علمت "العربي الجديد" من مصادر أمنية مصرية، أن المسؤول الأمني المطرود من حركة "فتح"، محمد دحلان، سيصل القاهرة، خلال ساعات، للقاء مدير الاستخبارات المصرية، خالد فوزي، وعدد من المسؤولين المصريين الاستخباراتيين والأمنيين، بالإضافة إلى عدد من رؤساء ومديري القنوات الفضائية المقربة، سياسياً، من دولة الإمارات، والتي تفيد تسريبات صوتية ومصادر مطلعة بأنها كانت تتلقى تمويلاً بوساطة من دحلان بعد إطاحة حكم جماعة "الإخوان المسلمين".
وقالت المصادر إن دحلان "يأتي إلى القاهرة لمناقشة موضوعين أساسيين، هما التطور الإيجابي للعلاقات بين حركة حماس وبعض القوى الإقليمية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية في عهد الملك، سلمان بن عبدالعزيز، والموضوع الثاني هو مواكبة الخطاب الإعلامي المصري للتغييرات السياسية الطارئة على العالم العربي".
وأضافت المصادر المصرية، أن المسؤول الأمني المطرود من حركة فتح "يُعتبر من أبرز روافد المعلومات عن الملف الفلسطيني بالنسبة للاستخبارات المصرية، كما أنه همزة الوصل بين القاهرة ونظام الحكم في الإمارات في العديد من الملفات الأمنية والاقتصادية"، مؤكدة أنه يسعى لفرض نفسه كشخصية بارزة، إقليمياً، تمهيداً لعودة محتملة إلى قيادة حركة "فتح" الفلسطينية.
ويرتبط محمد دحلان، بشبكة من العلاقات مع عدد من الإعلاميين المصريين، في صحف وقنوات فضائية خاصة.
وتزامنت التسريبات عن زيارة دحلان القاهرة مع وصول وزير الخارجية الإثيوبي، تيدروس إدهانوم، إلى القاهرة، أمس السبت، للقاء وزيري الخارجية المصري والسوداني واستمرار المباحثات حول قضية المياه وسد النهضة الإثيوبي.
ولم يُعرف ما إذا كان دحلان سيشارك في هذه المفاوضات أم لا، وخصوصاً بعد المعلومات التي نقلتها مجلة "نيوزويك" الأميركية، مدعومة بصور فوتوغرافية، عن عدد من المقربين منه، بأنه كان عراباً للاتفاق بين القاهرة وأديس أبابا أخيراً حول السد.
اقرأ أيضاً: "نيوزويك": السيسي يكلف دحلان التفاوض بشأن سد النهضة
وفي وقتٍ سابق، تحدث دبلوماسي مصري، محذراً من خطورة تدخّل دحلان في موضوع السد، قائلاً "إن الأمر ليس في صالح مصر"، في الوقت الذي نفت فيه مصادر خاصة في الخارجية المصرية لـ"العربي الجديد"، علمها بما نُشر في المجلة الأميركية. وذكرت أن "لا علم لدى الوزارة بقضية توسّط دحلان بين مصر وإثيوبيا، حول حل أزمة سد النهضة". وأضافت المصادر، أن "الخارجية لم تكن على علم بتوسط جهات خارجية للتوصل لحل حول السد، بخلاف وساطة الرئيس السوداني، عمر البشير، وهو أمر سبق أن أُعلن عنه، وبناءً عليه تمّ توقيع اتفاق إعلان المبادئ حول السدّ في السودان".
وأضافت المصادر أن "ما نُشر حول تحرّك دحلان للتوسط في موضوع السد، بعيد كل البعد عن التنسيق مع الخارجية، وهو أمر لو أُعلن، من قبل، لأثار أزمة داخل الوزارة". وكانت مجلة "نيوزويك" قد أفردت تقريراً مرفقاً بالصور، حول تفاصيل توسّط دحلان في إبرام الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان، لإنشاء سد النهضة على نهر النيل.
اقرأ أيضاً: خطأ بإجراءات التحقيق يمنع تحريك دعوى فساد ضد دحلان