03 نوفمبر 2024
حرب جديدة في سورية
تتحرّك روسيا في عدة اتجاهات، لتحويل وجودها إلى واقعٍ لا يمكن الاستغناء عنه، بربط نفسها بسيناريو عسكري واقتصادي طويل الأمد في سورية. لذلك تحاول عزل الولايات المتحدة عن الملف السوري بشكل أساسي، والبدء بعمليات جني الأرباح، وإظهار روسيا بوجه مشرق.. يخطّط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لعقد لقاءاتٍ مع قادة أوروبيين، فرنسيين وألمان، ويندرج الهدف تحت عناوين إعادة الإعمار، وهو بندٌ يفترض أن يحقّق لها كثيرا من عائدات استثماراتها في سورية، وقد تندرج زيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، موسكو في الأيام الماضية ولقاؤه نظيره، سيرغي لافروف، في الخانة نفسها..
تشكل السعودية المصدر الأول للتمويل في الخليج والمنطقة العربية. ولكن قبل إعادة الإعمار، وهو ملف طويل، موسكو مهتمة بما تسمى المعركة الأخيرة في إدلب، ولذلك هي مستمرة في حشد قطعها العسكرية التي وصلت إلى سبع عشرة قطعة بحرية، وهو عدد مرشّح للزيادة، بالإضافة إلى إعلان مجلجل، يقول إنها ستقوم بمناورة عسكرية ضخمة، بثلاثمائة ألف جندي وألف طائرة، وعدد كبير من القطع العسكرية المختلفة.
تعتبر روسيا معركة إدلب محسومة النتائج، وهي تمهد لذلك بهذا الحشد العسكري، بالإضافة إلى مناورتها الدبلوماسية والإعلامية التي تعيد فيها التذكير بمؤامرات الهجوم الكيميائي المزعومة، وهو أسلوبٌ لجأت إليه سابقاً عند الهجوم على الغوطة، وهي بذلك تعطي مؤشّراً عن حجم الهجوم الهائل الذي يعد لإدلب، وقد يؤجّل هذا الهجوم إلى ما بعد اللقاء الثلاثي المخطط له في طهران في السابع من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري بين قادة الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران.
تأتي هذه التحرّكات في ظل مواقف أميركية تسربت عنها أخبار عن زيارة وفد عسكري أميركي إلى دمشق، ليقدّم عروضاً سياسية، حتى لو كان الخبر صحيحاً، فالموضوع يتعلق بمساومةٍ هي أسلوب أصيل في ممارسة السياسة الأميركية، والثمن معروف ومعروض أمام الجميع، وهو إيران، هذا الأمر الذي تغاضى التسريب عن ذكره، وقد تكون الولايات المتحدة راغبةً بمثل هذا اللقاء، لفتح ثغرة في جدار التماسك بين روسيا وإيران وسورية.
يقول التسريب إن اللقاء جرى قبل شهرين، وقد يكون مفهوماً حصوله في أجواء لقاء آخر كان مرتقباً بين بوتين والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في هلسنكي، وعلى ضوء تصريحات الأخير عن رغبته في خروج بلاده من سورية، ولكن ذلك المناخ تغير الآن، وقد ظهر فشل محاولات إخراج إيران من سورية، وجاء رد إيران صريحاً بزيارة أكبر مسؤوليها العسكريين دمشق، وتوقيعه اتفاقياتٍ، هي في الواقع رسائل تَحَدٍّ. وتأتي هذه المظاهر متزامنة مع التحشيد البحري الروسي والاتفاقيات العسكرية السورية الإيرانية. وهناك استحقاق عسكري على الأبواب، يعكس شيئاً من التنافس بينهما، فروسيا راغبةٌ بأن تكون اللاعب رقم واحد، لكنها تبدي حالياً فتوراً تجاه دفع إيران إلى الخروج من سورية، لأنها ما زالت بحاجة لجهودها الأرضية التي تتكامل مع جهود الروس من الجو للسيطرة الكاملة على المناطق، لكن البَلدين يتوقعان توقف الحرب بعد معركة إدلب، وتأتي بعد ذلك مهمة إزالة أكوام الركام والأنقاض الهائلة. وهذه مهمة ينتظرها كثيرون، لما تدرّه من أرباح، وتترافق محاولات بوتين لإبعاد الولايات المتحدة مع رغبة أميركا بعدم إنفاق دولار واحد، فلا يبقى في الميدان إلا روسيا وإيران. وقد وقّعت إيران بالفعل عقوداً في مجالات كثيرة مع الطرف السوري، قد يكون قطاع الاتصالات أهمها، أما الروس فحصتهم مضمونة، لكن حجمها يتوقف على مدى التفاهم الروسي الإيراني. وستحرص روسيا هنا على أن تكون الرقم واحد في المعادلة المطروحة. ولا يأخذ هذا السيناريو بالاعتبار إسرائيل، وهي التي لا ترغب برؤية إيراني واحد على حدود الجولان، وقد تأكد الآن بقاء إيران وتمدّدها أيضاً. وهنا لن تكون إدلب نهاية للصراع، كما هو متوقع، بل فاتحة لصراع آخر، ومن نوع أخطر وأكبر، تستعمل فيه الأرض السورية مرة أخرى، وقد تكون الجيوش الأجنبية النظامية بكامل عتادها موجودةً فيه.
