26 مارس 2019
حكومة الواقعية التبريرية
عبد الفتاح عزاوي (المغرب)
لعل المتتبع أداء حكومة عبد الإله بنكيران في المغرب يلحظ، بما لا يدع مجالا للشك، انتشار التورم المرضي التبريري في كل مفاصلها، بدءا بالنقاشات العمومية التي واكبت تقييم حصيلتها، وانتهاءً بالإصلاحات الكبرى التي تنوي تنزيلها قبيل انتهاء ولايتها. ويعتبر أسلوب الواقعية التبريرية من الوسائل السهلة التي نجحت الحكومة في اختبارها، فكل شيء يحدث في عهدة رئيس الحكومة يبرر، ولو كان على حساب جيوش العاطلين والمقهورين. وكـــل عثرة أو إخفاق في المنجزات وراءها تمساح أو عفريت أو ما تسمى جيوب المقاومة. وأيا كانت التبريرات، فذلك ليس إلا تعبيرا عن القصور في الأداء، أو تهويل في مقدرة القوى المضادة على إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، وكبح عمل الحكومة، لذا تجده دائما يشهر ورقة ''الإستثناء المغربي'' في وجه المشككين في مصداقية أدائه ونياته.
يرى محللون سياسيون أن النهج التبريري أحد أهم إفرازات الواقع المعاش المتسم بالتعقيد والتبدل، نظراً لاتساع الهوة بين أحلام الشعب والشعارات السياسوية الفارغة المرفوعة في الحملات الانتخابية، وأن الحكومة الحالية ليست سوى أداة مسخرة تشتغل داخل نسق مرسوم من دوائر خارجية، وأن مصيرها سيكون شبيها بسابقاتها.
فـقدت السياسة بريقها، وحوصر المواطن المغربي في قوته اليومي، وتم ترويض فاعليات سياسية ونقابية عديدة، في مشهد درامي مثير للشفقة. كما ووجهت احتجاجات الجماهير الشعبية، المحترقة بارتفاع أسعار الماء والكهرباء والمواد الغذائية الأساسية، بالقمع الشرس. وأصبحت الهيمنة التكفيرية سيفا مسلطا على الرقاب، ممن يسمون أنفسهم أوصياء على الدين، ولعل صكوك الغفران التي يوزعها المدعو الفزازي خير دليل على ذلك.
تلكم إشارات مقتضبة من شخصية حكومة الواقعية التبريرية التي اختلطت عليها الأمور إلى درجة جعلتها تفقد القدرة على تشخيص المشكلات والمثبطات التي يعاني منها الواقع المغربي المريض، بل جعلتها تتغاضى عن معرفة حقائق الأمور، لأن هذه المعرفة قد تحملها مالا تطيق، وتظهرها على حقيقتها.
وفي انتظار حكومة وطنية صادقة، لا يسعنا إلا أن نردد في قرارة أنفسنا الأبيات الغيوانية الشهيرة لمجموعة ناس الغيوان:
أيام الظلام قصيرة يلا بان البرق يشالي
و أيام الشدة تزول و يجي نور الفرح يلالي
و يا شايل الأحزان لابد تمشي من القلب أحزانه
ترجع البسمة وأحبابك يبانو.
يرى محللون سياسيون أن النهج التبريري أحد أهم إفرازات الواقع المعاش المتسم بالتعقيد والتبدل، نظراً لاتساع الهوة بين أحلام الشعب والشعارات السياسوية الفارغة المرفوعة في الحملات الانتخابية، وأن الحكومة الحالية ليست سوى أداة مسخرة تشتغل داخل نسق مرسوم من دوائر خارجية، وأن مصيرها سيكون شبيها بسابقاتها.
فـقدت السياسة بريقها، وحوصر المواطن المغربي في قوته اليومي، وتم ترويض فاعليات سياسية ونقابية عديدة، في مشهد درامي مثير للشفقة. كما ووجهت احتجاجات الجماهير الشعبية، المحترقة بارتفاع أسعار الماء والكهرباء والمواد الغذائية الأساسية، بالقمع الشرس. وأصبحت الهيمنة التكفيرية سيفا مسلطا على الرقاب، ممن يسمون أنفسهم أوصياء على الدين، ولعل صكوك الغفران التي يوزعها المدعو الفزازي خير دليل على ذلك.
تلكم إشارات مقتضبة من شخصية حكومة الواقعية التبريرية التي اختلطت عليها الأمور إلى درجة جعلتها تفقد القدرة على تشخيص المشكلات والمثبطات التي يعاني منها الواقع المغربي المريض، بل جعلتها تتغاضى عن معرفة حقائق الأمور، لأن هذه المعرفة قد تحملها مالا تطيق، وتظهرها على حقيقتها.
وفي انتظار حكومة وطنية صادقة، لا يسعنا إلا أن نردد في قرارة أنفسنا الأبيات الغيوانية الشهيرة لمجموعة ناس الغيوان:
أيام الظلام قصيرة يلا بان البرق يشالي
و أيام الشدة تزول و يجي نور الفرح يلالي
و يا شايل الأحزان لابد تمشي من القلب أحزانه
ترجع البسمة وأحبابك يبانو.
مقالات أخرى
04 ديسمبر 2017
20 نوفمبر 2017
18 يونيو 2017