دفع الاستنزاف البشري الذي تعرّضت له قوّاته بعد نحو ثلاث سنوات من قتال قوات المعارضة على مختلف جبهات القتال في سورية، نظام بشار الأسد إلى الاستعانة بمليشيات محلية وأجنبية للقتال إلى جانب قواته، وطغى الشكل الطائفي على هذه المليشيات، إذ تتكوّن بمعظمها من مقاتلين من الطوائف الشيعية من العراقيين والإيرانيين والأفغان واليمنيين وغيرهم.
وباتت هذه المليشيات في الفترة الأخيرة تشكّل قوات النخبة، التي يعتمد عليها النظام السوري في هجماته على مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب ودرعا خصوصاً.
القصير.. بداية الظهور
وبدأ ظهور المليشيات غير السورية بشكل واضح وعلني منذ معركة السيطرة على مدينة القصير في ريف حمص في صيف العام قبل الماضي، إذ خاضت قوات حزب الله اللبناني المعركة بشكل منفرد بإسناد جوي من طيران النظام السوري، ليَلي ذلك تدخلٌ أكبر لمليشيات عراقية، منها لواء ذو الفقار ولواء أبو الفضل العباس، بالاشتراك مع قوات حزب الله اللبناني في المعارك التي خاضتها هذه المليشيات لاستعادة السيطرة على مدن النبك وقارة ويبرود في منطقة القلمون بريف دمشق.
وتمدّدت بعدها المليشيات العراقية بشكل خاص على جبهات القتال في ضواحي العاصمة السورية، دمشق، خصوصاً في ضاحية الست زينب وحي جوبر وضواحي الحجر الأسود ويلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة إلى الجنوب من دمشق، لتظهر بعد ذلك قوات حزب الله اللبناني في الشمال السوري، لاسيما في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، اعتماداً على مقاتلين محليين من أبناء الطائفة الشيعية الجعفرية التي تسكن هذه البلدات والذين تطوعوا للقتال في صفوف حزب الله اللبناني.
وظهرت قوات حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية الموالية للنظام السوري على جبهات القتال في منطقة السفيرة بريف حلب الشرقي منذ صيف العام قبل الماضي. وارتكبت هذه المليشيات سبع مجازر كبرى في ريف حلب الشرقي، كان من ضمنها مجزرة قرية رسم النفل التي سقط ضحيتها 192 مدنياً من سكان القرية ومجزرة قرية المالكية، التي سقط ضحيتها 69 مدنياً من سكان القرية، ومجزرة قرية المزرعة التي سقط ضحيتها 55 مدنياً، بحسب توثيق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، والتي اتهمت المليشيات العراقية واللبنانية بارتكاب المجازر بدوافع طائفية.
الإيرانيون والأفغان
غير أنّ المليشيات الأجنبية المكوّنة من مقاتلين إيرانيين وأفغان تأخرت في الظهور على جبهات القتال في حلب حتى بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين قامت هذه المليشيات بالتعاون مع قوات النظام السوري، بمهاجمة بلدتي حندرات وسيفات، الواقعتين إلى الشمال من مدينة حلب، لتتمكن بعدها قوات المعارضة السورية من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها وأسر ثلاثة مقاتلين لا يتكلمون اللغة العربية، ليتبيّن أنّهم يحملون الجنسية الأفغانية، بحسب أوراقهم الثبوتية.
تطور الأمر بشكل أكبر فيما بعد، حيث شاركت المليشيات الأفغانية والإيرانية والعراقية وقوات حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى لواء القدس المكوّن من مقاتلين فلسطينيين تابعين في معظمهم لحركتي "فتح الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة"، بالقتال بشكل مستمر إلى جانب قوات النظام السوري على جبهات القتال شمال مدينة حلب.
ويوضح الرقيب مهند الياسري، المنشق عن قوات النظام السوري، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام هاجمت بلدات باشكوي ورتيان وحردتنين في ريف حلب الشمالي قبل نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي بدعم من مليشيات أجنبية تقاتل إلى جانب قوات النظام على جبهات القتال في منطقة سجن حلب المركزي والمنطقة الحرة وحندرات والملاح، وقام ثلاثة ضباط ايرانيين برسم خطة الاقتحام وقاد أحدهم مجموعة من مقاتلي حزب الله اللبناني لتكون أول المجموعات التي تقدمت نحو مناطق سيطرة المعارضة في بلدتي رتيان وحردتنين.
ويؤكد الياسري أن خطة الاقتحام التي رسمها الضباط الايرانيون باءت بالفشل بعد قيام قوات المعارضة السورية باستقدام تعزيزات كبيرة من مناطق سيطرتها في ريفي حلب وإدلب، ما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف هذه المليشيات، إذ سقط ما لا يقل عن عشرين قتيلاً من قوات حزب الله اللبناني، والمجموعات العراقية والأفغانية، بالإضافة إلى سقوط سبعة من مقاتلي حزب الله اللبناني السوريين في الأسر بيد قوات "الجبهة الشامية"، أكبر تشكيلات المعارضة السورية في حلب.
