رحل أمس الكاتب والشاعر الأميركي جيم هاريسون عن 78 عاماً، إثر نوبة قلبية في بيته بولاية أريزونا.
ترك صاحب "يوم جميل للموت"، منجزاً إبداعياً كبيراً، ضمّ 14 رواية وعشر مجموعات شعرية، إضافة إلى خمس مجموعات قصصية وعدّة مؤلفات في أدب الرحلة.
انعكست حياة هاريسون، الذي ولد في 11 كانون الأول/ ديسمبر 1937، في بلدة غرايلينغ بولاية ميشغان، على كتاباته بشكل كبير، وأثّرت في مساراتها؛ خصوصاً حادثتي فقد مختلفتين: الأولى حين فقد ابن السابعة عينه اليمنى في حادثة أثّرت بشكل حاسم على مساره في الحياة واتجاهه نحو القراءة والكتابة، أما الحادثة الأخرى فتتعلّق بفقد أبيه وأخته الصغيرة في حادث سير وهو في مقتبل شبابه.
كان يعشق الطبيعة والغابات والأنهار والجبال، وهذا ما انعكس في معظم أعماله رواية وشعراً وقصصاً. كما أنه كان يحب السكّان الأصليين "الهود الحمر" الذين عاش بالقرب منهم، مُستلهماً أساطيرهم وطقوسهم في الصيد والعيش في رواياته.
بدأ مشواره في الكتابة والنشر في منتصف ستينيات القرن الماضي وأصدر خمس مجموعات شعرية قبل أن ينتقل إلى الرواية، ولاقت روايته الأولى "يوم جميل للموت" نجاحاً كبيراً.
كان مولعاً بالكتّاب والشعراء الفرنسيين، مثل رينيه شار وألبير كامو، وأيضاً بجيمس جويس وويليام فولكنر ودوستويفسكي. وبإيعاز من صديقه الممثل الأميركي جاك نيكلسون، اشتغل لفترة ككاتب سيناريو في هوليوود التي حوّلت روايته "أساطير الخريف" إلى فيلم حقّق نجاحاً عريضاً. وقد جمعته صداقة حميمة بكاتبين أميركيين آخرين من الطراز الرفيع، القاص والشاعر رايموند كارفير والشاعر ريشارد بروتيغان.
حرَص هاريسون في كتاباته على الوصف الدقيق بلغة لا تخلو من نفس حسيّ ساخر، خصوصاً في رواياته التي ظهرت شخصياتها مسكونة بهاجس القرب من الطبيعة المتوحشة، وأيضاً بحب المخاطرة وشرب الكحول ومعاشرة النساء.
ورغم أن الرواية هي التي كرّست نجاحه، كان هاريسون وفياً للشعر وظل يكتبه حتى السنوات الأخيرة. وقال في حوار: "الشعر يسكنني من الرأس إلى القدمين، وسيظل يسكنني إلى الأبد".
اقرأ أيضاً: روبرت فروست: عربشة على الباتولا