على الحركة لا تصب إلا في مصلحة "العمال الكردستاني"، الذي كان قد بدأ بفقدان جزء مهم من شعبيته لصالح الفكر الصوفي النقشبندي، ذي التوجه العثماني الذي تتبناه حركة "الخدمة"، وأيضاً جزء مهم من خزان موارده البشرية، إذ بدأ الكثير من الشبان بالامتناع عن الالتحاق بمعسكرات جبل قنديل للقتال لصالح الالتحاق بالثانويات والجامعات.
ويرى بعض المراقبين المقربين من حركة "الخدمة" أن ما يحصل هو نتاج التحالف القائم بين الحركة القومية الكردية، ممثلة بحزب "الشعوب الديمقراطية"، الجناح السياسي لـ"العمال الكردستاني" وحزب "العدالة والتنمية" في إطار عملية التسوية التي يدور الحديث عنها، إذ تندرج هذه الهجمات ضمن الجهود التي تبذلها الحكومة للقضاء على نفوذ الحركة.
يذكر أنه قُتل شخص وجرح اثنان آخران منذ اندلاع الاشتباكات بين المساندين للحزب والشرطة، إثر قيام الأخيرة بإزالة تمثال لمعصوم كوركماز، كان قد نصب في ناحية ليجة في ولاية دياربكر بناء على أمر من المحكمة، إثر الشكوى التي تقدم به الوالي الأسبوع الماضي.
وتم نقل قبر معصوم كوركماز، الذي قتل عام 1986 إثر اشتباكات مع قوات الأمن التركية، إلى مقبرة يولجاتي، إذ يعتبر الأخير أول من رفع السلاح في جنوب شرقي البلاد، خلال أول عملية لـ"العمال الكردستاني" في 15 أغسطس/آب من العام 1984.