هيئة تحرير الشام لن تشارك في أي معركة فيها أحرار الشام وذلك حتى "يؤوب العاصي" هذه العبارة قالها قياديون من الهيئة لقادة الأحرار في أحد الاجتماعات التي نظمت ضمن التحضير لمعركة حماة، والنتيجة كانت أن كل فصيل شن عملية عسكرية باسم مختلف، حيث أطلقت تحرير الشام اسم "وقل اعملوا" على المعركة في الريف الشمالي للمدينة بينما أحرار الشام شنت معركة "صدى الشام" في نفس المنطقة لكن إلى الشرق قليلا.
وقال قيادي في أحرار الشام إن معنى "يؤوب العاصي" أي يتوب ويرجع عن معصيته، في إشارة إلى رفض الأحرار الاندماج مع فتح الشام ضمن الهيئة، وهذا الخلاف أيضا تسبب بإيقاف معركة ضد النظام في الساحل أيضا بحسب القيادي.
هذا الخلاف ليس جديدا، قبل أي معركة يجتمع أطراف كثيرة من قادة المعارضة المسلحة ويبحثون في أدق التفاصيل ويناقشون حتى النتائج، لا سيما موضوع ما يدعى "الغنائم"، في إشارة إلى ما يمكن لهم أن يحصلوا عليه من قوات النظام كأسلحة وعتاد يختلفون على نسب معينة ويتقاتلون بينهم على من سيكون له نصيب الأسلحة الثقيلة ومن ستكون له الذخيرة. في معركة كسب التي شنتها المعارضة في شهر مارس/ آذار 2014 اختلفت أحرار الشام وأنصار الشام على الحصة الأكبر من الأسلحة، حينها أخذ الأنصار نسبة 56 % من مجمل الأسلحة التي سيطروا عليها مما أثار حفيظة قادة أحرار الشام، فلم يعمل الفصيلان مع بعضهما بعد ذلك.
مؤخرا في الساحل وحتى تاريخ 27 مارس/ آذار الماضي جرت أكثر من عشرة اجتماعات في ريف إدلب الغربي بهدف الترتيب لشن عملية عسكرية في نفس توقيت معارك الريف الحموي، إلا أن جميع هذه الاجتماعات باءت بالفشل.
لم يتفق أي من القادة على من سيبدأ المعركة ومن سيقدم الذخيرة ومن سيتولى حماية المناطق التي من المفترض السيطرة عليها، وكان من المقرر أن يكون الحزب التركستاني هو رأس الحربة في هذه المعركة، إلا أن الحزب عقب الفشل انتقل إلى سهل الغاب في الريف الغربي لحماة حيث يرتب لعملية عسكرية ضد معسكر جورين بوابة جبال الساحل، الأمر غير المستغرب.
علم النظام السوري بأمر العملية واستبق فشل المعارضة بتنفيذ أكثر من 45 غارة جوية على مدينة جسر الشغور التي جرت فيها الاجتماعات العشرة، وقصفت مدفعيته المدينة طيلة ثلاثة أيام بشكل متواصل وتسبب بحالة نزوح مؤقت لقاطني المدينة إلى حين توقف القصف، أيضا الطيران الحربي التابع للنظام السوري حلق على الحدود السورية التركية واقترب من منطقة خربة الجوز لأول مرة منذ أربع سنوات دون أن يكون هناك رد فعل من الجانب التركي على الرغم من مشاهدة المخفر التركي في بلدة التنوز التركية للطائرات الحربية بالقرب من بلدة هتيا السورية.
اتهامات متبادلة بين كل من الفرقة الساحلية الأولى وأحرار الشام بإفشال العملية العسكرية، إلا أن العديد من الفصائل الأخرى استعاضت عن العملية الفاشلة بإطلاق صواريخ الغراد على القاعدة الروسية "حميميم" ومدينة القرداحة حيث أكدت تحرير الشام قيامها باستهداف اجتماع غرفة العمليات، وكان من بين القتلى ضباط في جيش النظام، فيما كان رد النظام بقصف جميع المناطق في الريف الغربي وتسبب بأكثر من 25 مصابا مدنيا بينهم اثنان فقدا حياتهما نتيجة هذا القصف.
