ويظهر التسجيل الجنود وهم يمسكون بالمسن، الذي كشف سكان محليين في الموصل، أن اسمه "العم يحيى"، وكان موظفاً في مصنع أدوية نينوى، وأحيل إلى التقاعد قبل سنوات طويلة بسبب كبر سنه ولديه أولاد من زوجته العراقية، ويعاني من أمراض عدّة، واضطر للبقاء في الموصل بسبب منع تنظيم "داعش" السكان الخروج من المدينة.
وفي التسجيل المُصور، يتعرض يحيى إلى الضرب، وهو يصرخ من شدة الألم وسط ضحكات من الجنود المشاركين بحفلة الإهانة والضرب على الشيخ المسن وهم يرددون: هذا المصري جبناه بمعنى (هذا المصري أتينا به).
ويقيم آلاف المواطنين المصريين في مدينة الموصل منذ ثمانينيات القرن الماضي وكثير منهم تزوج وأنجب في البلاد، ورفضوا المغادرة بعد احتلال العراق ويقيمون بشكل دائم.
ووفقاً للتسجيل المُسرب، الذي صور على أطراف حي المنصور بمدينة الموصل، فإن الجنود ينتمون للفرقة السادسة عشرة بالجيش العراقي المعروفة بارتكابها انتهاكات وجرائم واسعة بحق السكان المدنيين.
ورفضت وزارة الخارجية العراقية الرد على سؤال توجه به "العربي الجديد" للدائرة الإعلامية في الوزارة، بهدف معرفة موقفها من الحادث، واكتفى موظف فيها بالرد "هل أنتم محامون عن الشعب المصري".
وتغلق السفارة المصرية في بغداد الباب الرئيسي لها، وتكتفي بالشباك في الرد على مراجعيها وغالبيتهم ممن يطلب تأشيرات الدخول فقط.
وحتى اللحظة لا يعرف مصير المواطن المصري الذي ظهر في التسجيل المسرب، فيما إذا تم قتله على طريقة الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الجيش والمليشيات لكل من تظفر به تحت مزاعم "الإرهاب"، أم أنه ما زال على قيد الحياة.
ولا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها لأبناء الجالية المصرية في العراق، إذ سبق أن أعلنت مصادر محلية عن مقتل ثلاثة مصريين في مناطق متفرقة من العراق، من دون أن يكون هناك أي رد فعل للقاهرة على ذلك.