تشكل السعودية المصدر الأول للتمويل في الخليج والمنطقة العربية. ولكن قبل إعادة الإعمار، وهو ملف طويل، موسكو مهتمة بما تسمى المعركة الأخيرة في إدلب، ولذلك هي مستمرة في حشد قطعها العسكرية التي وصلت إلى سبع عشرة قطعة بحرية، وهو عدد مرشّح للزيادة، بالإضافة إلى إعلان مجلجل، يقول إنها ستقوم بمناورة عسكرية ضخمة، بثلاثمائة ألف جندي وألف طائرة، وعدد كبير من القطع العسكرية المختلفة.
تعتبر روسيا معركة إدلب محسومة النتائج، وهي تمهد لذلك بهذا الحشد العسكري، بالإضافة إلى مناورتها الدبلوماسية والإعلامية التي تعيد فيها التذكير بمؤامرات الهجوم الكيميائي المزعومة، وهو أسلوبٌ لجأت إليه سابقاً عند الهجوم على الغوطة، وهي بذلك تعطي مؤشّراً عن حجم الهجوم الهائل الذي يعد لإدلب، وقد يؤجّل هذا الهجوم إلى ما بعد اللقاء الثلاثي المخطط له في طهران في السابع من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري بين قادة الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران.
تأتي هذه التحرّكات في ظل مواقف أميركية تسربت عنها أخبار عن زيارة وفد عسكري أميركي إلى دمشق، ليقدّم عروضاً سياسية، حتى لو كان الخبر صحيحاً، فالموضوع يتعلق بمساومةٍ هي أسلوب أصيل في ممارسة السياسة الأميركية، والثمن معروف ومعروض أمام الجميع، وهو إيران، هذا الأمر الذي تغاضى التسريب عن ذكره، وقد تكون الولايات المتحدة راغبةً بمثل هذا اللقاء، لفتح ثغرة في جدار التماسك بين روسيا وإيران وسورية.
يقول التسريب إن اللقاء جرى قبل شهرين، وقد يكون مفهوماً حصوله في أجواء لقاء آخر كان مرتقباً بين بوتين والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في هلسنكي، وعلى ضوء تصريحات الأخير عن رغبته في خروج بلاده من سورية، ولكن ذلك المناخ تغير الآن، وقد ظهر فشل محاولات إخراج إيران من سورية، وجاء رد إيران صريحاً بزيارة أكبر مسؤوليها العسكريين دمشق، وتوقيعه اتفاقياتٍ، هي في الواقع رسائل تَحَدٍّ. وتأتي هذه المظاهر متزامنة مع التحشيد البحري الروسي والاتفاقيات العسكرية السورية الإيرانية. وهناك استحقاق عسكري على الأبواب، يعكس شيئاً من التنافس بينهما، فروسيا راغبةٌ بأن تكون اللاعب رقم واحد، لكنها تبدي حالياً فتوراً تجاه دفع إيران إلى الخروج من سورية، لأنها ما زالت بحاجة لجهودها الأرضية التي تتكامل مع جهود الروس من الجو للسيطرة الكاملة على المناطق، لكن البَلدين يتوقعان توقف الحرب بعد معركة إدلب، وتأتي بعد ذلك مهمة إزالة أكوام الركام والأنقاض الهائلة. وهذه مهمة ينتظرها كثيرون، لما تدرّه من أرباح، وتترافق محاولات بوتين لإبعاد الولايات المتحدة مع رغبة أميركا بعدم إنفاق دولار واحد، فلا يبقى في الميدان إلا روسيا وإيران. وقد وقّعت إيران بالفعل عقوداً في مجالات كثيرة مع الطرف السوري، قد يكون قطاع الاتصالات أهمها، أما الروس فحصتهم مضمونة، لكن حجمها يتوقف على مدى التفاهم الروسي الإيراني. وستحرص روسيا هنا على أن تكون الرقم واحد في المعادلة المطروحة. ولا يأخذ هذا السيناريو بالاعتبار إسرائيل، وهي التي لا ترغب برؤية إيراني واحد على حدود الجولان، وقد تأكد الآن بقاء إيران وتمدّدها أيضاً. وهنا لن تكون إدلب نهاية للصراع، كما هو متوقع، بل فاتحة لصراع آخر، ومن نوع أخطر وأكبر، تستعمل فيه الأرض السورية مرة أخرى، وقد تكون الجيوش الأجنبية النظامية بكامل عتادها موجودةً فيه.