على الرغم من الاستعدادات التي تعكف عليها لمواجهة التبعات، فإن قيادة جيش الاحتلال ترجح ألا يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تنفيذ وعده بضم مناطق في الضفة الغربية مطلع يوليو/ تموز القادم، وذلك على خلفية اشتعال الأوضاع الداخلية الأميركية.
وأشارت قناة التلفزة الإسرائيلية "13" إلى أن التقديرات لدى الجيش والمخابرات الداخلية "الشاباك" تتوقع عدم إقدام نتنياهو على الضم بسبب تأثير الاحتجاجات الداخلية في الولايات المتحدة والتي لن تسمح للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالانشغال بخطة الضم. وحسب القناة فإن كلا من وزير الحرب رئيس الوزراء البديل، بني غانتس، ووزير خارجيته غابي أشكينازي يتوقعان تأجيل الضم.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن نتنياهو لمح إلى أن الإدارة الأميركية باتت في الوقت الحالي غير معنية بتطبيق خطة التسوية التي أعلنها الرئيس ترامب والمعروفة بـ "صفقة القرن"، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وأعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لضمّ غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية التي تشكل 30 في المائة من مساحة الضفة الغربية.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس عن نتنياهو قوله لقادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية خلال اجتماعه الأخير بهم "لا أريد التوسع في الحديث لكن الولايات المتحدة لم تعد في نفس المكان التي كانت فيه قبل 5 أشهر"، في إشارة إلى تأثير الأوضاع الداخلية الأميركية على توجهات ترامب بشأن الخطة.
وأضافت الصحيفة أن الانطباع الذي توصل إليه قادة المستوطنين من كلام نتنياهو هو أن المشاكل الداخلية التي تواجه إدارة ترامب لا تسمح له بالانشغال بخطة "صفقة القرن".
وفي السياق، كشفت الصحيفة أن الإدارة الأميركية قررت فتح قناة اتصال مباشرة مع قادة المستوطنين في الضفة الغربية في أعقاب رفض بعضهم المعلن لـ "صفقة القرن" ومهاجمتهم ترامب ووصفه بأنه "ليس صديقا لإسرائيل". وحسب الصحيفة فإن قادة المستوطنين تحفظوا على الخارطة التي توصلت إليها الإدارة الأميركية وحكومة نتنياهو على اعتبار أنها لا تسمح بربط بعض المستوطنات بشبكة الطرق الرئيسة في الضفة الغربية.
من جهته، أعلن رئيس ما يعرف بـ "مجلس المستوطنات" في الضفة الغربية دافيد لحياني في مقابلة للإذاعة الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة تشترط توفر إجماع إسرائيلي داعم لخطة ترامب مقابل موافقتها على فرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وأنه بسبب هذا الشرط الأميركي الجديد، فإنه يستبعد تنفيذ خطوة الضم قائلا: "لن يكون هناك ضم ليس بسبب الأردن أو الفلسطينيين وإنما بفعل الشرط الأميركي الجديد".
وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، الجنرال أفيف كوخافي ورئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" نداف أرغمان قد شاركا أمس في جلسة عصف ذهني تضمنت "لعبة حرب" لمحاكاة رد كل من حركة حماس والأردن على القرار الإسرائيلي المتوقع. وبحث اللقاء تداعيات تأثير الضم على التهدئة مع حركة حماس ومستقبل العلاقة مع المملكة الأردنية.