اعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن القاعدة العسكرية التركية في قطر سوف تحافظ على الاستقرار في المنطقة، وهي ليست موجهة ضد أية دولة، وهي رمز للتكافل والتضامن والتعاون المشترك بين قطر وتركيا في الجانب العسكري.
داود أوغلو وفي محاضرة ألقاها، اليوم الخميس، في جامعة قطر حول العلاقات بين بلاده ودولة قطر في ظل التحديات الإقليمية، أكد أنّه "لا حدود للاحتياجات أو قيود على ما يتطلبه العمل في القاعدة، وأن سقف ذلك مفتوح وهو يخضع لاتفاق البلدين".
وكانت كل من قطر وتركيا قد وقعتا في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2015، اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين يسمح بموجبه "البلد المضيف للبلد الآخر، باستخدام موانئه البحرية وطائراته ومجاله الجوي، وبتمركز قواته العسكرية على أراضيه، وباستفادته من المنشآت والمخيمات والوحدات والمؤسسات والمنشآت العسكرية. كما تضمنت اتفاقية التعاون العسكري المصادق عليها، تبادل خبرات التدريب العملياتي، وتطوير الصناعات العسكرية، مع إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة".
من جهة أخرى، رفض رئيس الوزراء التركي توضيح طبيعة الإجراءات التي ستتخذها بلاده في الجانب السوري من الحدود، بعد تكرار وقوع الصواريخ على المدن التركية وتحديدا مدينة كيليس، لافتاً إلى أنّ "بلاده تعتزم القيام بكافة الإجراءات من أجل حماية أرواح مواطنيها، وأنه اجتمع قبل أيام مع القوى الأمنية والعسكرية في تركيا، لبحث تطبيق هذه الإجراءات".
وكان رئيس الوزراء التركي قد وصف علاقات بلاده مع دولة قطر بأنها مميّزة، واصفا قطر بأنها وطنه الثاني، مشدداً على أنّ أمنها واستقرارها مثل أمن واستقرار تركيا، وأن البلدين يمتلكان رؤية مشتركة تجاه التحديات التي تواجهها المنطقة، والأزمات في سورية وليبيا وفلسطين واليمن.
كما لفت إلى مجلس العلاقات الاستراتيجية الذي يجمع البلدين والحوار السياسي المستمر بينهما والذي لا يتوقف، والعلاقات المؤسسية التي أنتجت 17 اتفاقية تعاون بين البلدين.
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده ودولة قطر يعملان ما في وسعهما من أجل دعم المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل "داعش" والنظام السوري والمليشيات الطائفية المسلحة وحزب الله، وتواجه الطائرات الروسية والسورية، وأنهما سيبقيان مساندين لها حتى يتمكن الشعب السوري من العيش بكرامة، رافضا في الوقت نفسه مشاريع تقسيم سورية والعراق، مضيفاً "يجب أن تحترم أراضي وسيادة أشقائنا، ويجب احترام كرامة شعوب المنطقة".
وشدد أيضاً على ضرورة محاربة الإرهاب الذي يمثله "داعش" وتمثله المليشيات الطائفية في سورية والعراق، معتبراً الإرهاب والعقلية الإرهابية التحدي الأكبر في المنطقة، وقال "إن علينا محاربة العقلية التي تقود داعش والمليشيات الطائفية، وإظهار الوجه الحقيقي للإسلام".
وأضاف "أنا مسلم وأفتخر بديني الذي يحترم الكرامة الإنسانية والتي هي السمة الأساسية في الإسلام"، مطالبا بإنتاج تأويل صحيح لمفهوم الجهاد في الإسلام، يزيل المفاهيم الخاطئة حوله، وأن تركيا وقطر تحترمان القيم الإسلامية التي تحافظ على الكرامة الإنسانية.