هيمنت التفجيرات التي استهدفت مدينتي طرطوس وجبلة على الساحل السوري، على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحوّلت مسرحاً للعزاء وتناقل أخبار الضحايا، وساحة تحليلات ونقاشات سياسية، وأحياناً منبراً للتحريض والتهديد.
واهتزت مدينتا جبلة وطرطوس السوريتان صباح أول من أمس، الإثنين، على وقع انفجارات غير مسبوقة في المدينتين، اللتين بقيتا بعيدتين نسبياً عن مسلسل الإرهاب، الذي يضرب سورية، ليسقط في يوم واحد حوالى 150 قتيلاً وعشرات الجرحى، في التفجيرات التي تبنّاها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ورثى مئات المغردين الضحايا المدنيين الذين قضوا بالتفجيرات. وغرد أحمد "في مدينتي بكى الليمون، وتعالت أصوات الرصاص، مواكب الشهداء تعبر أفواجاً أمامي، أسمعهم يقولون تركنا لكم هذه الدنيا القذرة". كما نعى عدد كبير من المغردين الطلاب الذين قضوا في الانفجار، متناقلين صورهم وصور الكتب المتناثرة في مكان الانفجار والملطخة بالدماء. وكتبت صباح "طلاب المرحلة الإعدادية وطلاب المعاهد والجامعات، طاولتكم يد الغدر والإجرام، واغتالت أحلامكم، لأرواحهم ألف سلام". بدوره وصف فادي مكان الانفجار بأنه "أكثر مكان يجمع أبسط وأفقر الناس الراكضين على لقمة عيش والطلاب في آخر يوم امتحان".
وإثر العمليات الانتقامية التي قام بها عدد من الشبان من ذوي الضحايا ضد النازحين في مناطقهم، انقسم مؤيدو النظام السوري بين داعين للثأر وداعين إلى ضبط النفس، وأُنشئت صفحات بعنوان "معاً لطرد النازحين من الساحل" و"معاً لطرد اللاجئين من طرطوس"، لكنها لم تحظَ بتفاعل كبير.
وشغل خبر مقتل ثلاثة إخوة أطفال في التفجيرات حيزاً كبيراً في تغريدات السوريين، فكتبت راما "عائلة بالكامل "استشهدت"، وبقيت الأم التي أصيبت أيضاً بتفجير جبلة اليوم، ثلاثة أطفال من عائلة حمودة من قرية زاما بجبلة، حسن وجنى ولانا، مصيبة كبيرة، أي قوة ستصبّر الأم على مصابها، ربما الأفضل أن ندعو لها أن يريحها الله من هذه الحياة".
بدورهم، عبّر عدد من معارضي النظام عن شكوكهم حول هوية المسؤول عن التفجيرات، وكتب أحمد أبو الخير ساخراً "لمن لم يفهم كيف تمكن الانتحاريون الذين فجروا أنفسهم في جبلة وطرطوس من اجتياز حواجز النظام والتخفي رغم وجود حاجزين أمنيين بين كل حاجز وحاجز لتنفيذ أول عملية متزامنة من نوعها وأكبر هجوم تشهده المدينتان منذ تولي - الأسد - الحكم، فالانتحاريون استخدموا علم حجب الأشياء وهي تقنية تعتمد على تمكين الشيء من أن لا يعكس الضوء الذي يصطدم به فيجعله غير مرئي، تطبيقاته مذهلة ومنها العسكري، وقادرة مثلاً على إخفاء الأسلحة أو تحويل شكلها لأجسام مدنية للخداع"، وأضاف "من مصلحة النظام أن يشعل التحشيد في طائفته ويحفّز الحماسة الطائفية لديها حتى لا تخبو، وهذه أفضل طريقة".
وكتب علي "بكل بساطة، من قام بالتفجير كان بوسعه الوصول لأقرب حاجز للجيش وتفجيره لو أن هدفه عسكري، ولكن الهدف واضح، وهو خلق الشرخ الطائفي بين السكان المحليين والوافدين سواء في طرطوس أو في جبلة".
