- متورط أنت في حقول الإعلام والأكاديميا والنشاط الثقافي، ومنها تطل على مشهد الكتاب في قطر والخليج، هل هو مشهد واعد أم ما زال الكتاب مهجورا؟
أنت تمزح بالتأكيد! منذ متى كان مشهد الكتاب واعدا في العالم العربي من محيطه إلى خليجه! بحسب الإحصاءات الرسمية في تقارير التنمية فإن نحو 80 عربياً يقرأون كتاباً واحداً أو بضع صفحات من كتاب غير مكتمل، وأوربي واحد يقرأ 35 كتاباً. وحسب إحصائية اليونسكو فإن الدول العربية تنتج ما يقارب سبعة آلاف كتاب، بالمقارنة مع مائة وثلاثة آلاف كتاب في أميركا الشمالية، و44 ألف كتاب في أميركا اللاتينية والكاريبي سنويا. الكتاب لم يبرح زاويته المهجورة حتى في زمن الرقمنة، والتي تعول على اللغة الاختزالية البسيطة والحروف القليلة مثل تويتر (140 حرفا)، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة في الطباعة، ومحدودية دور النشر، وصعوبة النشر والتوزيع في الداخل والخارج، بالإضافة إلى أزمة الثقافة والوعي ومحاربة الأفكار الثورية والجريئة في تناول المواضيع الرئيسية والمصيرية التي تحدد مستقبل الإنسان في أي مجتمع والتهافت على العناوين التقليدية التي تحتفي بها معارض الكتب العربية وهي الكتب الدينية، كتب الطبخ، كتب الأبراج. إلخ..
- نوجه لك اتهاما وأنت تلبس قبعة الإعلامي، كرئيس تحرير لصحيفة "بننسولا"، وكنائب رئيس تحرير سابق لـ "الشرق"، بأن الإعلام عموماً والصحافة خصوصاً مسؤولان، جزئيا على الأقل، عن حالة التهميش التي يواجهها الكتاب عند القراء العرب. كيف تدافع؟
لا أنفي ولا أؤكد! هناك إشكاليات عديدة في الصحافة، والهموم لا تعد ولا تحصى. ولكنني لا أعتقد أن أزمة الكتاب تكمن في الصحافة، فالأبواب مشرعة على مصراعيها، والصحافة تبحث عن أطروحات قوية متميزة حتى تستطيع أن تبيع نفسها إلى الجمهور في اليوم التالي.
- في الحي الثقافي في الدوحة، كتارا، ماذا تقدمون من برامج للترويج للكتب والكتّاب؟
تجربة المقهى الثقافي على الواجهة البحرية في كتارا كانت متميزة إلى حد كبير من خلال تنظيم الأمسيات والحوارات والندوات المتنوعة حول الثقافة بمفرداتها وتشعب موضوعاتها، ومن خلال الرواق، تم توفير مئات الكتب والقصص والروايات للجمهور بشكل مجاني منظم، توزع على طاولات تنتشر على الكورنيش في الحي الثقافي. وتضمن أيضا الكتب المستعملة بمختلف اللغات والتخصصات، ذات قيمة لتعرض أسبوعيا في الأيام المخصصة لذلك، وهي الخميس والجمعة والسبت من الساعة الرابعة مساء إلى منتصف الليل، وقد تم تقسيمها إلى فئات متعددة في محتواها من كتب عربية وإنجليزية لتكون سهلة المنال للجميع.
-من زاوية أكاديمية وتاريخية كيف ترى المشهد العربي ثقافياً وحضارياً؟
المشهد العربي لا يزال في مرحلة "التشاؤل" ولم تتضح معالمه بعد! أوروبا عانت العديد من الصراعات والحروب إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه. تبدو عملية الانتقال الديمقراطية عسيرة في الجانب العربي نتيجة الثقافة السائدة القائمة على الثقافة البطريركية الشمولية ونفي الآخر، والشعوب العربية محبطة ويائسة وهي تربت على عبادة الاستبداد وتقبلها من البيت إلى الشارع إلى المدرسة والجامع، إلى مؤسسات المجتمع والدولة، وهناك إصرار عجيب على إعادة صناعة الديكتاتور كلما نقص عدد الطغاة في الدول العربية؟!
- نوجه لك اتهاما وأنت تلبس قبعة الإعلامي، كرئيس تحرير لصحيفة "بننسولا"، وكنائب رئيس تحرير سابق لـ "الشرق"، بأن الإعلام عموماً والصحافة خصوصاً مسؤولان، جزئيا على الأقل، عن حالة التهميش التي يواجهها الكتاب عند القراء العرب. كيف تدافع؟
لا أنفي ولا أؤكد! هناك إشكاليات عديدة في الصحافة، والهموم لا تعد ولا تحصى. ولكنني لا أعتقد أن أزمة الكتاب تكمن في الصحافة، فالأبواب مشرعة على مصراعيها، والصحافة تبحث عن أطروحات قوية متميزة حتى تستطيع أن تبيع نفسها إلى الجمهور في اليوم التالي.
- في الحي الثقافي في الدوحة، كتارا، ماذا تقدمون من برامج للترويج للكتب والكتّاب؟
تجربة المقهى الثقافي على الواجهة البحرية في كتارا كانت متميزة إلى حد كبير من خلال تنظيم الأمسيات والحوارات والندوات المتنوعة حول الثقافة بمفرداتها وتشعب موضوعاتها، ومن خلال الرواق، تم توفير مئات الكتب والقصص والروايات للجمهور بشكل مجاني منظم، توزع على طاولات تنتشر على الكورنيش في الحي الثقافي. وتضمن أيضا الكتب المستعملة بمختلف اللغات والتخصصات، ذات قيمة لتعرض أسبوعيا في الأيام المخصصة لذلك، وهي الخميس والجمعة والسبت من الساعة الرابعة مساء إلى منتصف الليل، وقد تم تقسيمها إلى فئات متعددة في محتواها من كتب عربية وإنجليزية لتكون سهلة المنال للجميع.
-من زاوية أكاديمية وتاريخية كيف ترى المشهد العربي ثقافياً وحضارياً؟
المشهد العربي لا يزال في مرحلة "التشاؤل" ولم تتضح معالمه بعد! أوروبا عانت العديد من الصراعات والحروب إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه. تبدو عملية الانتقال الديمقراطية عسيرة في الجانب العربي نتيجة الثقافة السائدة القائمة على الثقافة البطريركية الشمولية ونفي الآخر، والشعوب العربية محبطة ويائسة وهي تربت على عبادة الاستبداد وتقبلها من البيت إلى الشارع إلى المدرسة والجامع، إلى مؤسسات المجتمع والدولة، وهناك إصرار عجيب على إعادة صناعة الديكتاتور كلما نقص عدد الطغاة في الدول العربية؟!