جمال معروف وزهران علوش وجهان لعملة واحدة

27 ديسمبر 2014
+ الخط -

سقط وادي الضيف يوم سقط جمال معروف، وكذلك العاصمة دمشق ستسقط يوم يسقط زهران علوش، الذي ربما يؤخر الثوار ويجمّدهم في جوبر والغوطة الشرقية. فمنذ الآن، أصبح وادي الضيف ضيفاً عزيزاً على قلوب كل سوري حر، وعاد، من جديد، نظيفاً لأبنائه من نظام مجرم أذاق أهالي تلك المنطقة الويلات، على مدى أكثر من سنتين ونصف السنة تقريباً، لكن الثوار استطاعوا، في أيام قليلة، إحراز نصر كبير فيه والسيطرة عليه وعلى معسكر الحامدية.

ثلاثة آلاف مقاتل استطاعوا بصبر وثبات التوجه بقلب واحد إلى أضخم معسكرين للأسد في إدلب.. فقد كانت تلك المنطقة محصنة بأكثر من 40 نقطة حماية، وحوالي 1500 عنصر أسدي وقرابة 100 آلية عسكرية، ومئات من الأسلحة المتوسطة وغيرها.

وعلى الرغم من استعمال الأسد الطائرات الحربية في تلك المعركة، إلا أنه فشل في إنقاذ معسكري وادي الضيف والحامدية، بل وفشل بإنقاذ جنوده الذين قتل منهم حوالي 200، وتم أسر العدد نفسه تقريباً، عدا الفارين منهم.

لكن، هناك عدة أسئلة تراودنا، اليوم، حول هذا الانتصار الكبير والقوي والسريع من الثوار؟ هل كان لجمال معروف يد في تأخير النصر وحسم هذه المعركة؟ وهل، فعلاً، هناك صواريخ تاو أميركية وجدت لدى النظام في المعسكرين المحررين، وأن جمال معروف متهم بتسهيل نقلها للنظام، لكي لا يستفيد الثوار منها، أو بغية تقليل عددها لهم، بعدما وصلت إليه سابقاً عن طريق الائتلاف، لتبقى جاثمة في مخازن معروف، إلى أن تم إسقاطه وإقالته، ليتم تحرير ذلك السلاح من سجن مخازنه الذي كان يسيطر عليه تماماً، ليستخدم اليوم ضد الأسد في تلك المعسكرات، ولربما كان قد أكلها الصدأ، لو بقي معروف في تلك الجبهة مانعاً زحف الثوار إلى هناك.
فقد حول جمال معروف وادي الضيف، منذ أولى معاركه فيه، إلى محرقة كبيرة للثوار، فقد كان يزج بهم في معارك خاسرة، من غير تخطيط ولا إعداد ولا إمداد، فيستشهد من الثوار عشرات تلو عشرات، من دون أن يرفّ له جفن، بل كان، وقتها، يطلب المزيد من الثوار، ليعيد زجهم بمعارك أخرى خاسرة.
وإن تمت مقارنة جمال معروف ومعاركه الخاسرة هناك سابقاً، وحججه للثوار أن لا أسلحة لديه تكفي لقتال شبيحة الأسد في تلك المعسكرات، ليتم كشف المستور بنصر الثوار بعد رحيل معروف، مقارنةً بزهران علوش وجموده وتجميده للثوار غير المبرر لنا في الغوطة الشرقية، وحصارها، حتى الآن، من النظام الأسدي، أكثر من عامين، مع معاناة الأهالي هناك.

وربما نرى أن علوش قد يكون سبباً لتأخير النصر في الغوطة الشرقية، وتحديداً إعاقته تقدم ثوار جوبر، والذي كان عليه أن يحشد الثوار من كل أنحاء الغوطة، والتوجه إلى جوبر مفتاح دمشق الأول لدخولها من عدة محاور، أهمها ساحة العباسيين.

فلا أحد يعتقد أن قوة الدفاع وحشد القوات العسكرية في ساحة العباسيين وحولها من عناصر الأسد سيكون بمستوى قوة الدفاع نفسه عن معسكري وادي الضيف والحامدية، ولا ننسى أن عدد المقاتلين الذي حرروا تلك المعسكرات كان حوالي 3000 أو أكثر قليلاً، وأنه، بكل تأكيد، فإن عدد ثوار الغوطة لن يقل عن 10آلاف مقاتل إن أرادوا التوجه إلى العاصمة دمشق.

إذن، وعلى ما يبدو أن زهران علوش الذي خرج من سجن صيدنايا بالتفاهم مع النظام، أيضاً، يتسبب بتأخر النصر في أهم منطقة في سورية، وهي العاصمة دمشق، وعلى ما يبدو أن زهران علوش هو الوجه الثاني لجمال معروف، وأنه مسؤول عن معاناة أهلنا في غوطة دمشق، فهو من يحاصر الغوطة مع عصابة الأسد، ويمنع التقدم نحو دمشق، ويحمي، أيضاً، مطار دمشق الدولي، فهو لا يختلف، إذن، اليوم عن جمال معروف، وربما عن الأسد أيضاً، فهو ديكتاتور آخر يحكم الغوطة، ويتاجر بدماء السوريين.
إذن، وفي الخلاصة، لم يتحرر معسكرا وادي الضيف والحامدية إلا برحيل جمال معروف، ولن تتحرر غوطة دمشق، ولن يتقدم الثوار إلى العاصمة شبراً واحداً، حتى نتحرر من ديكتاتور اسمه زهران علوش.

avata
avata
رائد الجندي (سورية)
رائد الجندي (سورية)