وأشارت في تقرير لها، إلى أن عدد النازحين المسجلين لديها بلغ نحو 360 ألف شخص، متوقعة أن يكون الرقم مرشحا للارتفاع، وذلك لأن الرقم أعلنت عنه بعد تلقي بلاغات ترد تباعاً من المواطنين.
وبيّن التقرير أن الأضرار شملت البنية التحتية، إضافة إلى تضرر المساكن التي تقدر نسبة الأضرار ببعضها نحو 80% والبعض الآخر بلغت نسبة الأضرار فيها نحو 30%.
ويأتي ذلك بعد رجوع النازحين لمنازلهم بعد انسحاب قوات حفتر من منطقة جنوب طرابلس خاسرة في حرب استمرت أربعة عشر شهرًا.
وفي غضون ذلك، طالبت بلدية أبوسليم بضرورة تشكيل لجنة لإعادة الإعمار لمنطقة جنوب طرابلس وذلك بما يتماشى مع خطط الدولة التنموية.
وقال عبد الرحمن الحامدي، عمدة بلدية أبوسليم، لـ"العربي الجديد": طالبنا بضرورة إطلاق مشروع دعم واستقرار العاصمة لصيانة الطرق والمنازل المتهالكة وفتح مسارات دخل التجمعات المرورية.
وأشار إلى ضروة تطوير المنطقة عمرانيًا ودعم الجمعيات السكانية لتخفيف الأعباء عن الدولة وحل مشكلة السكن من خلال تنفيذ مشاريع جديدة.
وتضررت بشكل جزئي أو كامل مواقع مدنية في مدن غربي ليبيا، من بينها مدارس وجامعات وموانئ بحرية ومطارات ومستشفيات ميدانية، إضافة إلى منشآت المؤسسة الوطنية للنفط بسبب هجمات قوات اللواء المتقاعد حفتر المباشرة على المرافق المدنية.
وفي المقابل، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات لدعم النازحين وللتضامن مع الأسر ومساعدتها على ترميم منازلها.
وقال المواطن على الرويمض لـ"العربي الجديد"، إنه نزح من منزله منذ ما يقرب من سنة كاملة، والذي تضرر بشكل كامل مع المزرعة التي يمتلكها، وذلك بسبب حرق المنزل والعبث بمحتوياته.
وأما يونس الترهوني، وهو نازح من منطقة القبلة بجنوب طرابلس، فيقول إن منزله تعرض لزرع ألغام من قبل قوات حفتر، ما أدى لتدمير جزء من المنزل، مضيفا أن الأسر بحاجة إلى حصر الأضرار وتقليل الكلفة من قيمة صيانة المنازل وأن تتكفل الحكومة وليس المواطن بإعادة البناء والتأهيل للمنازل المتضررة.
وأكد علي الناكوح، وهو أحد المتطوعين في مجموعة لمة خوت، أن عدد أفراد المجموعة بلغ ما يزيد عن 25 ألف مشترك، وهي مجموعة تقدم خدمات مجانية للمواطنين في جنوب طرابلس.
يعمل أكرم دعاس في مواقع البناء في طرابلس منذ نحو عشر سنوات، حيث يساعد الأسر النازحة من جنوب طرابلس على ترميم منازلها بشكل مجاني وذلك بعد حرب على العاصمة استمرت 14 شهرًا.
وقال المحلل الاقتصادي أبوبكر الهادي لـ"العربي الجديد"، إن منطقة جنوب طرابلس تحتاج إلى إعادة الإعمار بشكل كامل، وإن قيام المواطنين بشكل فردي أو جماعي عبر مبادرات تطوعية بترميم بعض المنازل هو بمثابة حل مؤقت فقط.
وأوضح أن منطقة جنوب طرابلس هي منطقة عشوائية وجلها مناطق زراعية وبحاجة إلى إعادة الإعمار بشكل كامل.
وتقدر خسائر الحرب، وفق تقارير رسمية أولية، بما يراوح بين 30 و42 مليار دولار، بسبب ارتفاع حجم دمار البنية التحتية والمساكن والمرافق العامة، فضلا عن تخريب بعض المؤسسات الحكومية.