26 نوفمبر 2017
خطبة الجمعة على مذهب أمن الدولة
رضا حمودة (مصر)
أعلنت وزارة أوقاف عبد الفتاح السيسي في مصر إعداد قوائم موضوعات خطب صلاة الجمعة الموحدة، بحيث يتم توزيعها على خطتين قصيرتي المدى، تشمل 54 موضوعًا للعام الأول، ومتوسطة المدى وتشمل 270 موضوعًا لخمس سنوات، وإرسالها متكاملة إلى أعضاء لجنة علمية لوضع لمساتهم وملاحظاتهم الأخيرة عليها، تماهياً مع دعوة السيسي التي أطلقها للمرة الأولى لتصويب الخطاب الديني المزعوم أو تجديده في يوليو/ تموز عام 2014، بعد تنصيبه بشهر في احتفالات ليلة القدر، وطالب علماء الدين والمؤسسات الدينية بالتعاون لتنقية التراث الإسلامي.
وأضافت الأوقاف أنّ موضوعات الخطبة الموّحدة على مدار خمس سنوات شملت 13 محوراً، هي الأخلاق والقيم الوطنية وقضايا التطرف والإرهاب والعمل والإنتاج والمعاملات وبناء الأسرة والشباب والمرأة ودور ذوي الاحتياجات الخاصة في بناء المجتمع والتعليم والتثقيف والتربية والإيمانيات والمناسبات الدينية والقضايا العامة.
وذكرت أنّه، في حالة المستجدات والحوادث والظروف الطارئة، سيتم تخصيص الجزء الثاني من الخطبة لمعالجتها في حدود ما تقتضيه وتحتمه طبيعة كلّ ظرف على حدة. وحول الفائدة من إعداد خطبة على مدار خمس سنوات، قال رئيس القطاع الديني في الوزارة جابر طايع، إنّ ذلك يخطّط لحياة المواطنين المصريين ولدينهم بصورة أفضل، وتأتي في إطار تجديد الخطاب الديني، كما تأتي هذه الخطوة المريبة تنفيذاً لما طالب به أو أمر به السيسي في 8 ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، بصياغة خطة خمسية لتجديد الخطاب الديني.
تلك السابقة الخطيرة في تاريخ الخطاب الديني الذي يصادر التجديد أصلاً ولخمس سنوات مقبلىة، ومنذ انقلاب 3 يولي، ما هو إلا حملة مسعورة وممنهجة لتجريف الدين وتجفيف منابع التدين عبر خطوات حثيثة ومتسارعة نحو تأميم "الدين" لخدمة وجهة نظر السلطة بالعبث في ثوابت الأمة وتراثها، والطعن في عقيدتها وشريعتها الإسلامية، فضلاً عن تشويه رموزها الدينية، بذريعة إعمال الفكر والعقل، والحض على الإبداع والخروج من دائرة الجمود، وهو حق يُراد به باطل.
وتجري هذه الخطة الخبيثة على قدم وساق عن طريق مؤسستين، الأولى الأوقاف، حيث الوصاية على المساجد ودورها المهم والخطير في تشكيل وعي الأمة، على اعتبار أنّها المدرسة الأولى لتشكيل وعي الجماهير وبنائه. المؤسسة الأخرى هي التعليم الذي يجري تجريفه وتغيير مساره وتحويل وجهته نحو التغريب والحداثة اللقيطة، عبر حذف موضوعات الجهاد وسير وسيرة المجاهدين والفاتحين الكبار، أمثال صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع، بغرض التشكيك في قيمة الجهاد قيمة إسلامية أصيلة لدى المسلمين، حيث يمثل "ذروة سنام هذا الدين".
تحجر خطة الأوقاف الجديدة على عقول الأئمة في مصر بكل وضوح، وتُقيّد إبداعاتهم ومهاراتهم في البحث والتنقيب والاستنباط، في مقابل برمجة أفكارهم على رأي واحد وتوّجه وحيد، لا يخدم سوى السلطة الحاكمة، والهدف تخريج جيل جديد مشوّه ومُقلّد كالببغاء، يقدم إسلاماً منزوع الدسم والبركة بل والتأثير، لا يخرج من حيّز المسجد، ولا يطالب يوماً بالتغيير، إسلام يقبل ويُطبّق مبدأ "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، وهذا هو المطلوب، ويتنم ذلك كلّه يتم بدعوى المصطلح الهلامي المطاط الخادع، أي مكافحة الإرهاب والتطرّف، بيد أنّ الغرض الحقيقي هو مكافحة الإسلام نفسه، وليس الإرهاب.
