يلاحظ متابع الدراسات التاريخية في تونس، تفاوتاً في توزيع الاهتمام بين مختلف المراحل، إذ تحظى العصور القديمة، خصوصاً المرحلة القرطاجية، والمراحل الإسلامية، ببحوث متواترة، فيما تظل الفترة الوسيطة شبه مهملة.
ضمن سلسلة "الإرث اللاتيني في تونس"، يلقي غداً الكاتب التونسي حاتم بوريال محاضرة حول شخصية أغسطينوس في "المكتبة الأبرشية" في مدينة تونس العتيقة، محاولاً إعادة تركيب مشهد ذلك العصر.
في حديث له مع "العربي الجديد"، يقول "سأحاول تقديم الظرف التاريخي الذي عاش فيه القديس أغسطينوس؛ أي القرن الرابع ميلادي، وهو ظرف صعب، حيث كانت روما كمركز لذلك العالم في حالة تضعضع".
يوضّح بوريال أنه سيحاول أن يسلط الضوء في محاضرته على الكثير من الشخصيات التي تحيط بصاحب كتاب "مملكة الله"، مثل كاتب سيرته بوسيديوس والعديد من المفكرين المعاصرين له، كما سيشير إلى الأعمال الحديثة التي تناولته، ومن أهمها كتاب بيتر براون "حياة القديس أغسطينوس".
عن الاهتمام بهده المراحل التاريخية، يقول بوريال إنه يوجد نقص في تونس في تناول المرحلة اللاتينية، بالرغم من أنها تمسح ما يقارب عن سبعة قرون من تاريخ المنطقة، معتبراً أنه في ما عدا الجهود الفردية لا يوجد نشاط ممنهج، يتيح فهم هذه الفترة من التاريخ.
عن أسباب هذا الركود، يقول بوريال "أعتقد أن عدم إتقان اللغة اللاتينية هو العائق دون العودة إلى مدوّنة تلك الفترة" وهو يرى أن الجامعة التونسية ينبغي أن تتفطّن إلى هذه النقطة للاستفادة من نصوص هذا العصر، والذي لا تنقصنا فيه المراجع والوثائق".
اقرأ أيضاً: لطفي عيسى: التفاتة إلى الذاكرة الجماعية