13 فبراير 2022
حلب بين موسكو وطهران
كشفت كارثة مدينة حلب السورية التي سقطت لتوّها في أيدي مليشيات بشار الأسد وحلفائه من الروس والإيرانيين حجم الصراع على سورية التي تحوّلت إلى رقعة شطرنج، تحاول الأطراف الإقليمية والدولية الفوز بأي قطعةٍ فيها. فقد تعطلت عمليات إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة السورية من المدينة، نتيجة خلاف بين طهران وموسكو بشأن بنود الاتفاق الذي وقعته الأخيرة مع تركيا حول الهدنة المؤقتة التي قد تسمح بخروج الجرحى والمدنيين من المدينة التي تدكّها القنابل والمدافع والطائرات من كل مكان. ولم توافق طهران على اتفاق الهدنة المؤقتة، إلا بعد أن ضمنت تخفيف الحصار الذي تفرضه المعارضة على بلدتي كفريا والفوعة القريبة من مدينة إدلب، شمال غرب سورية.
تحاول طهران تكرار السيناريو العراقي في سورية، من خلال تعزيز حضورها في المشهد السوري، بعد سقوط المدن التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وهي هنا لا تريد حضوراً عسكرياً فحسب، وإنما طائفياً أيضاً. فإذا صحّت الروايات التي يتداولها نشطاء سوريون عن عمليات استيطانٍ لعائلات إيرانية وأفغانية في البلدات والمدن السورية التي يتم استردادها من المعارضة، سيبدو الأمر كأننا إزاء احتلال استيطاني طائفي جديد في سورية. وليس غريباً أن طهران تعمل بجد منذ سنوات على إحداث تغيير ديموغرافي في بعض المناطق السنّية، لتعزيز الحضور الشيعي بها. كما تسعى طهران إلى تثبيت وضعها داخل سورية، وتعزيز أوراقها السياسية، تحسباً لأية مفاوضات مستقبلية، سواء بشأن وضع النظام السوري، في تكرارٍ لما تفعله في العراق الذي تحوّل إلى ورقة سياسية واستراتيجية في أيدي طهران في علاقتها بالغرب. لذا، فإن أية مفاوضات بشأن مستقبل بشار الأسد ونظامه يجب أن تمر عبر طهران. وهي تريد حصد ثمار عقدين من التحالف الاستراتيجي مع دمشق، فضلاً عن انخراطها الكامل في الحرب منذ بداياتها من خلال أذرعها ومليشياتها العسكرية التي لولاها لسقط نظام الأسد منذ ثلاث سنوات على الأقل.
لذا، فمنذ دخول موسكو بقوة للمعركة في سورية قبل عامٍ ونيف، حاولت طهران تعزيز نفوذها على الأرض، من خلال إرسال مزيد من القوات والمليشيات للقتال مع قوات النظام. وركزّت على عمليات التغيير الطائفي والسكاني في المدن التي يتم إخراج المعارضة منها. وهي تستفيد من عدم اهتمام موسكو بالصراع الطائفي، وتركيزها على بناء قواعد عسكرية في غرب سورية على البحر المتوسط. بيد أن ذلك لن يمنعها من أن تكون لاعباً داخلياً، يضمن لها أوراقاً ضاغطة على طهران، لتطويعها في ملفات أخرى. وتدرك طهران أن موسكو لا تريد أكثر من مكاسب استراتيجية وعسكرية في سورية، تضمن لها ورقةً للضغط والتفاوض مع الغرب على قضايا أخرى، للصراع بينهما، سواء في أوكرانيا أو في شرق أوروبا والمتوسط. لذا، تريد تثبيت وضعٍ جديد علي الأرض من خلال حضورها في أي اتفاقٍ قد تعقده موسكو مع أنقرة، على غرار ما حدث في مسألة حلب.
