وتوجد في طبرق، في الشرق الليبي، كتيبتان: كتيبة "عمر المختار"، التابعة لرئاسة الأركان، في المنطقة العسكرية في طبرق، والثانية كتيبة "71 مشاة" التابعة لرئاسة ركن الحدود.
أما في درنة، فجميع الكتائب "عقائدية" إسلامية وعدد كبير منها متشدد: كتيبة "شهداء أبو سليم"، الأقرب إلى "جبهة النصرة"، وكتيبة "مجلس شورى شباب الإسلام"، الأقرب الى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
في البيضاء، تنتشر كتائب الدروع القريبة من التيار الإسلامي، وكتيبة "حسين الجويفي"، وهي كتيبة أمن نظامية، ينتسب إليها مجموعة من الضباط والأفراد، الذين يدينون بالولاء لحفتر.
في المرج، تتمركز كتيبة "عيسى الوكواك"، وهي كتيبة أمنية نظامية، تابعة لرئاسة الأركان، بالإضافة الى كتيبة "قوات الردع"، التابعة بدورها الى الأركان، وكتيبة "الصقور" التابعة لـ"جيش برقة". على أن جميع تلك الكتائب، تدين بالولاء وتقاتل الى جانب حفتر، في ما يُسمّى "عملية الكرامة".
أما في بنغازي، فلا يُعرف على وجه الدقة عدد التشكيلات العسكرية، ولكن كتائبها تتكوّن بالأساس، من ثوار جبهات، وقريبين من التيار الإسلامي، ومنضوين تحت رئاسة الأركان، ككتيبة "17 فبراير"، وكتيبة "شهداء ليبيا الحرة"، وكتيبة "راف لله السحاتي"، وكتائب "أنصار الشريعة"، المنتشرة في سرت أيضاً. وتتجمّع جميع تلك التشكيلات، تحت لواء ما يُسمّى بـ"مجلس شورى الثوار"، الذي يخوض حرباً شرسة ضد مليشيات حفتر.
كما توجد في المدينة، كتيبة اللواء أول مشاة، المكون أساساً من كتيبة "الفضيل بو عمر" الأمنية، التي قمعت ثوار بنغازي، وتنسّق مع حفتر. ولـ"الصاعقة"، ثلاث كتائب: 21، و36، و319، تأتمر ظاهرياً بآمر القوات الخاصة بليبيا، العقيد ونيس بوخماده، أما فعليّاً فالحاكم الفعلي للكتيبتين، 36، و21، هو سالم النايلي، وهو آمر غير مفهوم، وفق القواعد العسكرية، في أن يكون رئيس عرفاء في الجيش، آمراً وناهياً لضباط أعلى منه رتبة وأقدمية.
وتنتشر في أجدابيا، غرب بنغازي، كتائب تابعة لقبيلتي "المغاربة" و"الزوي"، وهما في صراع دائم على الحقول النفطية.
الجنوب القبلي
وتُسيطر القبائلية على المشهد العسكري في الجنوب، فتتوزع كتائبه على شقّ عربي بقيادة قبيلة أولاد سليمان وأولاد بوسيف من جهة، وشقّ تاباوي من جهة أخرى. ففي مدينة سبها، ينتشر اللواء السادس مشاة، التابع لرئاسة الأركان، لكنه يدين بالولاء لقبيلة أولاد سليمان، ولكتيبة "شهد المهدية" التي تتبع قبيلة أولاد بوسيف.
بينما توجد كتيبة حرس الحدود التابعة لـ"لواء القعقاع" الزنتاني، و"كتيبة 22"، المكونة في الأساس من عسكريين نظاميين تابعة لرئاسة الأركان، وكتيبة "أحمد عبد الجليل الحسناوي"، التابعة لـ"أنصار الشريعة"، في مدينة الشاطئ.
ولـ"التبو" كتيبتان: "شهداء أم الأرانب"، بقيادة، بركه ولد ورادكو، و"شهداء القطرون"، بزعامة، اللاشي، متمركزتان في مدينة مرزق. ولـ"الطوارق" أيضاً، كتيبتهم، وهي "تنيري"، المكوّنة من عسكريين سابقين، قاتلوا إلى جانب نظام القذافي في مصراتة والبريقة وسرت، وكتيبة "412"، وهي مجموعة صغيرة من الطوارق، في مدينة أوباري.
