03 اغسطس 2022
حمص "المسيحية"
طفلة بيدها لعبة حمراء أمام ركام "منزلها" في حمص المدمرة، وكاهنان أرثوذكسيان في كنيسة دمرها "الإرهابيون". صورتان من الأكثر تعبيراً ركزت عليهما وسائل إعلام النظام السوري، لكي تظهر "فرحة مئات السكان" في "عودتهم" إلى منازلهم في المدينة التي كانت في ما مضى ثالث أهم المدن السورية.
منذ اندلاع الثورة في بداية 2011، شكلت حمص مركز الثقل في الانتفاضة الشعبية التي قامت ضد النظام، والتي قمعها ودكّها بنيران دباباته وطائراته، فتحولت إلى ثورة مسلحة، تسلل إليها تباعاً من الخارج "جهاديو" التنظيمات السنية التكفيرية والإرهابية. وقد شارك في قمع انتفاضة حمص ميليشيا "حزب الله" التابع لملالي إيران.
دام حصار المدينة من قوات بشار الأسد سنتين، مات خلاله أكثر من ألفي شخص، وبعضهم حصدهم الجوع والعطش. وانتهى الحصار قبل أيام، بعد انسحاب من تبقوا من المقاتلين الثوار، بناء على الاتفاق الذي نص على إطلاق سراح 45 مدنياً وعسكرياً بينهم إيراني.
وكالة الأنباء السورية "سانا" والتلفزيون الرسمي السوري هللا لـ"عودة الأهالي إلى بيوتهم" التي وجدها هؤلاء المساكين حطاماً، بفعل قصف طيران النظام المنهجي أشهراً. وعنونت "سانا" قائلة: "حمص تنفض عنها غبار الإرهاب، وتعود آمنة إلى حضن الوطن"، فيما حيا مقدم الأخبار "إرادة الحياة لدى أهل حمص أصبحت أقوى الآن".
يهللون لما يعتبرونه انتصاراً على مدينةٍ، ميزتها منذ عقود بورجوازية سنية ومسيحية، قضت عليها عملياً هذه الحرب وعملية التطهير الطائفي، بشكل ممنهج، وسط محافظة شكلت على الدوام همزة وصل بين العاصمة دمشق والمنطقة الساحلية التي تمتاز بكثافة سكانية من العلويين.
إلا أن إعلام النظام منشغل بتركيز حملته على استقطاب الرأي العام الغربي، المنشغل بمصير المسيحيين في سورية. وهي، بطبيعة الحال، تعبئة طائفية بامتياز، نسي خلالها أنه يتغنى منذ عقود بعلمانيته. فوسائل إعلامه تركز على "عودة المسيحيين" بالتحديد إلى حمص، عارضاً كنيسة سيدة الصليب المتضررة، وعارضاً بالصورة والصوت السيدة كريستين رحال، وممثل مطرانية السريان الأرثوذكس في حمص، الأب بطرس قسيس، وغيرهم من رجال دين مسيحيين. وكذلك، يعطي الكلام لممثلي السنة الرسميين، مثل الشيخ عصام المصري وغادة الأخرس قريبة زوجة بشار الأسد. ولكن، لا يعرض أي صورة عن جامع خالد بن الوليد الذي دمرته طائرات النظام ومدفعية حزب الله.
ولا يذكر إعلام النظام شيئاً عن المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في المدينة، ويسلط الضوء عليها منذ أشهر الناشطون المدنيون. محافظ المدينة، طلال برازي، يقر بأن حي الوعر الواقع على طرف المدينة، حيث لجأ بعض المقاتلين وبعض الأهالي، لم يتم بعد معاينته، والاطلاع على الدمار الذي لحق به. لكنه يظهر أمام عدسات الكاميرا، وهو في زيارة إلى دير الآباء اليسوعيين، حيث دفن الأب الهولندي العجوز، فرانس فان در لوغت، والذي عاش أكثر من ثلاثين سنة في المدينة، وصمد مع أهلها السنة والمسيحيين تحت الحصار، والذي تحوم الشبهات باغتياله حول شبيحة النظام.
