لم يكد يجفّ حبر التوقيع الإيراني على الاتفاق النووي في لوزان، حتى خرج المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، بتصريحات تشير إلى عدم وجود توافق إيراني داخلي على بنود الاتفاق النووي.
وأكّد في تصريحٍ له، في يوم التقنية النووية الإيرانية، اليوم الخميس، أنّه لم يتخذ موقفاً واضحاً من الاتفاق الإطاري، معتبراً أن هذا الاتفاق الأولي لا يشكل ضمانةً حقيقيةً لتوقيع اتفاق نهائي.
كما أوضح أنّه لا يعارض توقيع اتفاقٍ نهائي، بشرط أن يحفظ عزة الإيرانيين، لافتاً إلى أنّ عدم توقيع اتفاق، أفضل بكثير من اتفاق سيئ، داعياً المسؤولين في البلاد إلى عدم الثقة في الأطراف المقابلة.
اقرأ أيضاً: روحاني: لا اتفاق نووياً نهائياً دون إلغاء العقوبات كلها
وفي هذا السياق، وصف تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما، إبان الإعلان عن بيان لوزان المشترك، بأنها تثبت خداع الأميركيين الذين يجلسون على طاولة واحدة مع طهران.
ورأى أيضاً أنّ "هناك بعض التفاصيل في بنود الاتفاق قد يسيء الطرف المقابل استخدامها، في وقتٍ لاحق، للضغط على البلاد"، مشيراً إلى أنّه طالب المعنيين بالاستماع لمنتقدي الاتفاق في الداخل، فربما نوّهوا إلى نقاط هامة، مشدداً على ضرورة تقديم كل تفاصيل الاتفاق للإيرانيين.
كذلك، أكد خامنئي أنّه رغم عدم إبدائه موقفاً محدداً مما حدث في لوزان، لكنه يدعم الوفد المفاوض، معتبراً أن المفاوضات ستكون اختباراً للغرب، وفي حال أثبتت نجاحها، يمكن عندها التفاوض حول أمور أخرى. وفي حال فشلت، فهذا سيزيد إصرار إيران على موقفها".
وجدد التأكيد أنّ "قبول توقيع هذا الاتفاق مرهون بموافقة الغرب على إلغاء كافة العقوبات المفروضة على البلاد في اليوم الأول من تطبيق الاتفاق، لأنّه إن كان من المفترض إلغاء العقوبات تدريجياً فما الفائدة من التفاوض؟".
من جهةٍ أخرى، شنّ خامنئي هجوماً حاداً على عملية "عاصفة الحزم"، قائلاً إنّ "ضرب السعودية لليمن خطأ زاد التوتر في المنطقة"، مشبّهاً الخطوة السعودية بأفعال الكيان الصهيوني في غزة". ورأى أنّه "يجب محاسبة هذا البلد على جرائمه، وأنّ الرياض ستكون الطرف الخاسر في النهاية، حيث سيمرغ أنفها في التراب، فلدى إسرائيل قدرات أكبر ولم تستطع الانتصار".
وأضاف "إنّ الطائرات السعودية تقض مضجع اليمن، والكل يطرح أعذاراً ومبررات واهية، وفي المقابل يتّهمون إيران بالتدخل"، لافتاً إلى أنّ "الشعب اليمني قادر على تقرير مصير بلاده، من دون تدخل خارجي".
اقرأ أيضاً: أوباما مستعد لفرض عقوبات جديدة على إيران بعد "لوزان"