تعيش العاصمة اليمنية صنعاء على وقع انفجارات عنيفة، لليوم الثالث على التوالي، جراء الاستهداف المتكرر من قبل "عاصفة الحزم" لمناطق تخزين الصواريخ البالستية شرق العاصمة وغربها، فيما اتسعت رقعة المواجهات في تعز بين "المقاومة الشعبية" من جهة، والحوثيين والقوات الموالية للرئيس للمخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، وسط تواصل ضربات التحالف في تعز والعديد من المحافظات الأخرى.
وأكد مصدر عسكري يمني، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن الغارات المكثفة والانفجارات التي تهتز على أثرها المنازل في صنعاء ناتجة عن الاستهداف المتكرر لموقعين أساسين وهما "فج عطان"، في الجبال الغربية للعاصمة، ومعسكر "الحفا" في جبل نقم، جنوب شرق العاصمة، موضحاً أن القصف يسعى للوصول إلى صواريخ "سكود" وصواريخ بالستية أخرى مخزنة في بطون الجبال.
وأشار إلى أنه جرى خلال اليومين الماضيين تدمير أحد المخازن في معسكر "الحفا" بجبل نقم، غير أن هناك مخازن أخرى لم يستطع طيران التحالف العربي الوصول إليها.
وأضاف أن الانفجار الأكبر الذي شهدته صنعاء، مساء أمس الجمعة، كان جراء إلقاء قنبلة كبيرة في منطقة "فج عطان" حاولت الوصول إلى أحد مخازن الصواريخ.
وعاشت صنعاء أجواءً شديدة التوتر جراء الانفجارات التي ما إن تهدأ حتى تعود، وتسببت بالمزيد من النزوح من الشوارع القريبة من المعسكرين الرئيسيين اللذين تعرضا لعشرات الغارات، وهما معسكرا "فج عطان"، و"الحفا"، حيث تسببت الانفجارات بأضرار في المنازل بالمناطق المجاورة، واشتعلت ألسنة اللهب لساعات في بعض المخازن، بالتزامن مع انطلاق قذائف بصورة عشوائية.
كما قصفت طائرات التحالف، اليوم السبت، أهدافاً في مطار صنعاء ومواقع عسكرية أخرى في محيط العاصمة، وسط أنباء عن سقوط ضحايا ومصابين لم تتوفر تفاصيل دقيقة حول أعدادهم.
وفي صعدة، معقل الحوثيين، جدد التحالف غاراته المكثفة، السبت، حيث استهدف، حسب مصادر محلية وأخرى تابعة للحوثيين، أهدافاً متفرقة في "ضحيان"، و"مفرق الطلح"، والمقاش"، ومنطقة "العند"، ومن بين الأهداف محطات للوقود.
وفي تعز، اتسع نطاق المواجهات بين "المقاومة الشعبية" والحوثيين والقوات الموالية لصالح في أكثر من نقطة، بالترافق مع غارات جوية استهدفت تجمعات الحوثيين.
وعلم "العربي الجديد" أن الحوثيين أصبحوا في وضع صعب وسط أنباء عن مقتل 18 قيادياً في القصر الجمهوري بتعز، أمس الأول، وأشارت المصادر إلى أن اللواء 22 ميكا الموالي لصالح والحوثيين تم تدميره بالكامل بالغارات الجوية لـ"عاصفة الحزم".
وتحولت تعز، خلال يومين، إلى فخ لم يحسب له الحوثيون حساباً، حيث أصبحت المدينة ساحة للمواجهات المسلحة المفتوحة ضد المليشيات الحوثية المتمركزة في مناطق متعددة، وتركزت المواجهات، التي ما زالت مستمرة حتى عصر السبت، في المناطق الواقعة في الأجزاء الغربية.
ويعد مربع مناطق (المناخ، الحصب، وادي القاضي)، أبرز المناطق الملتهبة، من خلال متابعة عمليات المواجهات بين القوات الشرعية و"المقاومة المسلحة" المساندة لها مع مليشيا الحوثي.
وقال شهود عيان إن "المقاومة المسلحة" تمكنت من السيطرة على أجزاء واسعة في تلك المناطق، وأوضحوا أن جثث عناصر المليشيات الحوثية وجدت مبعثرة في عدد من شوارع مدينة تعز، حيث سقط العديد منهم، مساء أمس الجمعة.
وأشاروا إلى أن المليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح قصفت عدداً من أحياء تعز بالدبابات بشكل هستيري، مساء أمس الجمعة، بعد الخسائر التي تكبدوها.
من جهته، قال مصدر عسكري يعمل في إدارة البحث الجنائي الكائن في منطقة المرور في تعز، إن الحوثيين أخلوا، عصر اليوم السبت، البحث الجنائي من الموظفين، وتمركزوا فيه بعد التراشق بالسلاح المتوسط والخفيف، موضحاً أن الحوثيين يحاولون إطلاق سراح السجناء في سجون البحث الجنائي.
في الأثناء، أكد العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، الموالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات اللواء، وبمساندة "المقاومة المسلحة"، تحقق تقدماً مطرداً على الأرض، موضحاً أنه خلال الأيام المقبلة ستتحرر معسكرات الدولة في تعز من سيطرة الحوثيين.
ولفت الحمادي إلى أن قوات الشرعية و"المقاومة المسلحة" تواصل تقدمها، منذ أمس الجمعة، في أماكن حساسة كانت تسيطر عليها عناصر مليشيات الحوثي والقوات الخاصة المتحالفة معها، مشيراً إلى مقتل العشرات من مسلحي مليشيات الحوثي في المواجهات التي شهدتها تعز خلال الأيام الثلاثة الماضية.
من جهته، قال قائد اللواء 22 ميكا، العميد ركن صادق سرحان، لـ"العربي الجديد"، إن تحرير تعز من الحوثيين لن يطول، موضحاً أن تعزيزات مكونة من 5000 مقاتل، بعضهم من أفراد الجيش، ستكون خلال الساعات المقبلة في صفوف "المقاومة الشعبية"، للقتال في سبيل استعادة الدولة، مضيفاً أن قوات الجيش الموالي للشرعية من اللواء 35 وبإسناد من الحشد الشعبي تحكم السيطرة على المنطقة الغربية من تعز.
اقرأ أيضاً: ياسين لـ"العربي الجديد": وصول طائرتين قطريتين محمّلتين بالأغذية لليمن