وحمّل آخرون حواجز النظام المنتشرة في المدينة المسؤولية عن التفجيرات، حيث كتب رائد ساخراً "إذا كان ثمن الحاجز "كروزين دخان"، وكان هناك عشرون حاجزاً للوصول إلى مدن الساحل، فإن الإرهابيين عبروا بقافله من السيارات المفخخة وفي مقدمتها سيارة سوزوكي مليئة بكراتين الدخان والمتة".
وعبّر معارضون عن غضبهم من عمليات القتل في أي جزء من سورية. فكتب الإعلامي ماجد عبد الهادي "أنا ضد تفجيرات جبلة وطرطوس، ضد جرائم القتل والانتقام الطائفية العمياء، أياً تكن هوية ضحاياها وسواء ارتكبتها داعش أو نظام الأسد أو كلاهما معا". وكتب موسى العمر "يعيش في الساحل السوري 2 مليون سني ومن الخطأ الفادح والتدليس الكبير القول إن الساحل ذو غالبية علوية".
اقــرأ أيضاً
وغرد المعارض السوري محي الدين اللاذقاني "سئلت اليوم عشرات المرات عمن يمكن أن يقف وراء تفجيرات طرطوس وجبلة ولا جواب عندي إلا أنه بشار الكيماوي، فهو مغناطيس الإرهاب، والباقي أدوات".
واحتدمت النقاشات على وسائل التواصل في تحليل الهدف من هذه التفجيرات، واتفق كثيرون أنها ستصب الزيت على نار الفتنة الطائفية. وكتبت صبا "يريدون حتماً إثارة النعرة الطائفية والإكثار من سفك الدماء السورية بأيدي السوريين". ورأى مهند أن الهدف هو "التشويش على المسار التفاوضي في جنيف وتعزيز موقف روسيا وفصيل بشار، وتبرير حرق حلب".
مواقف السوريين حول الانفجارات لم تكن في صف الواحد، وهو ما ظهر جلياً في تغريداتهم. وفيما عبر القسم الأكبر منهم عن رفضهم لها، لم تخل تغريدات أخرى من الشماتة والتحريض. بينما تناقل آخرون صور الممثلة الأميركية كارلا أورتيز التي زارت مواقع التفجيرات في المدينتين.
واهتزت مدينتا جبلة وطرطوس السوريتان صباح أول من أمس، الإثنين، على وقع انفجارات غير مسبوقة في المدينتين، اللتين بقيتا بعيدتين نسبياً عن مسلسل الإرهاب، الذي يضرب سورية، ليسقط في يوم واحد حوالى 150 قتيلاً وعشرات الجرحى، في التفجيرات التي تبنّاها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ورثى مئات المغردين الضحايا المدنيين الذين قضوا بالتفجيرات. وغرد أحمد "في مدينتي بكى الليمون، وتعالت أصوات الرصاص، مواكب الشهداء تعبر أفواجاً أمامي، أسمعهم يقولون تركنا لكم هذه الدنيا القذرة". كما نعى عدد كبير من المغردين الطلاب الذين قضوا في الانفجار، متناقلين صورهم وصور الكتب المتناثرة في مكان الانفجار والملطخة بالدماء. وكتبت صباح "طلاب المرحلة الإعدادية وطلاب المعاهد والجامعات، طاولتكم يد الغدر والإجرام، واغتالت أحلامكم، لأرواحهم ألف سلام". بدوره وصف فادي مكان الانفجار بأنه "أكثر مكان يجمع أبسط وأفقر الناس الراكضين على لقمة عيش والطلاب في آخر يوم امتحان".
وإثر العمليات الانتقامية التي قام بها عدد من الشبان من ذوي الضحايا ضد النازحين في مناطقهم، انقسم مؤيدو النظام السوري بين داعين للثأر وداعين إلى ضبط النفس، وأُنشئت صفحات بعنوان "معاً لطرد النازحين من الساحل" و"معاً لطرد اللاجئين من طرطوس"، لكنها لم تحظَ بتفاعل كبير.
