دفع الاعتداء على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسيّة ، اليوم الأربعاء، إلى اتخاذ إجراءات أمنية في كل من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ومدينة آرهوس، حيث يقع مقرا صحيفتي "يولاندس بوستن" و"بوليتيكن".
ورفعت درجة التأهب الأمني بالقرب من مبنى يضم عددا من الصحف، خصوصاً صحيفة "يولاندس بوستن" التي نشرت في 2005 رسوماً كاريكاتورية ساخرة من الرسول محمد، و"اكسترا بلاديت" التي عادت ونشرت رسوما أخرى في 2008.
ولم تخف رئيسة الوزراء الدنماركية، هيلي تورنينغ شميت، خشيتها من انعكاسات الهجوم في فرنسا على بلادها، وأوضحت أن "فرنسا والدنمارك يجب أن يدافعا عن قيمهما، ويولاندس بوستن تعرضت لتهديد أمني محدد، ولا يمكن التراجع عن قيم الديمقراطية في بلدينا المستندة على حرية الصحافة وتعاطيها النقدي".
وشوهدت دوريات الشرطة تجوب العاصمة ومدينة آرهوس، حيث المقر الإقليمي الثاني للصحيفة، "خشية وجود تزامن أو تنسيق بين مهاجمي تشارلي ومجموعات في الدنمارك" بحسب ما قال مصدر أمني لـ"العربي الجديد" في مدينة آرهوس.
ونشرت تقارير أمنية في وقت سابق، تتهم جهات إسلامية محلية في آرهوس بتجنيد شبان للسفر والقتال في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتأتي الإجراءات الأمنية بعد أقل من 24 ساعة على تخصيص القناة الأولى الرسمية برنامجا وثائقيا، أمس الثلاثاء، حول مسجد غريمهوي، في مدينة آرهوس والذي يتهمه السياسيون والأمنيون بالوقوف وراء تجنيد شبان مسلمين ودفعهم نحو التطرف.
وتدرس الجهات الأمنية "احتمال وجود رابط بين توعّد بعض المتشددين للصحف الدنماركية وما جرى في باريس"، وفق ما أكدت مصادر لـ"العربي الجديد".
وأشارت إلى أن "التدابير الأمنية بدأت، منذ سبتمبر، تاريخ مشاركة الدنمارك في التحالف الدولي ضد داعش"، لافتة إلى "تلقي إشارات عن نية البعض باستهداف يولاندس بوستن والعاملين فيها، والناشر السابق لارس هيداغوورد الذي يحظى بحماية أمنية كبيرة من قبل جهاز الاستخبارات في كل تحركاته".
إلى ذلك، أعلن جهاز الاستخبارات الدنماركي "بيت"، "متابعته تفاصيل ما جرى في باريس مع الأجهزة الفرنسية، خصوصاً لجهة ارتباط المهاجمين بالبعض في الدنمارك".