علقت جماعة الحوثي في اليمن جميع رحلات الأمم المتحدة والرحلات الجوية الإنسانية إلى العاصمة صنعاء في ظل احتجاز التحالف الذي تقوده السعودية سفنا تجارية في ميناء الحديدة على البحر الأحمر.
وسيطر الحوثيون المتحالفون مع إيران على صنعاء ومعظم المدن عام 2014 بعد الإطاحة بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية. وأدت الحرب التي تلت ذلك إلى أزمة إنسانية كبرى.
ومنذ ذلك الحين، لا يسمح التحالف الذي يسيطر على المجال الجوي اليمني سوى لرحلات الأمم المتحدة والرحلات الإنسانية بالهبوط في مطار العاصمة.
ويأتي القرار، الذي أرجعه الحوثيون إلى نقص الوقود، في الوقت الذي يحتجز فيه التحالف 21 سفينة تجارية في ميناء الحديدة، مما يمنع أكثر من 500 ألف طن من الوقود من دخول البلاد.
وقالت الحركة إن التعليق دخل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، وأكد خالد الشايف مدير مطار صنعاء أن "الكمية شحيحة جداً ولنا أكثر من ثلاثة أشهر ونحن نعاني من شح المشتقات النفطية وفعلاً وصلنا إلى مرحلة الخطر".
وأضاف "أبلغنا مكتب المبعوث الأممي والمنظمات المعنية، ولم نتلق رداً حتى هذه اللحظة".
وأفادت مصادر مطلعة بأن وزارة الخارجية التابعة لجماعة الحوثي بعثت رسالة إلى الأمم المتحدة في 30 أغسطس/ آب قالت فيها إنه لكي يستمر المطار في العمل، فعلى المنظمة تزويده بما حجمه 30 ألف لتر من وقود الديزل و 15 ألف لتر من البنزين وثلاثة آلاف لتر من زيت الوقود لمعدات أخرى.
وذكرت مصادر في الأمم المتحدة أن مسؤولي المنظمة الدولية يعتقدون أن المطار يحتاج أقل من نصف تلك الكمية من الوقود.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه "إنهم يستخدمون الاستجابة الإنسانية كأداة .. إنهم يعلمون أنه لا يمكننا إغلاق المطار، لذا يريدون منا الضغط على التحالف".
وتحمل الحركة التحالف الذي تقوده السعودية مسؤولية شن حرب اقتصادية على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون من خلال احتجاز سفن تجارية مرخصة من الأمم المتحدة في ميناء الحديدة.
ومدينة الحديدة المتنازع عليها على البحر الأحمر هي نقطة دخول لأكثر من 70 في المائة من واردات اليمن من السلع التجارية والمساعدات.
وحتى الثالث من سبتمبر/ أيلول، حصلت 21 سفينة على تصريح دخول من آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة ومقرها جيبوتي، لكن احتجزتها سفن التحالف الحربية المتمركزة قبالة الحديدة.
وقالت مصادر بالأمم المتحدة إن السفن تحمل إجمالاً 525 ألف طن من منتجات النفط مثل الديزل والبنزين والغاز الطبيعي المسال.
وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في اليمن عام 2015 لمحاولة إعادة حكومة هادي إلى السلطة لكن الحرب التي أودت بحياة نحو 100 ألف شخص يعتريها الجمود منذ سنوات.
وفي صنعاء، تشكلت طوابير طويلة من عشرات السيارات ويمكن للسائقين الانتظار لمدد تصل إلى 48 ساعة للحصول على الوقود. ويحدد نظام حصص الوقود الذي تفرضه السلطات 40 لتراً من البنزين لما يمكن للسيارات الخاصة الحصول عليه أسبوعياً.
وقال سائق سيارة أجرة يدعى صوت حسن الغيلي: "نعاني معاناة شديدة، يعني نطوبر من أمس الى اليوم ما قد وصلنا (إلى المحطة) الكمية لا تكفينا".
وأضاف "لذلك نناشد السياسيين والأمم المتحدة والعالم كله أن يفكوا الحصار هذا، و يرحمونا يرحموا الشعب اليمني الذي عانى كثيراً".
(رويترز)