لا أشاهد الإنجليز كثيرا في نصف نهائي عصبة الأبطال"، هكذا أجاب لوران بلان في حوار سابق، عندما سئل عن ضعف المنافسة في الدوري الفرنسي، لكن الرد على تلميحاته جاء مختلفا هذه المرة، بعد أن حقق مان سيتي نصف مفاجأة، وأقصى الباريسيين من الربع، ليضرب بليغريني موعداً مع المجد، في رحلة ممثل الإنجليز الوحيد في الشامبيونزليغ هذا الموسم.
غيابات بالجملة
واجه بلان حظاً عاثراً قبل مباراة الإياب، غيابات بالجملة، بداية من فيراتي الذي لم يلعب مباراة الذهاب، مرورا بماتويدي الموقوف، مع دافيز لويز في الخلف، ليدخل الفرنسيون بتشكيلة اضطرارية، ويقوم مدربهم بتغيير خطته المفضلة من 4-3-3 إلى تكتيك قريب من 3-5-2، بتواجد أورييه على مقربة من تياغو سيلفا وماركينهوس.
ووضع المدرب الفرنسي الثنائي فان دير ويل وماكسويل على الأطراف في الحالة الدفاعية. ومن أجل تأمين أكبر، لعب موتا بجوار رابيو، خلف صانع اللعب الحر دي ماريا، الذي لعب رفقة زلاتان وكافاني بالثلث الهجومي الأخير. وأراد بلان من هذه الخطة تغطية أكبر عرضيا، وغلق الأطراف تماما أمام أجنحة السيتي،
أما مانويل بليغريني فيبدو أنه يركز بشكل كلي على الأبطال هذه المرة، من خلال دخوله بتكتيك متوازن، وتشكيلة هي الفضلى له، بإبعاد توريه عن الأساسي، وتأمين الارتكاز بثنائية "فرناندو-فرناندينيو"، خلف صناع اللعب دي بروين وسيلفا، الثنائي الذي يقدم الإضافة الهجومية مع نافاس وأغويرو.
ثنائية فولاذية
يمثل محور الارتكاز قيمة حقيقية في أي خطة بكرة القدم، إنه لاعب الوسط المحوري القادر على ربط خطوط الفريق، والتواجد في كل مكان بالملعب سواء بالدفاع أو الهجوم، هناك محور دفاعي خلف خط الظهر فيما يعرف بالستوبر أو الليبرو، في كرة القدم، كذلك ثنائية المحور في منطقة الارتكاز، الخلطة التي استخدمها بليغريني في جولتي الشامبيونز هذه المرة.
قام فرناندو بدور محوري خلال جولة الإياب، من خلال نجاحه في عمل 5 عرقلات مشروعة، مع افتكاكه لثلاث كرات خطيرة في نصف ملعبه، بالإضافة إلى تميزه في الألعاب الهوائية، لكنه وصل إلى هذا التفوق نتيجة المساندة المستمرة من جانب فرناندينيو، الذي أدى دور لاعب الارتكاز المساند، من خلال الجمع بين الدفاع والهجوم على طريقة "البوكس تو بوكس".
أدت هذه الثنائية الذكية إلى مزيدا من الثقة والهدوء لكيفين دي بروين، صانع اللعب الحديث في المركز 10، الذي يلعب في الأساس كجناح، لكنه يتحول باسمرار إلى العمق، ويعود إلى الخلف لصنع ثلاثية الارتكاز برفقة الثنائي الآخر. وبالعودة إلى لغة الأرقام، سنجد أن سان جيرمان استحوذ بنسبة تصل إلى 64 %، لكن في النهاية دفاع السيتي كان في الموعد، بفضل الجميع وعلى رأسهم فرناندو وزميله الدينيو!
التغييرات
خرج تياغو موتا بالتخصص قبل نهاية الشوط الأول، البرازيلي الإيطالي لاعب مميز، وذو جودة خالصة على مستوى التمرير، لكنه لم يقدم أبدا نسخة مكتملة طوال مسيرته، سواء في برشلونة أو إنتر وبالتأكيد باريس، لأنه يغيب باستمرار في أوقات الحسم، لذلك لم يجد بلان أمامه سوى مورا، ثم أشرك باستوري مكان أورييه.
عاد لوران بلان في آخر نصف ساعة إلى خطته القديمة 4-3-3، لكن مع وسط غريب للغاية، رابيو أسفل الارتكاز، وأمامه الثنائي الأرجنتيني باستوري ودي ماريا، وضمنت هذه التوليفة سيطرة أكبر، لكن دون نجاعة في عملية بناء الهجمة من الخلف، فلعب الفريق كرة عشوائية دون تركيز، وانقسمت المجموعة إلى قسمين، قسم يدافع وقسم يهاجم، دون رابط محوري في المنتصف.
أما المهندس الشيلي فحافظ على أدواته كاملة، ولم يغامر أبدا بإشراك توريه قبل الدقائق الأخيرة، لأنه حصل على ما يريد مبكرا، بإرهاق منافسه وكسر هجماته، مع استغلال نقاط ضعفه في التوقيت المناسب، ومع افتقاد الباريسيين للاعب ارتكاز صلب أمام دفاعه، عاقبهم دي بروين بطريقته المفضلة.
يستطيع بيب غوارديولا بناء فريقه الجديد في سيتي مع البلجيكي كيفين دي بروين، إنه اللاعب الأكثر نجاعة في تشكيلة الفريق، والنجم الذي فرض نفسه بسرعة على حساب الجميع، بما فيهم الكون أغويرو، ليقدم نفسه كحامل أختام الهجوم في ملعب الاتحاد، لذلك ينتظر منه الجمهور الإنجليزي الكثير في مباريات البطولة