وأفادت مصادر معارضة مسؤولة من داخل مضايا، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن "نحو 20 عائلة من أهالي الزبداني، الذين كانوا يقيمون في منطقة الإنشاءات والمعمورة، تم تهجيرهم إلى مضايا المحاصرة ليلتحقوا بأكثر من 40 ألف جائع محاصرين بدخلها"، لافتة إلى أنه "تم يوم أمس، الجمعة، تهجير خمس عائلات إلى مضايا".
واعتبرت المصادر أن "القوات النظامية تقوم بزيادة عدد المحاصرين في مضايا، بدفع من حزب الله، كنوع من التصعيد مقابل الضغوطات والمناشدات التي تطالب بفك الحصار عن مضايا والبقين والزبداني، وإدخال المواد الغذائية".
من جانبها، بيّنت مصادر مسؤولة في الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "عدد قتلى الجوع ارتفع اليوم إلى 39 شخصاً، بعدما توفي رجل وابنه، في حين زوجته وابنتها بحالة حرجة جدا، وقد تفارقان الحياة خلال الساعات القليلة المقبلة".
وكانت الأمم المتحدة رحبت في السابع من الشهر الجاري بالموافقة التي تلقتها من الحكومة السورية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا والفوعة وكفريا، مضيفة أنها تعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة، في حين تعددت التقارير التي تحدثت عن إدخال المساعدات يوم غد الأحد وأخرى يوم الإثنين، إلا أنه لم يتم إعلان موعد رسمي من الجهات المسؤولة لدخول المساعدات، في حين يتخوّف أن يتم إدخال هذه المساعدات في ظل استمرار الحصار، ما يعني أن الجوع سيبدأ مرحلة جديدة.
وكانت وكالة رويترز للأنباء نقلت عن مصدرين وصفتهما بمطلعين، أن المساعدات ستدخل إلى مضايا وإلى بلدتين في شمال البلاد، يعتقد أنهما الفوعة وكفريا، صباح يوم الاثنين المقبل، في حين لم يتم تأكيد الأمر من جهات رسمية.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك مساعي لفصل الملف الإنساني عن العسكري، وملف مضايا والزبداني وبقين عن ملف الفوعة وكفريا، قد يتم إقراره من قبل جميع الأطراف".
يشار إلى أنه منذ إبرام الاتفاق بين "جيش الفتح" وإيران، الشهر الماضي، تم الحديث عن عدة مواعيد لدخول المساعدات الإنسانية إلى مضايا، إلا أن العملية لم تنجز، وسط العديد من الحجج التي تتعلق بموافقات جهات النظام المحاصرة للبلدة، وحزب الله، وفي جانب آخر الربط بين إدخال المساعدات إلى مضايا بدخولها إلى الفوعة وكفريا.
اقرأ أيضا: 80 قتيلاً في مجزرتين للطيران الروسي بسورية