وأكد ذلك مقطع مصور بثه المكتب الإعلامي في "الجبهة الشامية" نهاية الشهر الماضي، وتضمن مقابلات مع العناصر السوريين المتطوعين في صفوف حزب الله اللبناني.
وأشار الضابط المنشق نفسه إلى أن مجموعات المقاتلين اليمنيين من الطائفة الزيدية لا يتجاوز عددها السبعين عنصراً، في مقابل أكثر من مائتي عنصر من العراقيين وثلاثمئة آخرين من قوات حزب الله اللبنانيين والسوريين، بالإضافة إلى عدد من الضباط والخبراء الإيرانيين وعدد قليل من المقاتلين الإيرانيين ذوي الاختصاصات النادرة كالقناصين ورماة الصواريخ ومضادات الدروع وخبراء الهندسة العسكرية.
وينتشر هؤلاء جميعاً على جبهات القتال الساخنة في شمال حلب، الممتدة من المنطقة الحرة شمال سجن حلب المركزي، وصولاً إلى جبهة حندرات التي شهدت عمليات كرّ وفرّ متبادلة في الفترة الأخيرة بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة.
لواء القدس الفلسطيني
وتبقى قوات "لواء القدس الفلسطيني" أكبر المليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري شمال حلب. ويتكون اللواء، بحسب مصادر خاصة مقربة من قيادته، من أكثر من ألفي مقاتل معظمهم متطوعون من أبناء مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين شرق حلب ومخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين شمال حلب، ومعظم هؤلاء مقاتلون سابقون مدربون في صفوف حركة فتح الانتفاضة وحركة الجبهة الشعبية القيادة العامة المواليتين للنظام السوري.
وتنتشر قوات "لواء القدس" الفلسطيني على جبهات القتال الساخنة شمال حلب، خصوصاً في بلدتي سيفات وباشكوي. كما تشكل قواته القوى الضاربة لقوات النظام السوري على جبهة فرع الاستخبارات الجوية وحي جمعية الزهراء غرب حلب.
وعمدت قيادة اللواء في الفترة الأخيرة إلى تقوية نفوذ اللواء وزيادة عدد عناصره عن طريق إغراء عناصر قوات الدفاع الوطني (الشبيحة)، وهي المليشيا الموالية للنظام السوري المكونة من سوريين متطوعين إلى جانب قوات النظام، للانضمام إلى صفوف اللواء عن طريق إغرائهم برواتب مرتفعة نسبياً قياساً برواتب "الدفاع الوطني"، إذ تصل رواتب عناصر "لواء القدس" إلى نحو مائتين و40 ألف ليرة سورية في الشهر، أي ما يوازي نحو 180 دولاراً أميركياً.
وباتت هذه المليشيات في الفترة الأخيرة تشكّل قوات النخبة، التي يعتمد عليها النظام السوري في هجماته على مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب ودرعا خصوصاً.
القصير.. بداية الظهور
وبدأ ظهور المليشيات غير السورية بشكل واضح وعلني منذ معركة السيطرة على مدينة القصير في ريف حمص في صيف العام قبل الماضي، إذ خاضت قوات حزب الله اللبناني المعركة بشكل منفرد بإسناد جوي من طيران النظام السوري، ليَلي ذلك تدخلٌ أكبر لمليشيات عراقية، منها لواء ذو الفقار ولواء أبو الفضل العباس، بالاشتراك مع قوات حزب الله اللبناني في المعارك التي خاضتها هذه المليشيات لاستعادة السيطرة على مدن النبك وقارة ويبرود في منطقة القلمون بريف دمشق.
وتمدّدت بعدها المليشيات العراقية بشكل خاص على جبهات القتال في ضواحي العاصمة السورية، دمشق، خصوصاً في ضاحية الست زينب وحي جوبر وضواحي الحجر الأسود ويلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة إلى الجنوب من دمشق، لتظهر بعد ذلك قوات حزب الله اللبناني في الشمال السوري، لاسيما في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، اعتماداً على مقاتلين محليين من أبناء الطائفة الشيعية الجعفرية التي تسكن هذه البلدات والذين تطوعوا للقتال في صفوف حزب الله اللبناني.
وظهرت قوات حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية الموالية للنظام السوري على جبهات القتال في منطقة السفيرة بريف حلب الشرقي منذ صيف العام قبل الماضي. وارتكبت هذه المليشيات سبع مجازر كبرى في ريف حلب الشرقي، كان من ضمنها مجزرة قرية رسم النفل التي سقط ضحيتها 192 مدنياً من سكان القرية ومجزرة قرية المالكية، التي سقط ضحيتها 69 مدنياً من سكان القرية، ومجزرة قرية المزرعة التي سقط ضحيتها 55 مدنياً، بحسب توثيق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، والتي اتهمت المليشيات العراقية واللبنانية بارتكاب المجازر بدوافع طائفية.