باختصار، خطبة الجمعة التي يريدونها أقرب إلى بيان وزارة الداخلية، مع إضافة نصوص دينية خارج سياقها الطبيعي، والتي تتبنّى الرواية الأمنية للسلطة، وبدلاً من أن يكون الخطاب الديني استناداً لمنهج أهل السنة والجماعة، كما هو المفترض، نتحول إلى خطاب ديني مستأنس، يُقاد ولا يقود، على منهج أمن الدولة والرئاسة.
وأضافت الأوقاف أنّ موضوعات الخطبة الموّحدة على مدار خمس سنوات شملت 13 محوراً، هي الأخلاق والقيم الوطنية وقضايا التطرف والإرهاب والعمل والإنتاج والمعاملات وبناء الأسرة والشباب والمرأة ودور ذوي الاحتياجات الخاصة في بناء المجتمع والتعليم والتثقيف والتربية والإيمانيات والمناسبات الدينية والقضايا العامة.
وذكرت أنّه، في حالة المستجدات والحوادث والظروف الطارئة، سيتم تخصيص الجزء الثاني من الخطبة لمعالجتها في حدود ما تقتضيه وتحتمه طبيعة كلّ ظرف على حدة. وحول الفائدة من إعداد خطبة على مدار خمس سنوات، قال رئيس القطاع الديني في الوزارة جابر طايع، إنّ ذلك يخطّط لحياة المواطنين المصريين ولدينهم بصورة أفضل، وتأتي في إطار تجديد الخطاب الديني، كما تأتي هذه الخطوة المريبة تنفيذاً لما طالب به أو أمر به السيسي في 8 ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، بصياغة خطة خمسية لتجديد الخطاب الديني.
تلك السابقة الخطيرة في تاريخ الخطاب الديني الذي يصادر التجديد أصلاً ولخمس سنوات مقبلىة، ومنذ انقلاب 3 يولي، ما هو إلا حملة مسعورة وممنهجة لتجريف الدين وتجفيف منابع التدين عبر خطوات حثيثة ومتسارعة نحو تأميم "الدين" لخدمة وجهة نظر السلطة بالعبث في ثوابت الأمة وتراثها، والطعن في عقيدتها وشريعتها الإسلامية، فضلاً عن تشويه رموزها الدينية، بذريعة إعمال الفكر والعقل، والحض على الإبداع والخروج من دائرة الجمود، وهو حق يُراد به باطل.
وتجري هذه الخطة الخبيثة على قدم وساق عن طريق مؤسستين، الأولى الأوقاف، حيث الوصاية على المساجد ودورها المهم والخطير في تشكيل وعي الأمة، على اعتبار أنّها المدرسة الأولى لتشكيل وعي الجماهير وبنائه. المؤسسة الأخرى هي التعليم الذي يجري تجريفه وتغيير مساره وتحويل وجهته نحو التغريب والحداثة اللقيطة، عبر حذف موضوعات الجهاد وسير وسيرة المجاهدين والفاتحين الكبار، أمثال صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع، بغرض التشكيك في قيمة الجهاد قيمة إسلامية أصيلة لدى المسلمين، حيث يمثل "ذروة سنام هذا الدين".
تحجر خطة الأوقاف الجديدة على عقول الأئمة في مصر بكل وضوح، وتُقيّد إبداعاتهم ومهاراتهم في البحث والتنقيب والاستنباط، في مقابل برمجة أفكارهم على رأي واحد وتوّجه وحيد، لا يخدم سوى السلطة الحاكمة، والهدف تخريج جيل جديد مشوّه ومُقلّد كالببغاء، يقدم إسلاماً منزوع الدسم والبركة بل والتأثير، لا يخرج من حيّز المسجد، ولا يطالب يوماً بالتغيير، إسلام يقبل ويُطبّق مبدأ "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، وهذا هو المطلوب، ويتنم ذلك كلّه يتم بدعوى المصطلح الهلامي المطاط الخادع، أي مكافحة الإرهاب والتطرّف، بيد أنّ الغرض الحقيقي هو مكافحة الإسلام نفسه، وليس الإرهاب.
باختصار، خطبة الجمعة التي يريدونها أقرب إلى بيان وزارة الداخلية، مع إضافة نصوص دينية خارج سياقها الطبيعي، والتي تتبنّى الرواية الأمنية للسلطة، وبدلاً من أن يكون الخطاب الديني استناداً لمنهج أهل السنة والجماعة، كما هو المفترض، نتحول إلى خطاب ديني مستأنس، يُقاد ولا يقود، على منهج أمن الدولة والرئاسة.
مقالات أخرى
14 يونيو 2016
04 مايو 2016
26 مارس 2016