حسن أيوب: الأوضاع الاقتصادية أطاحت بالأنشطة الرياضية

20 سبتمبر 2014
تدني المستوى المعيشي للاعبين (حسين بيضون/ العربي الجديد)
+ الخط -
أكد المحلل الرياضي اللبناني، حسن أيوب، في حوار مع" العربي الجديد" أن الانقسام في البلاد ساهم في إضعاف الأنشطة الرياضية وتدني المستويات المعيشية للاعبين، مشيراً الى أن الأوضاع الاقتصادية للرياضي تتحسن، وبأنه في حال انسحاب الشركات الراعية، يتراجع الوضع.


* كيف تقيّم الوضع الرياضي في لبنان في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية السائدة؟

لا شك في أن الواقع الرياضي لا يختلف عن باقي الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد، فالرياضة من أكثر الأنشطة تضرراً بسبب الأوضاع القائمة، كما أن النشاط الرياضي في لبنان، وللأسف يشبه الواقع السياسي، حيث الانقسام الحاد بين الأندية واللاعبين، أضف إلى ذلك، فإن الأوضاع الأمنية التي شهدها لبنان، والتي ما يزال يشهدها في العديد من المناطق، أثرت بشكل سلبي على النشاطات الرياضية.

*كيف تصف لنا واقع الرياضيّ، وخاصة لاعب كرة القدم؟

واقع الرياضي متأزم بفعل أسباب عديدة، أبرزها أن الرياضة تحتاج إلى بيئة حاضنة، هذه البيئة ليست موجودة في لبنان، فعلى سبيل المثال، إذا وجدت شركة "راعية" لأحد النوادي، نرى أن الأوضاع الاقتصادية للرياضي تتحسن، وفي حال انسحاب الشركات الراعية، يتراجع الوضع، وبالتالي فإن عامل الاستثمار في القطاع الرياضي مهم، وعامل جذب الشركات الراعية أيضاً، من الأمور الهامة، ولذا نرى كيف نجح لاعبي كرة القدم في العديد من الدول العربية والأجنبية، بسبب وجود عامل استثمار قوي.

*هل ترى أن مصروف الرياضي في لبنان يتناسب ودخله جراء ممارسة الرياضة؟

بشكل عام، فإن الرياضيين في لبنان لا يعتمدون على ما يسمى احتراف الأنشطة الرياضية، فهم في أغلبهم يمارسون الرياضة كهواية، وفي النهاية فإن اللاعب مثله مثل أي مواطن يحتاج إلى ما يحتاجه كل المواطنين من مصروف لتأسيس حياته، كما أنه يحتاج إلى مصروف آخر كونه يمارس الأنشطة الرياضية، وللأسف الأوضاع في لبنان، لم تنصف الرياضي يوما ما.

*ما هو المردود المالي للرياضي في لبنان؟ وهل تأثر بالأوضاع؟

معظم اللاعبين في لبنان فقراء، والمردود المالي للرياضي متدنٍ جداً، فهو لا يملك أي تأمين صحي، ولا اجتماعي، ولا شك في أن الأوضاع الاقتصادية الأخيرة ساهمت أيضا في زيادة معاناته، ولكن بشكل عام، فإن المردود المالي ضعيف للغاية، فهو يتقاضى راتبا لا يتعدى 700 دولار.

*من المسؤول عن تدني أوضاع اللاعبين الرياضيين في لبنان؟

اولاً، لا بد من الإشارة إلى أن الدولة متخاذلة بحق الرياضي، كما أن الأندية الرياضية غير منصفة بحق الرياضيين، على سبيل المثال، عندما يكبر اللاعب الرياضي، لا يجد أي مردود مالي بعد انصرافه من ممارسة الأنشطة الرياضية، كما أنه خلال تألقه، فإنه لا يستطيع تأمين مستقبله، بسبب المردود المالي الضعيف، فلا تكفي الرواتب لتأمين المواصلات من وإلى النادي.

* ما المطلوب في هذه الحالة، ومن يتحمل المسؤولية؟

الجميع يتحمل مسؤولية تدني الأوضاع الرياضية، وتدني مستوى معيشة الرياضيين، والمطلوب وضع استراتيجية من وزارة الشباب والرياضة، لتفعيل الأنشطة الرياضية، وقوننة التشريعات الخاصة بحماية الرياضيين في لبنان.

*ما هي عوائق وضع استراتيجية رياضية، وهل طالبتم بذلك من قبل؟

الدولة في لبنان لا تتحمل المسؤولية، وطالبنا مراراً بضرورة إنقاذ الأنشطة الرياضية، ومساعدة اللاعبين، لكنه لم يحصل أي تجاوب، كما أن الظروف السياسية في لبنان تتحكم بمفاصل الحياة وبكافة النشاطات، ليس فقط الرياضة تدفع الثمن، جميع القطاعات تدفع ثمن الأوضاع السياسية والأمنية.

*ما هي هواجس الرياضي في لبنان، خاصة لاعب كرة القدم؟

هواجس الرياضي في لبنان لا تختلف عن هواجس المواطن العادي، الذي يريد الاستقرار، وتأمين لقمة العيش، أضف إلى ذلك، فإن الرياضي يخاف دائما من المستقبل، لأنه غير مضمون بالنسبة له، من جهة أخرى، فإن هناك هاجسا آخر، يتعلق بعقود الاحتراف والانتقال من النوادي، حيث يوقع الرياضي على عقد مع أحد الأندية مدى الحياة، ما يعني استحالة انتقاله إلى نادٍ آخر، إلا في حال وجود صفقات، وهو بالتالي لا يأخذ أي شيء من هذه الصفقات.

* أمام هذا الواقع، يستحيل أن نصل إلى الاحتراف في لبنان؟

الاحتراف أمر صعب في لبنان، فالنادي قائم على شخص، ولا توجد نواد كثيرة تتمتع بقدرة مالية جيدة، كما أن النوادي تتبع لرجال أعمال، أو سياسيين، ما يجعل السلطة بيدهم فقط، وفي حال توقفوا عن تمويل النادي، فإن لاعب كرة القدم هو من يدفع الثمن، أضف إلى ذلك، وبسبب الانقسام السياسي، فالأندية أيضا منقسمة سياسياً وطائفياً، والمصالح الشخصية من تسيطر على قوانين اللعبة في لبنان، لذا أعتقد أنه في ظل هذه العقلية من الصعب الوصول إلى الاحتراف.
المساهمون