لا يختلف اثنان على الفرق الكبير بين أسلوب الفنانين السوريين بهرام حاجو (1952) وبطرس المعري (1968). وربما لا يجمع بينهما إلى جانب الجنسية والفن سوى أنهما يعرضان في وقت واحد في عمّان. لكن المدقق يكتشف أن أعمال الاثنين عن العلاقات والحب والعائلة والرقص؛ معظم لوحاتهما تبحث في الحياة المشتركة.
معرض حاجو المستمر في غاليري "المشرق" يستمر حتى 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، وفيه شخوص حاجو التي -ورغم أنه يسمي المعرض "حوار"- تكشف عزلتها وظهرها الذي كثيراً ما تديره إلى العالم وملامحها المموهة والضائعة في اللون. وحالات من الاستهتار والعري المموه والتهتك في الوقفة، أعمال حاجو تؤسس لزمن منعزل داخلي ومعاصر وفردي بعيد عن الخارج.
في حين يقام معرض المعري في غاليري "نبض" تحت عنوان "حنين" ويستمر ختى الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، مقدّماً شخوصاً تحنّ إلى الجغرافيا التي أتت منها، شخصيات راقصي الصوفية مثلاً، أو فان غوغ في لحظة مأساوية بلا أذنه. أعمال المعري تعيش في زمن اجتماعي خارجي وثقافي آخر، بعيد عن الآن.
من أعمال بهرم حاجو |
وسواء أكانت الشخصيات بلا تعابير واضحة، حنينها يأتي من حزنها الذاتي مثلما هو الأمر في حالة حاجو، فإن أبطال اللوحات في أعمال المعري أصحاب تجربة فردية وجمعية في آن.
لكن المشترك هو أن الاثنين يحاول كل منهما الاقتراب من الماضي من خلال الإمساك بلحظة والتركيز عليها، ولطالما تشارك هذه اللحظة موديلان/شخصيتان. أحياناً نرى الراقص الصوفي مع الراقصة في لوحة المعري، ويمكننا أن نلمس حالة حسّية مشابهة في ثنائي أكثر تجريداً في لوحة لحاجو.
ليست هذه مقارنة بين عمل الاثنين، بل هي ملاحظات فرضتها المصادفة نفسها، وجود فنانين سوريين حققا مكانة في العالم، في مدينة هادئة مثل عمّان.
اقرأ أيضاً: الرؤوس المقطوعة في التشكيل السوري