"غداً يقرر الأتراك مصير أردوغان".. "الجموع التركية توقف دكتاتورية أردوغان" .. "أردوغان يكرم اليوم أو يهان".
تلك هي العناوين الرئيسية لصفحات الجرائد يوم عشية الانتخابات التركية، والتي تابعناها من داخل الزنازين. كلها صيغت بمنطق "من على رأسه بطحة" وكأن القضية هي - أردوغان - ومشروعه ورغباته!.
ولكن العيب ليس في من صاغ هذه العناوين، المشكلة الحقيقة تكمن في تلك الثقافة التي تشكلت تحت تأثيرها تلك العقول وهذه الأقلام.
- الحكم المنفرد - والرئيس ورغباته وطموحاته التي تقرر مصائر الأمم وتحددها. تلك الثقافة التي لم يتوقف استشراؤها عند حد النخبة فقط، بل انسحبت إلى العامة، وهذا ما يفسر حالة العزوف عن المشاركة في الانتخابات التشريعية الجارية في مصر، وحيث لسان حالهم يقول "ما الجدوى من وجود برلمان يناط به في كل دول العالم وظيفة التشريع والرقابة على أداء السلطة التنفيذية، في وجود حاكم أتى على ظهر دبابة وصوت الرصاص"، - هو سيد المشهد جزاء لأي معارض.
ومن سيجرؤ أن يراقب أو يوجه أو يعارض أو يحاسب رئيس كهذا؟ ثم من يكون هؤلاء الذين يتسابقون على مقاعد البرلمان؟!
لا تخصص ولا برامج ولا علاقة لهم بالشأن العام، ولا بمصالح الناس، ولا دراية لهم لا بقوانين أو لوائح.
ماذا يعرف هؤلاء عن الميزانية العامة أو الدين العام، عن الاستجوابات أو عن طلبات الإحاطة، عن مناقشة الحكومة، عن..، عن..، .. إلخ
عدنا أدراجنا إلى صورة البرلمان في عهد مبارك، وجاهة وحصانة وغطاء للسرقة والنهب والاستيلاء على مقدرات الشعب، مع نية مسبقة للتسبيح بحمد الرئيس ومجاراته في كل ما يفعل او حتى يحلم أن يفعل.
تلك هي الصورة السوداء للانتخابات، أو قل - مسرحية الانتخابات - في بلد تحت وطأة انقلاب على الديمقراطية.
نحن حينما نحتفي بالانتخابات التركية، لا نحتفي بما أسفرت عنه هذه الانتخابات فقط، بقدر ما سعدنا بهذا المشهد المبهج لممارسة ديمقراطية حقه، تعلو فيها صوت الإرادة الشعبية بنسبة مشاركة عالية، والتي تعطي دلالة على أن الناس تستشعر قيمة أصواتها وتستشعر جدية الداعين لتلك الانتخابات في برامجهم ومشاريعهم على اختلاف مشاربهم والانصياع والقبول لما تسفر عنه الديمقراطية أياً يكن.
حاله الرضى المجتمعي والالتفاف حول القيادة وقت استشعار الخطر الذي يهدد دولتهم. وهذه ببساطة هي مفردات الحلم الذي نحلم أن يكون عليه وطننا الغالي مصر.
وهذه هي الصورة الديمقراطية التي نقبع في السجون الآن دفاعاً عنها..
رسالة من داخل المعتقل - كما أرسلناها من قبل للمغرب -: هنيئاً للشعب التركي انتصار الديمقراطية.
وإلى رجال السياسة في تركيا، على اختلاف مشاربهم، أثبتّم حبكم وإخلاصكم وانتماءكم لبلدكم.
وإلى رفقاء الميدان والحريصين على مستقبل هذا الوطن، الآن اتضحت الرؤية فالوحدة الوحدة..
(مصر)
تلك هي العناوين الرئيسية لصفحات الجرائد يوم عشية الانتخابات التركية، والتي تابعناها من داخل الزنازين. كلها صيغت بمنطق "من على رأسه بطحة" وكأن القضية هي - أردوغان - ومشروعه ورغباته!.
ولكن العيب ليس في من صاغ هذه العناوين، المشكلة الحقيقة تكمن في تلك الثقافة التي تشكلت تحت تأثيرها تلك العقول وهذه الأقلام.
- الحكم المنفرد - والرئيس ورغباته وطموحاته التي تقرر مصائر الأمم وتحددها. تلك الثقافة التي لم يتوقف استشراؤها عند حد النخبة فقط، بل انسحبت إلى العامة، وهذا ما يفسر حالة العزوف عن المشاركة في الانتخابات التشريعية الجارية في مصر، وحيث لسان حالهم يقول "ما الجدوى من وجود برلمان يناط به في كل دول العالم وظيفة التشريع والرقابة على أداء السلطة التنفيذية، في وجود حاكم أتى على ظهر دبابة وصوت الرصاص"، - هو سيد المشهد جزاء لأي معارض.
ومن سيجرؤ أن يراقب أو يوجه أو يعارض أو يحاسب رئيس كهذا؟ ثم من يكون هؤلاء الذين يتسابقون على مقاعد البرلمان؟!
لا تخصص ولا برامج ولا علاقة لهم بالشأن العام، ولا بمصالح الناس، ولا دراية لهم لا بقوانين أو لوائح.
ماذا يعرف هؤلاء عن الميزانية العامة أو الدين العام، عن الاستجوابات أو عن طلبات الإحاطة، عن مناقشة الحكومة، عن..، عن..، .. إلخ
عدنا أدراجنا إلى صورة البرلمان في عهد مبارك، وجاهة وحصانة وغطاء للسرقة والنهب والاستيلاء على مقدرات الشعب، مع نية مسبقة للتسبيح بحمد الرئيس ومجاراته في كل ما يفعل او حتى يحلم أن يفعل.
تلك هي الصورة السوداء للانتخابات، أو قل - مسرحية الانتخابات - في بلد تحت وطأة انقلاب على الديمقراطية.
نحن حينما نحتفي بالانتخابات التركية، لا نحتفي بما أسفرت عنه هذه الانتخابات فقط، بقدر ما سعدنا بهذا المشهد المبهج لممارسة ديمقراطية حقه، تعلو فيها صوت الإرادة الشعبية بنسبة مشاركة عالية، والتي تعطي دلالة على أن الناس تستشعر قيمة أصواتها وتستشعر جدية الداعين لتلك الانتخابات في برامجهم ومشاريعهم على اختلاف مشاربهم والانصياع والقبول لما تسفر عنه الديمقراطية أياً يكن.
حاله الرضى المجتمعي والالتفاف حول القيادة وقت استشعار الخطر الذي يهدد دولتهم. وهذه ببساطة هي مفردات الحلم الذي نحلم أن يكون عليه وطننا الغالي مصر.
وهذه هي الصورة الديمقراطية التي نقبع في السجون الآن دفاعاً عنها..
رسالة من داخل المعتقل - كما أرسلناها من قبل للمغرب -: هنيئاً للشعب التركي انتصار الديمقراطية.
وإلى رجال السياسة في تركيا، على اختلاف مشاربهم، أثبتّم حبكم وإخلاصكم وانتماءكم لبلدكم.
وإلى رفقاء الميدان والحريصين على مستقبل هذا الوطن، الآن اتضحت الرؤية فالوحدة الوحدة..
(مصر)