بشكل عفوي، أطلقت مجموعة من الشباب حملة من غزة تحمل اسم "إهبد" لكشف التزييف الإسرائيلي وإخفائه المجازر التي يرتكبها بحق الفلسطينيين منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم. حسن الداوودي (24 عاماً)، وهو باحث في الدبلوماسية الرقمية، يتحدث لـ "العربي الجديد" عن الحملة.
كيف بدأت الحملة؟
استخدمنا مصطلح "إهبد" أي اضرب الكلام الفارغ بالمعنى الشعبي الفلسطيني. والحملة أشبه بجيش إلكتروني فلسطيني يحمل الهوية والحقيقة لمواجهة بعض المنشورات أو التصريحات الصادرة عن شخصيات رسمية وعالمية وإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكشف الكذب والتزييف الإسرائيليَين. بدأت بشكل عفوي بعدما نشرت "ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي" صورة لحيوان تيس الجبل النوبي الذي يتسلق الجبال، ووضعت التسمية الإسرائيلية للمنطقة "صحراء جوديان" بدلاً من الاسم الأصلي الفلسطيني، ونجحنا في إجبار الصفحة على حذف المنشور وتعديل الاسم. من هنا، بدأنا نستهدف الحسابات الإسرائيلية الرسمية التي تحجب عن العالم ما يحدث من انتهاكات باللغة الإنكليزية في البداية.
كيف زاد انتشاركم؟
هذه الخطوة شجعت الشباب على الاستمرار ومتابعة المنشورات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تخدم رواية الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وقررنا مع مجموعة من الأصدقاء رصد كل المنشورات المضللة للرد عليها، سواء أكانت لشخصيات إسرائيلية أو وسائل إعلامية تخدم الاحتلال أو شخصيات أخرى، ونشطنا خلال التصعيد الإسرائيلي ما بين 4 و5 مايو/ أيار على غزة، ونجحنا بالرد على مؤيدي إسرائيل من خلال نشر صور ضحايا غزة الحقيقيين، وانتهاكات الاحتلال.
ماذا حققتم خلال الحملة؟
استطعنا خلال أيام قليلة استخدام 25 لغة رسمية للرد على المحتوى ونقل الرواية الفلسطينية، وهو أمر غير مسبوق في دعم الرواية الفلسطينية، وذلك من خلال متطوعين من أصول فلسطينية يقيمون في دول غربية مختلفة، ويتقن كلٌ منهم لغات عدة. وأجبرنا عدداً من الشخصيات الإسرائيلية التي توجه خطابها بالإنكليزية على حذف عدد من المنشورات. كما هاجمنا منشورات وأخباراً على وسائل إعلامية غربية مناصرة للإسرائيليين مثل شبكة "فوكس نيوز" و"شبكة سي إن إن".