"إثنوفولك" عنوان معرض المخرج السينمائي والفوتوغرافي المغربي داود أولاد السيد (1953) الذي افتتح في الثالث عشر من الشهر الماضي في "غاليري 121" في الدار البيضاء، ويتواصل حتى الثاني عشر من الشهر الجاري.
يحاول صاحب فيلم "باب البحر" أن يعيد اكتشاف بلده من جديد، ولكن بعينيّ فنان هذه المرة، حيث حوّل سيارته إلى استوديو متنقل، طاف بها العديد من المدن وأريافها وأسواقها الشعبية، موثقاً لحظات ومواقف ومحطّات تاريخية مهمّة من حياة المغاربة.
يضمّ المعرض خمسين صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود التقطت في طنجة والداخلة والصويرة وبني ملال ووجدة وشفشاون والزاكورة وأبي الجعد، احتوت المجموعة الجديدة منها على صور لفرق مغربية شعبية تأسّست خلال الستين سنة الماضية، حيث تتبّع الفنان وجوه مغنين وراقصين وموسيقيين من جميع أنحاء المغرب.
إلى جانب صور من معرض السابق "مغرب الظل والنور" الذي أقيم في مدينة فاس العام الماضي، ومجموعة مستعارة من "متحف عبد الرحمن السلاوي" والتي يركّز فيها على حياة الأرياف المغربية ومهرجاناتها وأسواقها ومواسمها.
يبحث أولاد السيد في مفهوم الحركة عبر رصد الناس في أثناء تنقلهم في البوادي مشاة أو هم يستقلّون وسائل النقل أو في تجمعاتهم في العمل أو في طقوس الفرح والعزاء، وكذلك في التقاط بورتريهات لأشخاص عابرين أو مهمّشين في المكان.
بعض المشاهد يعود الفنان إلى تصويرها مرّة أخرى بعد مرور عدّة سنوات، في محاولة لاستكشاف التغيّرات التي طرأت عليه، أو التحوّلات في علاقة الناس مع محيطهم وانعكاسات ذلك على نمط حياتهم وتفاعلهم مع الأحداث الجارية.
بدأ المخرج السينمائي تجربته في الفوتوغرافيا كهاوٍ أثناء دراسته الجامعية في فرنسا في الثمانينيات، قبل أن ينخرط في تعلّم التصوير إلى جانب دراسته للسينما، حيث أقام معرضه الأول بعد ذلك بفترة قصيرة في "معهد العالم العربي" في باريس.
يُذكر أن أولاد السيد أخرج عدّة أفلام روائية ووثائقية منها "الذاكرة المغرة" (1991) و"بين الغياب والنسيان" (1993) و"الواد" (1995)، و"باي باي السويرتي" (1998)، و"عود الريح" (2001).