وبعد نشر الخبر، تبارت المواقع الإلكترونية في نشر المقالات والتقارير الصحافية التي اتخذت جلّها منحى أخلاقياً تعلق بسلوك النائبة التي كتبت بعض المواقع أنها كانت "مخمورة" وتصطحب معها "صديقها" إلى غرفتها. التعاطي "الأخلاقوي" مع الخبر في المواقع ومواقع التواصل الاجتماعي أعاد من جديد طرح مسألة أخلاقيات المهنة الصحافية في التعاطي مع مثل هذه الأخبار.
وطالب كثيرون النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي من صلاحياتها السهر على احترام أخلاقيات المهنة الصحافية التدخل وإصدار موقف واضح حول ما يحصل حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء.
واعتبر نقيب الصحافيين التونسيين، ناجي البغوري، أنه "في قضية النائبة بمجلس نواب الشعب مع حارس أحد نزل جربة عديد المواقع الإلكترونية سقطت في الخلط بين التقارير الصحافية والتقارير الأمنية".
ورأى الإعلامي، نصر الدين بن حديد، أنّ "هذا الخلط الذي تكرّر أيضاً في مواضيع سابقة وفي أحداث أخرى خطيرةٍ، هل يكفي وحدهُ لتفسير حالة الهذيان المخجلة التي شهدناها أمس؟".
وأضاف بن حديد "أعتقد أن هذا الخلط هو واحدٌ من بين أعراض الحالة المرضية المستفحلةٍ وهي تفترس المهنة الصحافية وتميّعها كل يوم. ما شهدناه أمس، هو مهرجان لطمٍ ومندبة أخلاقويّة سياسية، غذتها عشرات بل مئات من "المقالات" المتشنجة أو المتسرِّعة والضحلة، نصوصٌ لا دقّة فيها ولا توازن فضلاً عن أخطاء الصياغة واللغة حتى تكادُ تكون قد كتبت بالدارجة (اللهجة التونسية)"، كثيرون أرجعوا ما حصل إلى ثقافة السبق الصحافي التى انتشرت فى المواقع الإخبارية التونسية والتى جعلت الكثير منها يسقط فى خانة اللامهنية وينشر أخباراً دون التثبت منها رغبة منه فى جلب أكبر عدد من القراء وبالتالي الرفع من موارده المالية عن طريق الإعلانات التجارية.
وتساءلت الإعلامية سيدة الهمامي، وهي عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، عن الدور الذي يقوم به رئيس التحرير في المواقع الإخبارية "أين رئيس التحرير من كل هذا؟ ما الفائدة من وجود هذه الرتبة إن لم يقم صاحبها بالتثبت من كل الأخبار... لماذا يتم توجيه كل اللوم للزميلة؟ الخطأ حاصل على مستوى طريقة تناول الخبر كان بالإمكان فقط التطرق لاستغلال النفوذ طبعاً بعد التثبت".
في مقابل ذلك اعتبر بعضهم الآخر أن النائبة شخصية عامة يحق للصحافي تناول حياتها الخاصة بالنشر، خاصة أنها اختارت العمل العام الذي يجعل صاحبه تحت المجهر. وقال أنيس بن يوسف إنّ "وظيفة الصحافي هي البحث عن الحقيقة أينما كانت ودون مجاملات أو ترضيات وبلا خوف أو حسابات وكشفها للرأي العام وطريقة البحث عن الحقيقة تتقاطع حتماً مع ما هو أمني".
كما رأى بعضهم الآخر أن المواقع الإخبارية في تونس سقطت في لعبة تصفية حسابات سياسية دون وعي منها وهو ما يفترض أن لا يسقط فيه الصحافي الذي يحترم أخلاقيات المهنة. فقال الإعلامي ناجح الزغدوي "تحولت الحادثة التي لا أحد يعلم حقيقتها، إلى تصفية حسابات سياسية بين الأحزاب المتخاصمة. هناك وسائل إعلام نشرت التصريح ونقيضه بدل التحري والحياد".