وأضاف عبد الكبير، أن "وحدات الأمن بصدد محاصرة سيارة بها أربعة إرهابيين بواسطة طائرة هيلوكوبتر إلى جانب وحدات التدخل الترابية، كما انطلقت عمليات مداهمة أمنية كبيرة وواسعة لكلّ المنازل المشتبه بها بالمدينة".
وتابع المتحدث ذاته، أن "كلّ مداخل مدينة بنقردان مغلقة منذ صباح أمس الإثنين، مع تواصل عمليات التمشيط إلى حدّ هذه الساعة. في المقابل يشهد وسط المدينة حركة للسكان خلافاً ليوم أمس".
من جهة أخرى نفى المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني لـ"العربي الجديد"، الخبر الذي تمّ تداوله صباح اليوم بإحدى القنوات التلفزيونية الأجنبية، حول وقوع انفجار وسط مدينة بنقردان رُجّح أنّه عملية انتحارية بحزام ناسف.
وقال بلحسن الوسلاتي، إنّ "المسألة تتعلق (برمّانات يدوية) من بقايا محجوز الأسلحة التي تمّ العثور عليها أمس، خلال عملية المواجهة بين قوات الأمن والمجموعات الإرهابية وسيعمد الجيش الوطني إلى تفجير أخرى تفادياً لانفجارها تلقائياً".
في سياق متصل، تواصل تعليق الدروس في كافة المؤسسات التربوية في مدينة بنقردان، بالنظر إلى أن العملية الأمنية والعسكرية مازالت مستمرة حسب تصريح وزير التربية ناجي حلول لوسائل الإعلام.وأوضح، في مؤتمر صحافي، أنه "تم قتل 36 إرهابياً، وأسرنا 7 آخرين، فيما قتل 12 من الجيش الوطني والأمن الداخلي، خلال هجوم أمس"، مشيراً إلى اكتشاف مخازن وشاحنة محملة بالأسلحة النوعية، بعد القبض على إرهابيين.
كما أكّد رئيس الحكومة التونسية "مواصلة الجهود، من أجل هزيمة الإرهاب بتعاون الجميع"، مضيفاً "ربحنا معركة مهمة، ولكن الحرب على الإرهاب متواصلة".
ولفت إلى أن "الأبحاث متواصلة، ويجري استنطاق الإرهابيين الذين تم القبض عليهم، وليس هناك تأكيد فيما يتعلق بوصول الإرهابيين إلى بنقردان من ليبيا أو غيرها"، موضحاً أن إشارة انطلاق الهجوم، أعلنت من مكان قرب المسجد، وليس من المسجد كما تم ترويجه.
وقال أيضاً، إن "حوالى 50 إرهابياً قاموا بالعملية، غالبيتهم من التونسيين"، متوقعاً وجود عناصر أجنبية من بينهم، إذ يجري التثبت من جنسياتهم.
وفي هذا السياق، لفت إلى أن "الأمن التونسي كانت له معطيات استخباراتية حول نوايا القيام بهجوم على تونس، ولذلك كان التعامل سريعاً مع الهجوم"، مشيراً إلى وجود تعاون في تبادل المعلومات مع ليبيا، برغم الوضع الهش هناك.
وأضاف أن "هناك تعاوناً أيضاً مع عديد الدول الصديقة، خصوصاً في مراقبة الحدود".
ميدانياً، قال الصيد إن الوضع مستقر إلى غاية صباح اليوم، مضيفاً أن "ليلة أمس، شهدت عمليات مداهمة في المناطق المشكوك فيها"، نافياً دخول قوات أجنبية إلى أرض تونس.
وعن قرار تمديد حالة الطوارئ، استبعد القيام بذلك قبل وصول تقارير من وزارة الدفاع الوطني ووزارة الداخلية، تقيم الأوضاع الأمنية في البلاد.
اقرأ أيضاً: نساء تونس صامدات في وجه الإرهاب
وأفاد شهود عيان من بنقردان، لـ"العربي الجديد"، بأنه ليس هناك حالياً إطلاق نار في المدينة، فيما عادت الحياة تدريجياً، مع هدوء حذر في شوارع المدينة، كما بدأت بعض المحلات والمخابز فتح محالها من جديد.
وكانت مصادر من وزارة الداخلية، قد أشارت لـ"العربي الجديد"، إلى أن "العملية لا تزال متواصلة، وتقوم قوات الأمن والجيش الوطنيين بمطاردة الإرهابيين وتمشيط المدينة ومحيطها، للتأكد من خلوها من العناصر الإرهابية".
وبيّنت المصادر أن "الأسلحة التي كانت بحوزة الإرهابيين، كانت بكميات مهمة وكبيرة، وتم الكشف عنها في المنازل التي كانوا يتحصنون فيها، وأيضاً في السيارات التي كانوا يستقلونها ويستعملونها خلال الهجمات".
ونشرت وزارة الدفاع على موقعها الرسمي صوراً للأسلحة التي تم حجزها خلال عمليات أمس.
بموازاة ذلك، يتواصل تعليق الدروس في كافة المؤسسات التربوية في مدينة بنقردان، بسبب تواصل العملية الأمنية والعسكرية، وفق ما أعلنه وزير التربية.
بدوره، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، هجوم أمس، مؤكداً "التزام الأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب الشعب التونسي، وهو يواجه آفة الإرهاب ويعمل من أجل المحافظة على مكتسبات الثورة".
اقرأ أيضاً: بنقردان التونسية: انتصار عسكري وتساؤلات سياسية