وبحسب المصادر التي تحدثت مع "العربي الجديد"، أكد المسؤولون المصريون رداً على التحذيرات التي تلقوها، "صعوبة تنفيذ عملية كبرى داخل العاصمة (القاهرة) نظراً إلى يقظة أجهزة الأمن والمعلومات المصرية، التي نجحت في الحدّ من فاعلية مجموعات مثل حسم ولواء الثورة وتنظيم داعش، عبر توجيه ضربات أمنية متتالية لهم".
وقالت المصادر إن تعليق الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إيروايز"، والألمانية "لوفتهانزا"، رحلاتهما للقاهرة في 20 و21 من شهر يوليو/ تموز الماضي (استأنفت الأولى رحلاتها بعد أسبوع والثانية في اليوم التالي)، جاء بسبب تلك التحذيرات. وكشفت أن لجنة التنسيق الأمني المصرية - البريطانية أبلغت الجانب المصري، حصولها على معلومات شبه مؤكدة، بشأن اتصالات بين عناصر متطرفة لتنفيذ أعمال عدائية في قلب القاهرة، ما يشكل خطورة داهمة على المدنيين، وهو ما أكد وقتها المسؤولون المصريون في اللجنة صعوبة حدوثه، نظراً إلى الإجراءات الأمنية الصارمة التي يجري تنفيذها داخل العاصمة، لمنع دخول أي عناصر أو موادّ متفجرة.
ورجحت المصادر، أن تكون محاولة الجانب المصري التعتيم على حقيقة تفجير معهد الأورام، في بادئ الأمر، وحالة التخبط التي عاشها الإعلام المحلي، عائدتين لعدم رغبة القاهرة في ذكر السبب الرئيسي الذي يؤكد صحة التحذيرات البريطانية التي تلقتها مصر في وقت سابق، ولم تتعامل معها على ما يبدو بقدرٍ كافٍ من الاهتمام، على حد تعبير المصادر.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر أمنية خاصة لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس المصري تلقى تقريراً وافياً بشأن "العمل الإرهابي"، تضمن معلومات بشأن خطّ سير دخول المتفجرات إلى قلب القاهرة، لافتة إلى أن عدداً من التغييرات ستطاول قيادات كبيرة مسؤولة في جهاز الأمن الوطني، بسبب ما وصفته المصادر بـ"القصور المعلوماتي الواضح". وأوضحت المصادر أن جهازاً أمنياً مصرياً رفيع المستوى يجري تحقيقات بشأن العملية بالكامل والتعامل معها، لافتةً إلى وقوع أخطاء فادحة في التعامل مع السيارة المفخخة في اللحظات الأخيرة.
وكشفت المصادر أنه تمّ رصد معلومات بشأن تحرك عناصر يشتبه في قيامها بأعمال عدائية، وتم تعميم مواصفات سيارة مختطفة وتشديد الإجراءات والأقوال الأمنية في منطقة وسط البلد ومربع السفارات بمنطقة "غاردن سيتي"، وهو ربما ما لاحظه مخططو العمل التفجيري. وبحسب المصادر، فإن السيارة كانت تقوم فقط بنقل المتفجرات لمكان آخر بهدف تجهيزها، ولم تكن تنوي القيام بأي عملية في ذلك اليوم، لكن بعدما لاحظ المخططون زيادة الإجراءات الأمنية بخلاف المعتاد في تلك المنطقة، اضطروا إلى تغيير وجهتهم، في محاولة للهرب، قبل أن يفاجأوا بموكب العروس، الذي اصطدمت إحدى سياراته بالسيارة التي كانت تحمل المتفجرات أمام معهد الأورام.