لو تسنى للأب فرانس أن يبقى حياً لكان شهد على فظائع النظام.
منذ اندلاع الثورة في بداية 2011، شكلت حمص مركز الثقل في الانتفاضة الشعبية التي قامت ضد النظام، والتي قمعها ودكّها بنيران دباباته وطائراته، فتحولت إلى ثورة مسلحة، تسلل إليها تباعاً من الخارج "جهاديو" التنظيمات السنية التكفيرية والإرهابية. وقد شارك في قمع انتفاضة حمص ميليشيا "حزب الله" التابع لملالي إيران.
دام حصار المدينة من قوات بشار الأسد سنتين، مات خلاله أكثر من ألفي شخص، وبعضهم حصدهم الجوع والعطش. وانتهى الحصار قبل أيام، بعد انسحاب من تبقوا من المقاتلين الثوار، بناء على الاتفاق الذي نص على إطلاق سراح 45 مدنياً وعسكرياً بينهم إيراني.
وكالة الأنباء السورية "سانا" والتلفزيون الرسمي السوري هللا لـ"عودة الأهالي إلى بيوتهم" التي وجدها هؤلاء المساكين حطاماً، بفعل قصف طيران النظام المنهجي أشهراً. وعنونت "سانا" قائلة: "حمص تنفض عنها غبار الإرهاب، وتعود آمنة إلى حضن الوطن"، فيما حيا مقدم الأخبار "إرادة الحياة لدى أهل حمص أصبحت أقوى الآن".
يهللون لما يعتبرونه انتصاراً على مدينةٍ، ميزتها منذ عقود بورجوازية سنية ومسيحية، قضت عليها عملياً هذه الحرب وعملية التطهير الطائفي، بشكل ممنهج، وسط محافظة شكلت على الدوام همزة وصل بين العاصمة دمشق والمنطقة الساحلية التي تمتاز بكثافة سكانية من العلويين.
إلا أن إعلام النظام منشغل بتركيز حملته على استقطاب الرأي العام الغربي، المنشغل بمصير المسيحيين في سورية. وهي، بطبيعة الحال، تعبئة طائفية بامتياز، نسي خلالها أنه يتغنى منذ عقود بعلمانيته. فوسائل إعلامه تركز على "عودة المسيحيين" بالتحديد إلى حمص، عارضاً كنيسة سيدة الصليب المتضررة، وعارضاً بالصورة والصوت السيدة كريستين رحال، وممثل مطرانية السريان الأرثوذكس في حمص، الأب بطرس قسيس، وغيرهم من رجال دين مسيحيين. وكذلك، يعطي الكلام لممثلي السنة الرسميين، مثل الشيخ عصام المصري وغادة الأخرس قريبة زوجة بشار الأسد. ولكن، لا يعرض أي صورة عن جامع خالد بن الوليد الذي دمرته طائرات النظام ومدفعية حزب الله.
ولا يذكر إعلام النظام شيئاً عن المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في المدينة، ويسلط الضوء عليها منذ أشهر الناشطون المدنيون. محافظ المدينة، طلال برازي، يقر بأن حي الوعر الواقع على طرف المدينة، حيث لجأ بعض المقاتلين وبعض الأهالي، لم يتم بعد معاينته، والاطلاع على الدمار الذي لحق به. لكنه يظهر أمام عدسات الكاميرا، وهو في زيارة إلى دير الآباء اليسوعيين، حيث دفن الأب الهولندي العجوز، فرانس فان در لوغت، والذي عاش أكثر من ثلاثين سنة في المدينة، وصمد مع أهلها السنة والمسيحيين تحت الحصار، والذي تحوم الشبهات باغتياله حول شبيحة النظام.
لو تسنى للأب فرانس أن يبقى حياً لكان شهد على فظائع النظام.