احتلت تونس المرتبة الثالثة في العالم العربي في مؤشرات تبذير الطعام، بمعدل 23.5 كلغ من الطعام المهدور لكل فرد سنوياً، بحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فيما تؤكد السلطات التونسية أن الخبز في صدارة المواد المبذرة محليا.
وجاءت مصر والمغرب في المرتبة الأولى عربيا، بإهدار المواطن الواحد 25.8 كلغ من الطعام سنوياً، واحتلت تونس المرتبة الثالثة، ثم الإمارات 23 كلغ والأردن 19.8 كلغ ولبنان 18.55 كلغ.
وبين التقرير خطورة تبذير ثلث الأغذية المنتجة في العالم، وهو ما يسمح بإطعام ملايين الأشخاص ممن يعانون من المجاعة.
وأفادت المنظمة الأممية بأن الولايات المتحدة الأميركية تحتل المرتبة الأولى في العالم في إهدار الطعام حيث يتم إهدار 95.1 كلغ سنوياً، تلتها بلجيكيا بـ87.2 كلغ.
وأكد مدير المعهد الوطني للاستهلاك، مراد بن حسين، لـ"العربي الجديد"، أن منسوب التبذير عالٍ في تونس ويمثل خطورة على المجتمع والاقتصاد والبيئة، مشيرا إلى ضرورة تظافر الجهود للحد منه.
وبين بن حسين وجود وعي من قبل المستهلك التونسي بخطورة التبذير، انطلاقاً من أجوبة الاستبيان الذي يقوم به المعهد بالشراكة مع بلدية تونس ومنظمات غير حكومية.
وأكد بن حسين أن أكثر مادة غذائية تسجل تبذيراً في تونس هي مادة الخبز، مشيراً إلى أهمية الحد من التبذير من خلال وضع استراتيجية وخطة عمل، انطلاقاً من الدراسات الميدانية، مشدداً على أن تونس تعد من البلدان العربية القليلة التي تقوم بدراسات معمقة في هذا المجال، بالتعاون مع منظمة "الفاو" ومع وزارات أخرى ومع منظمات".
وببن مدير المعهد أنه تمت المصادقة على ميثاق للحد من التبذير الغذائي من قبل منظمات وهياكل مهنية لضمان المتابعة المستمرة لإهدار الغذاء، مشددا على أن المعهد سينشر قريبا نتائج الدراسة الجديدة حول هذا الموضوع.
وتؤكد آخر الإحصاءات الرسمية للمعهد الوطني للاستهلاك "أنّ كلفة التّبذير الغذائي، خلال سنة 2016، قدرت بـ 17 ديناراً للأسرة الواحدة، شهرياً، أي ما يعادل 5 بالمائة من الإنفاق الغذائي الأسري، في وقت يعاني فيه حوال 600 ألف تونسي من سوء التغذية (أي حوالي 4.9 بالمائة من السّكان).
وتراوحت نسب التّبذير المصرّح بها، بحسب أهمّ مجموعات المواد الغذائية من 16 بالمائة بالنسبة للخبز (42 كغ من الخبز تبذره الأسرة في السنة أي بقيمة إجمالية تعادل 113 ألف طن) و10 بالمائة بالنسبة لمنتجات الحبوب و6 بالمائة للخضر و2 بالمائة للحليب ومشتقاته.