وفي وقت يخرج فيه المسلمون للتنزّه وزيارة المدن الكبيرة، التي عادة ما تسودها أجواء مميّزة في العيد، خصوصاً في مدينة عكا، ينصّ عيد "الغفران" على صيام اليهود، وامتناعهم عن التنقّل بالمركبات والموسيقى والشواء، ما يجعل من العيدين مناسبتين متناقضتين، تلتقيان في البيئة ذاتها.
ويعقد الضباط الإسرائيليون، في مختلف الألوية، اجتماعاً خاصاً، اليوم الثلاثاء، لدرس الوضع والخطوات التي يمكن اتّخاذها خشية حدوث احتكاكات بين العرب واليهود، يمكن أن تتطور الى مواجهات، علماً أنّ الشرطة قررت مضاعفة عناصرها في جميع المراكز في يوم العيد، بشكل أكبر ممّا كان عليه الحال في سنوات سابقة.
ومن المتوقّع أن يتركّز الوجود الأكبر لعناصر الشرطة، في مدينة عكا، التي يقصدها في الأعياد الإسلامية، عشرات الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني، من النقب وحتى الجليل. كما سينتشر عدد كبير من المنظّمين، تفاديّاً لأي احتكاكات محتملة، ولتوجيه مركبات الزائرين العرب، إلى شوارع ومناطق لا تقام فيها الصلوات اليهودية.
وشهدت مدينة عكا، عام 2008، مواجهات عنيفة بين العرب واليهود، بعد مرور سيارة يقودها عربي في أحد شوارع المدينة، ما أثار حفيظة الإسرائيليين، الذين اعتدوا عليه، وظنوا أنه تعمّد انتهاك يوم "الغفران".
وفي محاولة تخفيف الاحتقان، وتفادي وقوع أي مواجهات، تشهد عكا هذه الأيام سلسلة اجتماعات، إضافة إلى نشاطات توعويّة وتربويّة في صفوف العرب واليهود، يتخلّلها دعوة كلّ طرف إلى تفهّم الآخر وخصوصيّات أعياده.
وستتخذ شرطة الاحتلال في القدس المحتلّة، تدابير خاصة، على رأسها نشر تعزيزات كبيرة، وفتح طرق وإغلاق أخرى، للفصل بين المسلمين المتوجهين الى أداء صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك، واليهود المتوجهين الى الصلاة عند حائط البراق، يوم السبت المقبل. وتتخوف الشرطة من احتمال نشوب مواجهات، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من المسلمين، الذين سيقصدون الأقصى، سيضطرون الى المرور في أحياء يستوطنها اليهود في البلدة القديمة، ما قد يعرّضهم الى اعتداءات تشعل الوضع.