حين تلعب أميركا دور "المنقذ"

09 أكتوبر 2014
+ الخط -

ما أشبه وقائع اليوم بالأمس، فأميركا التي تدخلت في الشأنين، السوري والعراقي، طويلاً، من دون تحقيق فائدة للشعبين، تتدخل، الآن، تحت ذريعة محاربة "الإرهاب" الذي تمارسه داعش، وسياساتها ذاتها هي التي دمرت العراق باستخدام الذريعة نفسها، فما لبثت أن سقطت بغداد بيد الاحتلال الأميركي، حتى تحققت ديمقراطيتها على أشلاء الأطفال والنساء والجثث المحروقة في شوارع بغداد.

فمن إشكالية العقل العربي، أنّه دائماً ما يستبدل القمع بقمع واستبداد آخر، حتى تظهر أميركا، في نهاية المطاف، بصورة المنقذ والبطل، الذي تدارك الشرق الأوسط، قبل أن يغرق في دوامة العنف والإرهاب، وهو غارق فعلاً.

هذه الصورة التي ارتسمت في أذهاننا، بدايتها بعد سقوط بغداد، ثم بالتدخل في أكثر من دولة، والعبث بمسار أكثر من ثورة، وليس انتهاءً بالتحالف لمحاربة إرهاب داعش، شوهت مفاهيم كثيرة متعارفاً عليها في العقل العربي، خصوصاً بعد أن صبغت تدخلات الولايات المتحدة بصبغة شرعية دينية.

من المؤكد أن هذا السيناريو لن يكون الأخير، فبانتظار أميركا "إرهابيون" عليها أن تخلص الشرق الأوسط منهم، بصفتها الراعي الرسمي لمحاربة "الإرهاب" في المنطقة.

وفي ظل هذه التحالفات والسيناريوهات، على المفكرين وعلماء الدين العرب، الآن، أن يسخّروا أقلامهم ومنابرهم، و"أن يقفوا وقفة لله"، بهدف إعادة تصحيح المفاهيم، وإعادة تعريف "العدو" و"الحليف"، حتى لا نقع فريسة استعمار ثقافي، يهدد الوجود والهوية العربيين.

avata
avata
زيد دياب (فلسطين)
زيد دياب (فلسطين)