شتوي
المرأة تريد الأزل
والرجل يريد السماء
وأحياناً قليلة
في التقاء الإرادتين
يصبحان سحابة
وأحياناً أقل
يموتان فعلاً
قبل أن تمطر
فتظل الدنيا ناشفة
ويكون كل شيء
على ما يرام.
■ ■ ■
نشيد قادة السيارات، القاهرة
يا ساكني الأسفلت، يا سادات الإشارة،
يا باعة المناديل الورقية في عنق الزجاحة
وملوثي القزاز بحجة تنظيفه على الكباري:
نحن الزاحفون جئناكم بالفوانيس المكسرة،
بالصيحات والشتائم، بقاذورات أجسادنا
من الشبابيك. جئناكم نشهر بربريزنا المغبّش
باحثين عن فرصة للعبور. نرافق الأقفاص والدواب
ونصارع المشاة والمتسولين. إننا نعشق السرعة الفائقة
في المساحات المستحيلة. نستنشق العوادم
تحت تهديد الميكروباص. ولا نلين لعطل مفاجئ
ولو كان على الكتف الضيق للطريق. منذ الأزل
تعاهدنا على التنكيل ببعضنا، وأبواقنا تتحدى
الصمم. من أجل بضعة أمتار نتفانى في المناورات،
حتى أننا نحك مرايانا الجانبية في بعضها للتحية.
نحن الذين لا نصل، ونفوت في الحديد...
يا ساكني الأسفلت، يا سادات الإشارة:
الشيطان سائق فيسبا بشبشب
بعنا له أرواحنا مقابل دورتي عجلة، لنظل -
وأنتم على جانبينا- في سباق بطيء.
■ ■ ■
أولى أغاني قسمت
الجسم المنتفض الآن
على صدري
المتململ كأرنب
يسعه كله كفي
ذات يوم ستكون له رائحة امرأة
تكسر حفنة قلوب
وحينها فقط
سأغفر لكن جميعاً
يا بائعات العطور.
* شاعر وكاتب مصري