تشهد محاور القتال جنوب طرابلس هدوءاً حذراً منذ أمس الإثنين، فيما تعد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لحرب جديدة على طرابلس.
وتمكنت القوات الموالية لحكومة الوفاق من قطع خطوط الإمداد الرئيسية لقوات حفتر، آخرها ما أعلنتها عملية "بركان الغضب"، مساء أمس الإثنين، من أنها قطعت خط إمداد الشويريف - القريات، جنوب غريان، الذي كانت تعتمد عليه مليشيات حفتر في نقل إمدادها من الشرق إلى الغرب.
ووسط استشعار تغير المواقف الدولية بل الإقليمية ولا سيما من قبل داعميه، يستعدّ حفتر لشنّ حملة عسكرية جديدة على العاصمة طرابلس، بعد حملته السابقة التي انكسرت بسقوط مدينة غريان.
وذكرت مصادر برلمانية من طبرق، أن حفتر الذي كثف من اتصالاته في الآونة الأخيرة بحلفائه الإقليميين حصل على وعود بعرقلة الجهود الدولية الرامية لإرجاع الأطراف الليبية إلى طاولة التفاوض، كفرصة أخيرة للسيطرة على طرابلس أو أجزاء منها ضمن حملة عسكرية جديدة.
ومنذ الأسبوع الماضي، لم تتوقف شعبة الإعلام الحربي التابعة لقيادة قوات حفتر عن بث فيديوهات تظهر أرتالاً من السيارات المسلحة تسير في طرقات صحراوية، دون أن تحدد اتجاهها ومواقع وصولها، ضمن ما سمتها "الموجة الثانية من كتائب الجيش لتحرير طرابلس".
وتشير المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد" إلى أن حفتر، قبل إطلاقه لحملته الجديدة سيعزز قوات جنوب طرابلس، ولا سيما في ترهونة، بكتائب جديدة جلبها من الجنوب الليبي وأخرى كان يعتمد عليها في تأمين بنغازي ومنطقة الهلال النفطي.
وتؤكد المصادر أن حفتر أقدم على حشد كل الفصائل المقاتلة، التي أصدر أوامر في السابق لوقفها عن العمل كمجموعات تابعة للصاعقة، موالية للرائد محمود الورفلي قائد الإعدامات الشهير، الذي نقلت شعبة الإعلام الحربي أمس الإثنين، خبراً عن ترقيته من قبل حفتر إلى رتبة مقدم، رغم مطالب محكمة الجنايات الدولية بضرورة تسليمه لها.
وفي خطوة استباقية، أعلنت وزارة المواصلات بحكومة الوفاق مساء أمس الإثنين، وقف حركة الملاحة بمطار بني وليد (180 كم جنوب شرق طرابلس)، وهو المهبط الجوي الثاني الذي يعتمد عليه حفتر في نقل الإمداد العسكري لغرب ليبيا، بعد مهبط غريان الذي خسره مؤخراً.
وأكدت المصادر ذاتها أنّ هجوم حفتر المقبل سيكون الفرصة الأخيرة، التي منحتها له دول إقليمية تدعمه ولا سيما السعودية ومصر، فيما لا تزال الإمارات تعوّل على دوره العسكري وضرورة الاستمرار في دعمه.
وانحصر وجود قوات حفتر منذ سقوط غريان في السادس والعشرين من الشهر الماضي في أحياء قصر بن غشير ووادي الربيع وخلة الفرجان، التي يتقاسم السيطرة عليها مع قوات حكومة الوفاق، فيما يشن الطرفان ضربات جوية متبادلة.
وخلفت مواجهات جنوب طرابلس أكثر من ألف قتيل، وما يقارب خمسة آلاف جريح بحسب إحصاءات منظمة الصحّة العالمية.