تعتبر "سوناطراك" قلب الاقتصاد الجزائري أو بالأحرى "اقتصاد الجزائر بأكمله" إذ تمثل صادراتها النفطية 96% من صادرات الجزائر و60% من أموال الخزينة العمومية وتمثل عائداتها ثلث الناتج المحلي الإجمالي.
وتأسست الشركة الوطنية لنقل وتسويق المحروقات المعروفة اختصارا بـ "سوناطراك" نهاية عام 1963 تجسيدا لرغبة السلطات الجزائرية في السيطرة على الثروة النفطية للبلد المستقل قبل سنة أي 1962.
وفي مسعى لإثبات وجودها، أطلقت الشركة الناشئة في عام 1964 مشروع أنبوبها النفطي الأول بمسافة 800 كيلومتر، والذي ربط بين مدينتي "أرزيو" (غرب العاصمة) و"هود الحمرا" بمدينة حاسي مسعود (جنوب شرق العاصمة).
وتعززت مكانة "سوناطراك" في النسيج الاقتصادي الوطني بتأميم الحكومة الجزائرية لقطاع النفط في فبراير/شباط 1971. فمع التأميم وجدت الشركة نفسها أمام تحدي توسيعِ أنشطتها بسرعة لتشملَ كافة المنشآت النفطية على التراب الجزائري.
ويبلغ عدد عمال "سوناطراك" اليوم 49 ألف عامل، 60% منهم يعملون في الجنوب الجزائري، كما يقدر رقم أعمالها بقرابة 90 مليار دولار سنة 2016 وبطاقة إنتاج تقدر بـ 232.3 مليون طن مكافئ للنفط، ما سمح لها بأن تكون في المرتبة 12 عالميا، والأولى أفريقيا وفي البحر الأبيض المتوسط، ورابع مصدر للغاز الطبيعي السائل وثالث مصدر للغاز النفطي السائل عالميا وخامس مصدر للغاز الطبيعي عالميا.
وتحوز الشركة النفطية الجزائرية على أسطول بحري يسمح لها بتصدير النفط والغاز لزبائنها، يتكون من 4 سفن لنقل النفط، أولها "الرار" وناقل للغاز النفطي السائل، والناقلتان "رقان" و"جانت" وآخر السفن التي اقتنتها "سوناطراك" هي سفينة "المصدر".
حققت الشركة الوطنية الجزائرية للمحروقات (سوناطراك) رقم أعمالٍ في التصدير خلال عام 2017 يفوق 33 مليار دولار مقابل أكثر من 27 مليار دولار سنة 2016.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت سوناطراك إنها تخطط للعمل في شكل أوثق مع شركة توتال الفرنسية في مشروعات بحرية وبتروكيماوية ومشاريع للطاقة الشمسية والتنقيب عن النفط الصخري بعد تسوية نزاعات في شأن تقاسم الأرباح في عقود نفط وغاز.
في 9 مايو الجاري كشف مدير عام شركة سوناطراك، عبد المومن ولد قدور، عن شراء وحدة لتكرير النفط وثلاثة محطات بترولية في إيطاليا. وقال قدرو إن هذه الصفقة تمثل مشروعنا الأول ذو أبعاد دولية.
كما أعلنت الشركة الجزائرية للمحروقات (سوناطراك) توقيع اتفاقية مع شركة (توتال) الفرنسية لإنشاء مصنع للبتروكيماويات بقيمة مالية أولية تقدر بنحو 1.5 مليار دولار.
ومن بين الصفقات التي أبرمتها سوناطراك في الآونة الأخيرة، اتفاقا لمبادلة الخام بمنتجات مكررة مع فيتول أكبر شركة لتجارة النفط في العالم، كما أبرمت صفقة أخرى مع هانيويل الأمريكية لإنتاج وقود أنظف للنقل في الجزائر.