قال أعلى مسؤول تنفيذي في معهد اقتصادات الطاقة الياباني، إنّه من المتوقع أن يراوح سعر خام برنت بين 60 و65 دولاراً للبرميل في العام المقبل، إذ إنّ أي زيادات محتملة للأسعار؛ بسبب المخاطر الجيوسياسية، ستبدد أثرها الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.
وأضاف ماساكازو تويودا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمعهد، في مقابلة مع "رويترز"، خلال أسبوع الطاقة العالمي بسنغافورة، إنّ "غياب الاستقرار في الشرق الأوسط سيرفع أسعار النفط، لكن حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين من المرجح أن تؤثر بشكل سلبي على الأسعار".
وحسب تويودا فإنّ أسعار النفط "عاودت الانخفاض في اليوم التالي لصعود برنت لما يزيد عن 70 دولاراً للبرميل" عقب هجمات على منشأتي نفط لشركة "أرامكو" في السعودية، الشهر الماضي. وقال "الكثيرون قلقون بشأن التراجع الاقتصادي... على نحو ما، الوضع المتوازن عند نحو 60 دولاراً للبرميل".
ودفعت الهجمات التي وقعت، في 14 سبتمبر/ أيلول، برنت إلى قرابة 71.95 دولارا للبرميل، في 16 سبتمبر/ أيلول، قبل أن تبلغ الأسعار عند التسوية 69.02 دولارا للبرميل في اليوم نفسه. ويجري تداول برنت حالياً عند ما يقل عن 62 دولاراً للبرميل.
ومن المتوقع أن تجري "أوبك +" خفضاً كبيراً في إنتاج النفط، في حال موافقة الشركات الروسية على ذلك، في الاجتماع المقبل في فيينا، بداية ديسمبر/ كانون الأول المقبل. ولكن حتى الآن، ترفض الشركات النفطية الكبرى في روسيا، إجراء خفض جديد في الإنتاج.
وعلى الرغم من الآفاق السلبية للاقتصاد، أضاف تويودا أنّ إجمالي استهلاك النفط في آسيا "سيواصل النمو في السنوات العشر المقبلة، على الرغم من تراجع الطلب في اليابان وكوريا الجنوبية".
لكنه قال إنّ اليابان ما زالت بحاجة لتأمين مواردها من الطاقة، بالنظر إلى أنّ نحو 85% من الخام الذي تحصل عليه يُورد من الشرق الأوسط، ونحو ثمانية إلى عشرة في المائة من روسيا، على الرغم من أنّ الواردات من الأخيرة ليست ثابتة بالضرورة.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت، اليوم الأربعاء، فيما طغى احتمال تأجيل تسوية للخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين، على انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية.
وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت سبعة سنتات، أي ما يوازي 0.1% إلى 61.52 دولارا للبرميل في التعاملات الصباحية بلندن، وكان قد انخفض إلى 61.32 دولارا.
وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً أو 0.3% ليتراجع إلى 55.39 دولارا للبرميل، وتراجع، في وقت سابق، لمستوى متدن عند 55.16 دولارا.
وبحسب بيانات معهد البترول الأميركي، انخفضت مخزونات النفط الخام الأميركي بواقع 708 آلاف برميل، في الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر/ تشرين الأول، إلى 436 مليون برميل مقارنة بتوقعات للمحللين بزيادة 494 ألف برميل.
ووفق "رويترز"، قالت مارغريت يانغ محللة السوق في شركة "سي.إم.سي ماركتس" في سنغافورة، اليوم الأربعاء، "تجاهلت السوق إلى حد بعيد انخفاض مخزونات الخام الأميركية، وافترضت أنّ جانب الطلب سيظل ضعيفاً في المستقبل القريب..".
وتابعت "تبدد التفاؤل إزاء اتفاق المرحلة الأولى بين الولايات المتحدة والصين، يضغط أكثر على أسعار النفط، إذ إنّ مخاطر التجارة تتجه للارتفاع".