مليشيات الغرب المديني
ويغلب على تشكيلات الغرب، الطابع المديني، كمصراتة، التي يُقدّر عدد المقاتلين الفعليين فيها حوالي 25 ألف مقاتل، وتنتشر فيها قرابة 230 كتيبة، شكّلت ما يُعرف بقوة "درع ليبيا الوسطى". وتمتلك هذه الكتائب مجتمعة ما يزيد عن 3500 سيارة مجهزة بمضادات للطائرات، وراجمات الصواريخ، وما يزيد عن 200 دبابة، ويتمركز معظمها في معسكرات تابعة للنظام السابق، كما تتمركز باقي الكتائب في ضواحي المدينة.
وكانت كتائب مصراتة خرجت من طرابلس، بعد سقوط ضحايا في أحداث غرغور في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، عندما خرجت تظاهرات من مسجد القدس في طرابلس، مطالبة بتطبيق قراري "المؤتمر الوطني العام" (البرلمان)، رقمي 27 و53، الخاصين بإخلاء العاصمة من مظاهر التسلح. وحذت كتائب جادو، وغريان، ونالوت، حذو كتائب مصراتة، وخرجت من العاصمة.
وتتمركز كتائب تابعة لمدينة الزنتان في طرابلس، رغم إعلانها تسليم مقراتها للجيش، إلا أن هذا التسليم كان شكلياً، وما زالت القوات متمركزة في العاصمة، وتتألف من كتيبة "الشهيد محمد المدني"، التابعة لـ"لواء القعقاع"، وقوة الردع الخاصة بقاعدة أمعيتيقة الجوية، والتي سلّمت مقرها إلى سلاح الجو، و"لواء القعقاع"، أو ما يُعرف بكتيبة "اللواء الأول لحرس الحدود، والأهداف والمنشآت الحيوية والاستراتيجية"، والتي على الرغم من أن مهمتها تتلخّص في حفظ أمن الحدود، إلا أنها تتخذ من العاصمة مقراً لها، كما كتيبة "الصواعق"، التي تتخذ من مجمع "الدعوة الإسلامية" مقراً لها.
ويُقدّر عدد هذه القوات بحوالي 15 ألف مقاتل، أغلبهم كانوا تابعين في السابق لـ"لواء 23 معزز"، الذي شارك في قمع ثورة فبراير/شباط، بقيادة خميس معمر القذافي. وكتيبة "الصواعق" هي: مليشيات تابعة للبرنامج السياسي لتحالف "القوى الوطنية" التابع لجبريل، وقد حاولت في 15 فبراير/شباط الماضي، إجبار "المؤتمر الوطني" (البرلمان) على الاستقالة، بعد منحه خمس ساعات لتسليم السلطة.
وتنتشر في الغرب قوة "درع الغربية"، في غريان وصبراتة والزاوية، وقوات عسكرية، تحت إمرة غرفة عمليات "ثوار ليبيا"، وهي قوات غير صلبة، سبق لرئيس "المؤتمر"، نوري أبو سهمين، تكليفها حماية طرابلس.
وقد دخلت جميع كتائب مصراتة، سواء تلك التي تتبع "لواء درع الوسطى"، أو غير المنضوية تحتها كـ"كتيبة الحلبوص"، و"المرسي"، وقوات "درع الغربية"، في حرب مع "القعقاع" و"الصواعق"، التي يُسيطر عليها قادة من الزنتان، للسيطرة على مطار طرابلس الدولي، ومعسكر "النقلية"، وجمعية "الدعوة الإسلامية"، ورئاسة الأركان العامة. وهي جميعها مقارّ رسمية حكومية، تسيطر عليها تلك المليشيات، وتفرض من خلالها نفوذها على جميع أعمال الحكومة، وساهمت في اقتحام مقرّ "المؤتمر"، مرات عدة، واعتدت على أعضاء البرلمان الليبي.