تسجيل صوتي مثير بين مدير قناة جزائرية وضابط مخابرات

نشرت قناة جزائرية تسجيلاً صوتياً لمديرها مع ضابط في جهاز المخابرات، طالبه فيه بإحضار الصحافي، إسماعيل جربال، إلى مقر المخابرات، على خلفية مقال نشره في موقع يتبع القناة حول دور جهاز المخابرات وقائده، بشير طرطاق، في الأزمة النيابية التي يشهدها البرلمان الجزائري منذ 12 يوماً.

وبث مدير قناة "النهار" محمد مقدم، المعروف باسم أنيس رحماني، تسجيلاً صوتياً لحديثه مع ضابط مخابرات يدعى إسماعيل، والذي طلب من مدير القناة إرسال الصحافي جربال إلى مركز المخابرات صباحاً للحديث معه على أن يتم تسريحه مساءً.

وظهر في التسجيل ضابط المخابرات وهو يلحّ على مدير القناة بإرسال الصحافي، لكن الأخير رفض ذلك مطلقاً، وطالب ضابط المخابرات باتباع الإجراءات القانونية وتوجيه استدعاء عن طريق العدالة للصحافي، في حال إذا ما قدّر الجهاز الأمني أن الصحافي ارتكب أخطاء في حق الجهاز.

وتطرق المقال الصحافي الذي نشر على موقع "الجزائر 24" باللغة الفرنسية، ويتبع القناة، إلى عدم استباق جهاز المخابرات وتوقعه للأزمة النيابية التي تعصف بالبرلمان منذ أسبوعين، ويبدو أن قائد جهاز المخابرات بشير طرطاق أبدى انزعاجاً من المقال، لكونه يقارن بين فعالية وأداء الجهاز في عهد القائد السابق وأدائه في عهد القائد الحالي طرطاق.

وقال مدير "النهار": "ليس لدي صحافيون يأتون إلى مركز المخابرات"، ويدعى المركز (عنتر)، وهو مخصص للتحريات، ويظهر في التسجيل استياء مدير القناة مما يعتبرها مضايقات من قبل مدير الجهاز، واستعداده للرد على ذلك، وطالب ضابط المخابرات باحترام قوانين الدولة وقال "بشير(مدير المخابرات) ذهب بعيداً في تصرفاته وسيندم".

وأكد ضابط المخابرات في التسجيل أنه ينفذ تعليمات من مديره، بشير طرطاق، وطلب من مدير مؤسسة النهار تقديم خدمة له بسحب المقال الذي أزعج مدير المخابرات من الموقع، لكن مدير النهار رفض ذلك، وأكد أنه لن يسحب المقال حتى ولو كلّفه ذلك الموت.

وتولى بشير طرطاق مهمة منسق لجهاز المخابرات بعد إعادة هيكلته وتقسيمه إلى ثلاثة أجهزة، بعد إقالة مدير المخابرات السابق، الفريق محمد مدين، في 13 سبتمبر/ أيلول 2015، الذي قضى 25 سنة على رأس الجهاز.

وصباح اليوم، كان عناصر من جهاز المخابرات قد اعتقلوا ومن دون إذن قضائي الصحافي إسماعيل جربال من أمام مقر القناة وسط العاصمة الجزائرية، وبثت قناة "النهار" مشاهد اعتقال الصحافي ووصفته بأنه "اختطاف من قبل فرقة من المخابرات واعتقال تم دون أمر قضائي وبأساليب مؤسفة". وذكرت أن مصالح مركز التحريات التابع للمخابرات كانت قد هدّدت أمس باعتقال الصحافي إسماعيل جربال.

وفي وقت لاحق لذلك أمرت السلطات القضائية بالإطلاق الفوري لسراح الصحافي، وقد غادر مركز المخابرات.