الإيرانيون والأفغان
غير أنّ المليشيات الأجنبية المكوّنة من مقاتلين إيرانيين وأفغان تأخرت في الظهور على جبهات القتال في حلب حتى بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين قامت هذه المليشيات بالتعاون مع قوات النظام السوري، بمهاجمة بلدتي حندرات وسيفات، الواقعتين إلى الشمال من مدينة حلب، لتتمكن بعدها قوات المعارضة السورية من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها وأسر ثلاثة مقاتلين لا يتكلمون اللغة العربية، ليتبيّن أنّهم يحملون الجنسية الأفغانية، بحسب أوراقهم الثبوتية.
تطور الأمر بشكل أكبر فيما بعد، حيث شاركت المليشيات الأفغانية والإيرانية والعراقية وقوات حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى لواء القدس المكوّن من مقاتلين فلسطينيين تابعين في معظمهم لحركتي "فتح الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة"، بالقتال بشكل مستمر إلى جانب قوات النظام السوري على جبهات القتال شمال مدينة حلب.
ويوضح الرقيب مهند الياسري، المنشق عن قوات النظام السوري، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام هاجمت بلدات باشكوي ورتيان وحردتنين في ريف حلب الشمالي قبل نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي بدعم من مليشيات أجنبية تقاتل إلى جانب قوات النظام على جبهات القتال في منطقة سجن حلب المركزي والمنطقة الحرة وحندرات والملاح، وقام ثلاثة ضباط ايرانيين برسم خطة الاقتحام وقاد أحدهم مجموعة من مقاتلي حزب الله اللبناني لتكون أول المجموعات التي تقدمت نحو مناطق سيطرة المعارضة في بلدتي رتيان وحردتنين.
ويؤكد الياسري أن خطة الاقتحام التي رسمها الضباط الايرانيون باءت بالفشل بعد قيام قوات المعارضة السورية باستقدام تعزيزات كبيرة من مناطق سيطرتها في ريفي حلب وإدلب، ما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف هذه المليشيات، إذ سقط ما لا يقل عن عشرين قتيلاً من قوات حزب الله اللبناني، والمجموعات العراقية والأفغانية، بالإضافة إلى سقوط سبعة من مقاتلي حزب الله اللبناني السوريين في الأسر بيد قوات "الجبهة الشامية"، أكبر تشكيلات المعارضة السورية في حلب.
وأكد ذلك مقطع مصور بثه المكتب الإعلامي في "الجبهة الشامية" نهاية الشهر الماضي، وتضمن مقابلات مع العناصر السوريين المتطوعين في صفوف حزب الله اللبناني.
وأشار الضابط المنشق نفسه إلى أن مجموعات المقاتلين اليمنيين من الطائفة الزيدية لا يتجاوز عددها السبعين عنصراً، في مقابل أكثر من مائتي عنصر من العراقيين وثلاثمئة آخرين من قوات حزب الله اللبنانيين والسوريين، بالإضافة إلى عدد من الضباط والخبراء الإيرانيين وعدد قليل من المقاتلين الإيرانيين ذوي الاختصاصات النادرة كالقناصين ورماة الصواريخ ومضادات الدروع وخبراء الهندسة العسكرية.
وينتشر هؤلاء جميعاً على جبهات القتال الساخنة في شمال حلب، الممتدة من المنطقة الحرة شمال سجن حلب المركزي، وصولاً إلى جبهة حندرات التي شهدت عمليات كرّ وفرّ متبادلة في الفترة الأخيرة بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة.
لواء القدس الفلسطيني
وتبقى قوات "لواء القدس الفلسطيني" أكبر المليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري شمال حلب. ويتكون اللواء، بحسب مصادر خاصة مقربة من قيادته، من أكثر من ألفي مقاتل معظمهم متطوعون من أبناء مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين شرق حلب ومخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين شمال حلب، ومعظم هؤلاء مقاتلون سابقون مدربون في صفوف حركة فتح الانتفاضة وحركة الجبهة الشعبية القيادة العامة المواليتين للنظام السوري.
وتنتشر قوات "لواء القدس" الفلسطيني على جبهات القتال الساخنة شمال حلب، خصوصاً في بلدتي سيفات وباشكوي. كما تشكل قواته القوى الضاربة لقوات النظام السوري على جبهة فرع الاستخبارات الجوية وحي جمعية الزهراء غرب حلب.
وعمدت قيادة اللواء في الفترة الأخيرة إلى تقوية نفوذ اللواء وزيادة عدد عناصره عن طريق إغراء عناصر قوات الدفاع الوطني (الشبيحة)، وهي المليشيا الموالية للنظام السوري المكونة من سوريين متطوعين إلى جانب قوات النظام، للانضمام إلى صفوف اللواء عن طريق إغرائهم برواتب مرتفعة نسبياً قياساً برواتب "الدفاع الوطني"، إذ تصل رواتب عناصر "لواء القدس" إلى نحو مائتين و40 ألف ليرة سورية في الشهر، أي ما يوازي نحو 180 دولاراً أميركياً.