الصحافي حسام محمد وصف حال المعارضة بشقها العسكري، الفصائلية المسيطرة على الشأن السوري الثوري العام مهما تعاظمت قدارتها فإنها لن تحقق ما ترجوه وما يتمناه السوريون، وذلك يعود للأوضاع الميدانية التي تغيرت، وأن الأسد لم يعد وحيداً، وكذلك الإيرانيون، أما الفصائل في سورية فما زالت تعيش على صورة ومشهد عام 2012، علما أن التطورات لم تعد هكذا.
تنازع الرايات وتضارب المشاريع واختلاف التوجهات الفكرية، يرتد سلباً على الوضع العام، فما تحتاجه الثورة اليوم هو كيان سياسي عسكري تنظيمي يدار من الداخل السوري، لتهيئة الظروف، وأن البقاء على صورة الوضع كما هو يعني انحسار رقعة الثورة السورية جغرافيا، فموسكو اليوم مستعدة عند أي نجاح للثوار أن تدخل برا وليس فقط جواً، وكذلك موسكو جندت قوات عسكرية موالية لها، مسلحة بأسلحة جيدة ورواتب مغرية.
لم يعد التحرير وحده هو المهم، بل تثبيت النقاط هو المشروع بالغ الأهمية، فنجد في معارك دمشق والساحل وحماة، أن الثوار يتقدمون مسافات كبيرة، لكن الحفاظ عليها باهظ الثمن من العدة والعتاد، خاصة في ظل عدم وجود أي دولة تقدم الدعم العسكري المطلوب لقلب الموازين.
توقفت العمليات العسكرية ضد النظام حاليا في حماة وتحولت المعارضة من الهجوم إلى الدفاع، وكل فصيل يدافع عن منطقته على حدة، والتنسيق العملياتي في أدني مستواه في ظل الاتهامات المتبادلة بين جميع الأطراف، في كل يوم هناك شبان يافعون يدفعون ثمن غياب هذا التنسيق حيث بلغت خسائر المعارضة في هذه المعارك قرابة 34 شابا سوريا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وخطيرة أكبرهم يبلغ من العمر 35 عاما وغالبيتهم لديهم أسر وأطفال ينتظرونهم.
وقال قيادي في أحرار الشام إن معنى "يؤوب العاصي" أي يتوب ويرجع عن معصيته، في إشارة إلى رفض الأحرار الاندماج مع فتح الشام ضمن الهيئة، وهذا الخلاف أيضا تسبب بإيقاف معركة ضد النظام في الساحل أيضا بحسب القيادي.
هذا الخلاف ليس جديدا، قبل أي معركة يجتمع أطراف كثيرة من قادة المعارضة المسلحة ويبحثون في أدق التفاصيل ويناقشون حتى النتائج، لا سيما موضوع ما يدعى "الغنائم"، في إشارة إلى ما يمكن لهم أن يحصلوا عليه من قوات النظام كأسلحة وعتاد يختلفون على نسب معينة ويتقاتلون بينهم على من سيكون له نصيب الأسلحة الثقيلة ومن ستكون له الذخيرة. في معركة كسب التي شنتها المعارضة في شهر مارس/ آذار 2014 اختلفت أحرار الشام وأنصار الشام على الحصة الأكبر من الأسلحة، حينها أخذ الأنصار نسبة 56 % من مجمل الأسلحة التي سيطروا عليها مما أثار حفيظة قادة أحرار الشام، فلم يعمل الفصيلان مع بعضهما بعد ذلك.
مؤخرا في الساحل وحتى تاريخ 27 مارس/ آذار الماضي جرت أكثر من عشرة اجتماعات في ريف إدلب الغربي بهدف الترتيب لشن عملية عسكرية في نفس توقيت معارك الريف الحموي، إلا أن جميع هذه الاجتماعات باءت بالفشل.
