حلم العمل المريح

30 مايو 2015
قادر عطية / الجزائر
+ الخط -

عندما كنت صغيراً، كان والدي، رحمه الله، يحثّني كثيراً على الاجتهاد في الدراسة لضمان وظيفة مريحة. كان يقول لي: "تعلّم حتى لا تتعب". وغالباً ما كان يرّدد القصة الحزينة نفسها عن تركه مقاعد الدراسة وهو في الثامنة من عمره، رغم تفوّقه، بعد موت والده والعمل مبكراً لإعالة أسرته.

في البداية احترف الفلاحة ورعي الماشية، ثم هاجر إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية واشتغل في مصانع مختلفة. كان مقتنعاً بأنه لو كان متعلّماً لما كان تحمّل كل تلك المشقة لتحصيل قوته.

لقد عاش جيل والدي على حلم "العمل المريح" وتقديس التعليم والابتعاد عن الفلاحة والأعمال اليدوية. غير أن الحلم فقد بريقه مع ارتفاع نسبة البطالة بين المتعلّمين وخريجي الجامعات.

كانت مهمة آبائنا في إقناعنا بأهمية الدراسة وجمع الشهادات يسيرة، مقارنة بمهمتنا اليوم مع أبنائنا. قبل سنوات قليلة، صرّح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أنه لم يقرأ كتاباً في حياته. من يستطيع أن يلومه؟ فهو يكسب الملايين من الجري وراء الكرة والظهور في إعلانات لمنتجات تجارية مشهورة. إن نماذج النجاح موجودة في ملاعب الرياضة وليس في المدارس والجامعات.

قد تفيدنا نصيحة ستيف جوبز، الذي أكّد أن النجاح مشروط بحب العمل الذي نقوم به. لا تهم نوعية العمل، المهم أن نكون سعداء ومتفوقين.


* روائي وأنثروبولوجي جزائري مقيم في نيويورك

المساهمون