وشغل خبر مقتل ثلاثة إخوة أطفال في التفجيرات حيزاً كبيراً في تغريدات السوريين، فكتبت راما "عائلة بالكامل "استشهدت"، وبقيت الأم التي أصيبت أيضاً بتفجير جبلة اليوم، ثلاثة أطفال من عائلة حمودة من قرية زاما بجبلة، حسن وجنى ولانا، مصيبة كبيرة، أي قوة ستصبّر الأم على مصابها، ربما الأفضل أن ندعو لها أن يريحها الله من هذه الحياة".
بدورهم، عبّر عدد من معارضي النظام عن شكوكهم حول هوية المسؤول عن التفجيرات، وكتب أحمد أبو الخير ساخراً "لمن لم يفهم كيف تمكن الانتحاريون الذين فجروا أنفسهم في جبلة وطرطوس من اجتياز حواجز النظام والتخفي رغم وجود حاجزين أمنيين بين كل حاجز وحاجز لتنفيذ أول عملية متزامنة من نوعها وأكبر هجوم تشهده المدينتان منذ تولي - الأسد - الحكم، فالانتحاريون استخدموا علم حجب الأشياء وهي تقنية تعتمد على تمكين الشيء من أن لا يعكس الضوء الذي يصطدم به فيجعله غير مرئي، تطبيقاته مذهلة ومنها العسكري، وقادرة مثلاً على إخفاء الأسلحة أو تحويل شكلها لأجسام مدنية للخداع"، وأضاف "من مصلحة النظام أن يشعل التحشيد في طائفته ويحفّز الحماسة الطائفية لديها حتى لا تخبو، وهذه أفضل طريقة".
Facebook Post |
وكتب علي "بكل بساطة، من قام بالتفجير كان بوسعه الوصول لأقرب حاجز للجيش وتفجيره لو أن هدفه عسكري، ولكن الهدف واضح، وهو خلق الشرخ الطائفي بين السكان المحليين والوافدين سواء في طرطوس أو في جبلة".
وحمّل آخرون حواجز النظام المنتشرة في المدينة المسؤولية عن التفجيرات، حيث كتب رائد ساخراً "إذا كان ثمن الحاجز "كروزين دخان"، وكان هناك عشرون حاجزاً للوصول إلى مدن الساحل، فإن الإرهابيين عبروا بقافله من السيارات المفخخة وفي مقدمتها سيارة سوزوكي مليئة بكراتين الدخان والمتة".
وعبّر معارضون عن غضبهم من عمليات القتل في أي جزء من سورية. فكتب الإعلامي ماجد عبد الهادي "أنا ضد تفجيرات جبلة وطرطوس، ضد جرائم القتل والانتقام الطائفية العمياء، أياً تكن هوية ضحاياها وسواء ارتكبتها داعش أو نظام الأسد أو كلاهما معا". وكتب موسى العمر "يعيش في الساحل السوري 2 مليون سني ومن الخطأ الفادح والتدليس الكبير القول إن الساحل ذو غالبية علوية".
وغرد المعارض السوري محي الدين اللاذقاني "سئلت اليوم عشرات المرات عمن يمكن أن يقف وراء تفجيرات طرطوس وجبلة ولا جواب عندي إلا أنه بشار الكيماوي، فهو مغناطيس الإرهاب، والباقي أدوات".
واحتدمت النقاشات على وسائل التواصل في تحليل الهدف من هذه التفجيرات، واتفق كثيرون أنها ستصب الزيت على نار الفتنة الطائفية. وكتبت صبا "يريدون حتماً إثارة النعرة الطائفية والإكثار من سفك الدماء السورية بأيدي السوريين". ورأى مهند أن الهدف هو "التشويش على المسار التفاوضي في جنيف وتعزيز موقف روسيا وفصيل بشار، وتبرير حرق حلب".
مواقف السوريين حول الانفجارات لم تكن في صف الواحد، وهو ما ظهر جلياً في تغريداتهم. وفيما عبر القسم الأكبر منهم عن رفضهم لها، لم تخل تغريدات أخرى من الشماتة والتحريض. بينما تناقل آخرون صور الممثلة الأميركية كارلا أورتيز التي زارت مواقع التفجيرات في المدينتين.