لم يتفق أي من القادة على من سيبدأ المعركة ومن سيقدم الذخيرة ومن سيتولى حماية المناطق التي من المفترض السيطرة عليها، وكان من المقرر أن يكون الحزب التركستاني هو رأس الحربة في هذه المعركة، إلا أن الحزب عقب الفشل انتقل إلى سهل الغاب في الريف الغربي لحماة حيث يرتب لعملية عسكرية ضد معسكر جورين بوابة جبال الساحل، الأمر غير المستغرب.
علم النظام السوري بأمر العملية واستبق فشل المعارضة بتنفيذ أكثر من 45 غارة جوية على مدينة جسر الشغور التي جرت فيها الاجتماعات العشرة، وقصفت مدفعيته المدينة طيلة ثلاثة أيام بشكل متواصل وتسبب بحالة نزوح مؤقت لقاطني المدينة إلى حين توقف القصف، أيضا الطيران الحربي التابع للنظام السوري حلق على الحدود السورية التركية واقترب من منطقة خربة الجوز لأول مرة منذ أربع سنوات دون أن يكون هناك رد فعل من الجانب التركي على الرغم من مشاهدة المخفر التركي في بلدة التنوز التركية للطائرات الحربية بالقرب من بلدة هتيا السورية.
اتهامات متبادلة بين كل من الفرقة الساحلية الأولى وأحرار الشام بإفشال العملية العسكرية، إلا أن العديد من الفصائل الأخرى استعاضت عن العملية الفاشلة بإطلاق صواريخ الغراد على القاعدة الروسية "حميميم" ومدينة القرداحة حيث أكدت تحرير الشام قيامها باستهداف اجتماع غرفة العمليات، وكان من بين القتلى ضباط في جيش النظام، فيما كان رد النظام بقصف جميع المناطق في الريف الغربي وتسبب بأكثر من 25 مصابا مدنيا بينهم اثنان فقدا حياتهما نتيجة هذا القصف.
الصحافي حسام محمد وصف حال المعارضة بشقها العسكري، الفصائلية المسيطرة على الشأن السوري الثوري العام مهما تعاظمت قدارتها فإنها لن تحقق ما ترجوه وما يتمناه السوريون، وذلك يعود للأوضاع الميدانية التي تغيرت، وأن الأسد لم يعد وحيداً، وكذلك الإيرانيون، أما الفصائل في سورية فما زالت تعيش على صورة ومشهد عام 2012، علما أن التطورات لم تعد هكذا.
تنازع الرايات وتضارب المشاريع واختلاف التوجهات الفكرية، يرتد سلباً على الوضع العام، فما تحتاجه الثورة اليوم هو كيان سياسي عسكري تنظيمي يدار من الداخل السوري، لتهيئة الظروف، وأن البقاء على صورة الوضع كما هو يعني انحسار رقعة الثورة السورية جغرافيا، فموسكو اليوم مستعدة عند أي نجاح للثوار أن تدخل برا وليس فقط جواً، وكذلك موسكو جندت قوات عسكرية موالية لها، مسلحة بأسلحة جيدة ورواتب مغرية.
لم يعد التحرير وحده هو المهم، بل تثبيت النقاط هو المشروع بالغ الأهمية، فنجد في معارك دمشق والساحل وحماة، أن الثوار يتقدمون مسافات كبيرة، لكن الحفاظ عليها باهظ الثمن من العدة والعتاد، خاصة في ظل عدم وجود أي دولة تقدم الدعم العسكري المطلوب لقلب الموازين.
توقفت العمليات العسكرية ضد النظام حاليا في حماة وتحولت المعارضة من الهجوم إلى الدفاع، وكل فصيل يدافع عن منطقته على حدة، والتنسيق العملياتي في أدني مستواه في ظل الاتهامات المتبادلة بين جميع الأطراف، في كل يوم هناك شبان يافعون يدفعون ثمن غياب هذا التنسيق حيث بلغت خسائر المعارضة في هذه المعارك قرابة 34 شابا سوريا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وخطيرة أكبرهم يبلغ من العمر 35 عاما وغالبيتهم لديهم أسر وأطفال ينتظرونهم.