ليس جديداً القول إن بشار الأسد لم يعد يملك أو يحكم في سورية، وأن مصيره ومصير نظامه لم يعودا بين يديه، وإنما بين أيدي من يدعمونه من الروس والإيرانيين وحزب الله. لذا، هو لا يلقي بالاً لتدمير سورية وتخريبها، بل يحرّض الروس والإيرانيين على مزيد من القتل والتدمير والتخريب. وهو هنا لا يعبأ مطلقاً بمصير ملايين السوريين، سواء الذين قتلوا أو تم تهجيرهم داخلياً وخارجياً. فما يعنيه، كأي ديكتاتور، هو البقاء في السلطة، ولو على كومةٍ من حطام البشر والحجر.
تحاول طهران تكرار السيناريو العراقي في سورية، من خلال تعزيز حضورها في المشهد السوري، بعد سقوط المدن التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وهي هنا لا تريد حضوراً عسكرياً فحسب، وإنما طائفياً أيضاً. فإذا صحّت الروايات التي يتداولها نشطاء سوريون عن عمليات استيطانٍ لعائلات إيرانية وأفغانية في البلدات والمدن السورية التي يتم استردادها من المعارضة، سيبدو الأمر كأننا إزاء احتلال استيطاني طائفي جديد في سورية. وليس غريباً أن طهران تعمل بجد منذ سنوات على إحداث تغيير ديموغرافي في بعض المناطق السنّية، لتعزيز الحضور الشيعي بها. كما تسعى طهران إلى تثبيت وضعها داخل سورية، وتعزيز أوراقها السياسية، تحسباً لأية مفاوضات مستقبلية، سواء بشأن وضع النظام السوري، في تكرارٍ لما تفعله في العراق الذي تحوّل إلى ورقة سياسية واستراتيجية في أيدي طهران في علاقتها بالغرب. لذا، فإن أية مفاوضات بشأن مستقبل بشار الأسد ونظامه يجب أن تمر عبر طهران. وهي تريد حصد ثمار عقدين من التحالف الاستراتيجي مع دمشق، فضلاً عن انخراطها الكامل في الحرب منذ بداياتها من خلال أذرعها ومليشياتها العسكرية التي لولاها لسقط نظام الأسد منذ ثلاث سنوات على الأقل.
لذا، فمنذ دخول موسكو بقوة للمعركة في سورية قبل عامٍ ونيف، حاولت طهران تعزيز نفوذها على الأرض، من خلال إرسال مزيد من القوات والمليشيات للقتال مع قوات النظام. وركزّت على عمليات التغيير الطائفي والسكاني في المدن التي يتم إخراج المعارضة منها. وهي تستفيد من عدم اهتمام موسكو بالصراع الطائفي، وتركيزها على بناء قواعد عسكرية في غرب سورية على البحر المتوسط. بيد أن ذلك لن يمنعها من أن تكون لاعباً داخلياً، يضمن لها أوراقاً ضاغطة على طهران، لتطويعها في ملفات أخرى. وتدرك طهران أن موسكو لا تريد أكثر من مكاسب استراتيجية وعسكرية في سورية، تضمن لها ورقةً للضغط والتفاوض مع الغرب على قضايا أخرى، للصراع بينهما، سواء في أوكرانيا أو في شرق أوروبا والمتوسط. لذا، تريد تثبيت وضعٍ جديد علي الأرض من خلال حضورها في أي اتفاقٍ قد تعقده موسكو مع أنقرة، على غرار ما حدث في مسألة حلب.
ليس جديداً القول إن بشار الأسد لم يعد يملك أو يحكم في سورية، وأن مصيره ومصير نظامه لم يعودا بين يديه، وإنما بين أيدي من يدعمونه من الروس والإيرانيين وحزب الله. لذا، هو لا يلقي بالاً لتدمير سورية وتخريبها، بل يحرّض الروس والإيرانيين على مزيد من القتل والتدمير والتخريب. وهو هنا لا يعبأ مطلقاً بمصير ملايين السوريين، سواء الذين قتلوا أو تم تهجيرهم داخلياً وخارجياً. فما يعنيه، كأي ديكتاتور، هو البقاء في السلطة، ولو على كومةٍ من حطام البشر والحجر.