أثارت زيارة رئيس الوزراء الكندي الرسمية الأولى للهند جدلاً كبيراً في الأوساط الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تعرّض لانتقادات عديدة من جراء غياب اللقاءات الرسمية تقريباً في جدول أعماله الذي استمر أسبوعاً كاملاً، في حين أشارت الصحف الكندية إلى نوع من عدم الاكتراث من الطرف الهندي، تمثل في عدم حضور نظيره الهندي "ناريندا مودي" لاستقباله في المطار، عند وصوله في الـ 17 من فبراير/ شباط.
ووصف العديد من الصحف العالمية زيارة ترودو للهند بـ "عطلة على نفقة الدولة"، بسبب المنحى السياحي الذي اتخذته، إذ تجوّل مع عائلته في أنحاء الهند، وزاروا أغلب معالمها السياحية، كذلك التقوا بالعديد من نجوم بوليوود في مدينة مومباي الغربية، والتقطوا الصور التي ظهروا فيها وهم يرتدون ملابس هندية تقليدية مطرزة، وصفتها وسائل الإعلام بأنها "مبهرجة، ومبالغ بها، حتى بالنسبة للهنود"، وفقاً لموقع "بي بي سي".
Twitter Post
|
كذلك تحوّل مسار الزيارة التي استمرت أسبوعاً من منحى سيئ إلى أسوأ، بعد أن أثارت دعوة المتطرف السيخي غاسبال أتوال لتناول العشاء مع ترودو في مقر إقامة المفوض السامي الكندي في نيودلهي غضباً جماهيرياً في الهند، إذ لا تزال قضية انفصال السيخ موضوعاً مشحوناً ومثيراً للجدل، ما اضطر الوفد الدبلوماسي الكندي إلى سحبها، والتأكيد أنها وجّهت عن طريق الخطأ.
Twitter Post
|
وكان أتوال، المواطن الكندي ذو الأصل الهندي، قد حُكم عليه عام 1987 بالسجن لمدة 20 سنة، في محكمة كندية، بتهمة المشاركة في محاولة اغتيال وزير دولة هندي، أثناء زيارته لكندا، وهذا ما أثار العديد من التساؤلات حول طريقة حصوله على تأشيرة دخول للهند، ومشاهدته مع حاشية ترودو، إلا أنه أكد لاحقاً أنه لم يكن جزءاً من الوفد الكندي، وأنه قدم لزيارة الهند بغاية العمل، وفقاً لموقع "سي إن إن".
Twitter Post
|
وأكد ترودو في لقاء صحافي، أمس الخميس، أن الحكومة الكندية تتعامل مع قضية المتطرف السيخي بشكل جدي. وأضاف: "لم يكن من المفترض أن يتلقى الشخص المعني دعوة رسمية، لذلك ألغيناها مباشرة عندما اكتشفنا الأمر". في حين ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أن هناك طرقاً مختلفة لدخول الناس إلى الهند، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من كشف التفاصيل المتعلقة بدخول أتوال. وأضاف: "نحن نحقق في القضية، وعلينا أن نعرف كيف حدث ذلك".
وامتد العنف إلى كندا عام 1985، عندما فجّر الانفصاليون السيخ طائرة تابعة لشركة طيران هندية، بعد إقلاعها من مطار تورنتو الكندي، ما أسفر عن مقتل 329 شخصاً على متنها، أغلبهم كنديون من أصول هندية، وأطلق سراح المتهم الوحيد بتنفيذ العملية، من قبل المحاكم الكندية عام 2017، بعد أن قضى قرابة عقدين في السجن.
وكان ترودو قد زار المعبد الذهبي يوم الأربعاء، وسلّط الضوء على المخاوف الهندية حيال دعم بعض السيخيين في كندا للقضية الانفصالية، مؤكداً دعمه لهند موحدة، وقال: "سنقف دائماً ضد التطرف العنيف، لكننا ندرك أن تنوّع وجهات النظر هو إحدى نقاط قوة كندا".