انعقدت اليوم الثلاثاء في بكين ولليوم الثاني، مفاوضات "الحرب التجارية" التي انطلقت أمس بين الصين والولايات المتحدة، وفي حين اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها "تسير بشكل جيد جداً"، انعكست أجواؤها إيجاباً على أسواق الأسهم.
وقال عضو في الوفد الأميركي المشارك في المباحثات التجارية إنها ستستمر يوماً ثالثاً، وذلك بعد يوم من بدء الطرفين المحادثات التجارية، أمس الإثنين، في محاولة لإنهاء الخلافات القائمة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وزارة التجارة الصينية كانت قد ذكرت مساء الجمعة الماضية، إن المحادثات تهدف لبلورة الاتفاقات التجارية التي تم التوصل إليها بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب في الأرجنتين الشهر الماضي.
المحادثات التي انطلقت أمس، تُعد أول اجتماع مباشر وجهاً لوجه بين الدولتين حول التجارة منذ أن وافق شي وترامب على هدنة مدتها 90 يوماً في بوينس آيرس، مطلع الشهر الماضي.
ووافق ترامب، على تعليق الزيادة المقررة في الرسوم الجمركية على الواردات السنوية من الصين والبالغة قيمتها 200 مليار دولار، حتى بداية مارس/آذار المقبل، يجري خلالها الدخول في مفاوضات مشتركة.
Twitter Post
|
ويدفع ترامب الصين إلى الحد من الحواجز التجارية ووقف سرقة الملكية الفكرية المزعومة. وقررت بكين بشكل مؤقت، خفض التعريفات الجمركية على واردات السيارات الأميركية لنفس الفترة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الثلاثاء، أن الجانبين يحاولان تضييق هوة الخلافات بينهما، ويعرض المسؤولون الصينيون في هذا السياق شراء مزيد من السلع والخدمات الأميركية، كما يتوقع أن تعقد اجتماعات متابعة على مستوى الوزارات في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأدت الأنباء عن تسجيل تقدم إلى ارتفاع البورصات الأميركية لفترة وجيزة في التعاملات الصباحية، إلا أن المؤشرات الكبرى ما لبثت أن خسرت معظم مكاسبها، بحسب وكالة فرانس برس.
واستمر الاجتماع بين الوفد الأميركي الذي يترأسه مساعد ممثّل التجارة الأميركي جيفري غيريش ويضم مسؤولين في وزارات الخزانة والاقتصاد والزراعة والطاقة، والوفد الصيني حتى وقت متأخر اليوم الثلاثاء.
وصرح ستيفن وينبرغ مساعد وزير الطاقة للصحافيين عقب عودته إلى فندقه في بكين "أستطيع أن أؤكد أننا سنواصل (المحادثات) غداً (الأربعاء)". إلا أنه رفض كشف مزيد من التفاصيل.
وتطالب الإدارة الأميركية بكين بالتخلي عن استراتيجيتها القائمة على السعي للهيمنة الصناعية على العالم من خلال حديثها عن سرقة للتكنولوجيا الأميركية وعن نقل إجباري لتلك التكنولوجيا إضافة إلى تدخل الدولة الهائل في الأسواق. وجاءت الهدنة بعدما فرض الجانبان رسوماً على واردات سلع تزيد قيمتها على 300 مليار دولار لكل من الجانبين.
ويوم الإثنين، قال وزير الاقتصاد الأميركي، ويلبر روس، إن الاقتصاد الصيني هو أكثر تأثراً بتداعيات الحرب التجارية. وصرح لشبكة "سي إن بي سي" بأن الحرب التجارية "أضرت بحق بالاقتصاد الصيني"، مشيراً إلى أن الصين تصدر قدراً من السلع إلى الولايات المتحدة يفوق ما تصدره الولايات المتحدة إلى الصين.
ولاحظ روس أن هناك "فرصة جيدة جداً" للتوصل إلى اتفاق، رغم أن مراقبة الالتزام سيشكل تحدياً.
وفي حال لم يتم التوصل الى اتفاق، فإن الرسوم الجمركية الأميركية العقابية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار سترتفع من 10 إلى 25% في 2 مارس/آذار.
حركة الأسواق
وقد لامست الأسهم الأوروبية أعلى مستوى في 3 أسابيع اليوم الثلاثاء، حيث بددت آمال باحتمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة إثر المخاوف بشأن النمو العالمي.
ووفقاً لبيانات "رويترز"، قفز المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.9%، بينما ارتفع المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.7%، وزاد المؤشر داكس الألماني، الذي يتسم بحساسية خاصة تجاه قضايا التجارة، 0.5% متجاهلاً بيانات صدرت في وقت سابق وأظهرت أن الإنتاج الصناعي الألماني هبط على غير المتوقع في نوفمبر/تشرين الثاني للشهر الثالث على التوالي.
(العربي الجديد)